بمناسبة صدور مجموعة (مَنْ نزع وجه الوردة)?
حاوره سليمان الفهد:
حاوره سليمان الفهد:
يقول الشاعر شوقي مسلماني بمناسبة صدور مجموعته الشعريّة الجديدة أنّه لا يستسيغ الشعر الذي لا فقدان فيه، وأنّ كلّ شعر فيه من سيرة الشاعر وتجربته. وأنّ غياب السيرة عن القصيدة يحيلها إلى كلمات لا تتعدّى الشفاه، وأنّ الشاعر الشاعر كما يعبّر عن ذاته يعبّر عن غيره ولو كان هذا الغير شجرة ومن خلال تمثّل الشجرة بأفراحها وأحزانها التي هي في المآل الأخير أفراح وأحزان الشاعر ذاته، ويقول أنّ الإحالات التاريخيّة في الشعر حركة صعبة ومحفوفة بالمخاطر، وهو يُفضّل القصيدة التي تحيل أكثر ما تحيل إلى ذاتها. وهنا الحوار:
* قبل أن ندخل الى أجواء مجموعتك الشعريّة الجديدة هل تعرّفنا أكثر عنك؟.
*** إذا تسأل من أنا في الظاهر؟ أنا لبناني من جنوب لبنان ومن بلدة كونين الحدوديّة، وفي كونين، وفي غرفة من البيت حضرتُ إلى هذه الدنيا في سنة 1957. هاجرتُ بعد حرب السنتين إلى مصر فألمانيا فأستراليا ولا أزال في أستراليا. صدرت لي مجموعات شعريّة: "أوراق العزلة"، "حيث الذئب" و"مَنْ نزع وجه الوردة"؟ تُرجم كلّ من الأوّل والثاني إلى اللغة الأنكليزيّة بفضل الدكتور رغيد النحّاس والأديب الراحل نويل عبد الأحد. أنشرُ في إيلاف السعوديّة والنهار البيروتيّة والقدس العربي اللندنيّة وغيرها من الصحف والمدوّنات العربيّة.
* من "أوراق العزلة» وحتى "مَنْ نزع وجه الوردة؟" مروراً بديوانك "حيث الذئب" ثمة فقدان. هل يستطيع الشعر أن يشكل بديلا؟ هل يمكن أن يعيد ما فُقِد؟.
*** الفقدان يبدأ منذ الولادة، يقال عن حقّ أنّ الموت يبدأ من لحظة الولادة، وأي فقدان مثل فقدان الحياة، إنّما هذا لا يمنعنا من التعبير عن أشكال الفقدان الأخرى، والهجرة إلى أوطان أخرى طلباً لحياة أخرى ولو مرغماً ولا حاجة للتفصيل باعتبار أنّ الإرغام كثير هي بحدّ ذاتها فقدان وفقدان عظيم، ولا شيء يعوّض عن الوطن الأمّ مهما بلغ المرء في الكونيّة، وخسارة الأصدقاء بسبب الموت أو بسبب التيه والإفتراق وما شابه هي فقدان، وأن تشعر بالعزلة التي لا بداية لأنواعها ولا نهاية أيضاً فقدان، وشبح كلّ ذلك يخيّم على ما أكتب، والحقيقة تُقال أنّي من هذه الناحية واقعي وأعرف أنّي نتاج هذه البيئة، ولا أخفيك إيماني بأنّ شعراً من دون فقدان قلّما أستسيغه.
* تبدأ مجموعتك الأخيرة "مَن نزعَ وجه الوردة؟" بتماه مع سيرة لتدخل في تقاطع معها، ما الذي دفعك الى هذا المنحى؟.
*** كلّ شعر وكلّ فن هو سيرة ذاتيّة على نحو أو آخر: سيرة ذاتيّة في الحبّ، وسيرة ذاتيّة في الغضب، وسيرة ذاتيّة في العقل، وسيرة ذاتيّة في الألم، وسيرة ذاتيّة في الذكرى، وسيرة ذاتيّة في ما تشاء، وبالتالي فإنّ التقاطع والتماهي تحصيل حاصل. وأنا بالمناسبة أؤيّد القول أنّ أجمل الشعر هو أصدقه لا أكذبه من حيث عمق المشاعر لا من حيث صور التعبير وأشكالها. ومرّة ثانية فإنّ الشعر الذي ليس هو إبن السيرة هو شعر لا يتعدّى الشفاه، وهو زبَد، والزبَد لا يمكث.
* هل يكتب الشاعر غيره؟.
*** يمكن للشاعر أن يكتب عن أي كان، حتى يمكنه أن يكتب بالنيابة عن شجرة من خلال تمثّل ربيع الشجرة وزهوّ الشجرة أو تمثّل خريف الشجرة أو انكسار الشجرة وحزن الشجرة بمعنى أنّ الشاعر عندما يكتب غيره إنّما يفعل ذلك للتعبير عن ذاته الأخرى. من هنا التلاوين في الأشعار. والشاعر مثلما هو ذاته هو الآخر لأنّه ليس معزولاً في جزيرة كحال حي بن يقظان التي استوحاها الغرب وهو يكتب القصص ويصنع الأفلام. أنا عندما أقرأ شعراً لا يحاكيني ولا يُخاطبني ولا يسأل عنّي أقول: سلاماً.
* ثمة غياب كثير للمكان والزمان في شعرك. ما الذي يعنيه لك المكان والزمان؟.
*** كثيرون لاحظوا أنّه يندر المكان والزمان في ما أكتب، إنّما أحد لم يأخذ ذلك عليّ، والسبب هو معرفتهم أنّهما مفقودان ظاهراً فيما هما حاضران باطناً، أنا أؤمن بقوّة أنّ ظلال مكان أو ظلال زمان هي في كلّ مكان وزمان، ومن هنا فإنّ التجريد مرّات وسيلة لكي يصل الصوت ـ الحالات التي ترسمها القصيدة ـ الكلمات التي تصرّح بها، ولكلّ شخص في هذا الكون المتعدّد والواحد في الوقت ذاته بالنهاية أسلوب وقبل الأسلوب توجد تجربه.
* لا إحالات تاريخيّة أو تراثيّة في "من نزع وجه الورد"؟ ولا في المجموعتين السابقتين هل في الإحالات ضرر؟.
*** لا أستطيع أن أخوض في موضوع الإحالات في الشعر، لكن أجزم أن الإكثار منها فيه خطر، قد لا أقول بجديد على اعتبار أنّ الزائد كالناقص، وهناك شعراء عُرِفوا باسم الإحالات. وإذا احتكمنا إلى المتعة التي يولّدها الفن، فإنّ الإحالات قد تلجم المتعة لانشغال المتلقّي بالبحث في التاريخ أو في التراث للوقوف على أبعاد النداء. وشخصيّاً أفضّل الفنّ الذي يُحيل إلى ذاته أي إلى عالمه الخاصّ ورموزه الخاصّة، الفنّ الكوني ومنه الشعر الكوني الحديث ينظر بعين الرضى إلى هذا المنحى.
****************
*** إذا تسأل من أنا في الظاهر؟ أنا لبناني من جنوب لبنان ومن بلدة كونين الحدوديّة، وفي كونين، وفي غرفة من البيت حضرتُ إلى هذه الدنيا في سنة 1957. هاجرتُ بعد حرب السنتين إلى مصر فألمانيا فأستراليا ولا أزال في أستراليا. صدرت لي مجموعات شعريّة: "أوراق العزلة"، "حيث الذئب" و"مَنْ نزع وجه الوردة"؟ تُرجم كلّ من الأوّل والثاني إلى اللغة الأنكليزيّة بفضل الدكتور رغيد النحّاس والأديب الراحل نويل عبد الأحد. أنشرُ في إيلاف السعوديّة والنهار البيروتيّة والقدس العربي اللندنيّة وغيرها من الصحف والمدوّنات العربيّة.
* من "أوراق العزلة» وحتى "مَنْ نزع وجه الوردة؟" مروراً بديوانك "حيث الذئب" ثمة فقدان. هل يستطيع الشعر أن يشكل بديلا؟ هل يمكن أن يعيد ما فُقِد؟.
*** الفقدان يبدأ منذ الولادة، يقال عن حقّ أنّ الموت يبدأ من لحظة الولادة، وأي فقدان مثل فقدان الحياة، إنّما هذا لا يمنعنا من التعبير عن أشكال الفقدان الأخرى، والهجرة إلى أوطان أخرى طلباً لحياة أخرى ولو مرغماً ولا حاجة للتفصيل باعتبار أنّ الإرغام كثير هي بحدّ ذاتها فقدان وفقدان عظيم، ولا شيء يعوّض عن الوطن الأمّ مهما بلغ المرء في الكونيّة، وخسارة الأصدقاء بسبب الموت أو بسبب التيه والإفتراق وما شابه هي فقدان، وأن تشعر بالعزلة التي لا بداية لأنواعها ولا نهاية أيضاً فقدان، وشبح كلّ ذلك يخيّم على ما أكتب، والحقيقة تُقال أنّي من هذه الناحية واقعي وأعرف أنّي نتاج هذه البيئة، ولا أخفيك إيماني بأنّ شعراً من دون فقدان قلّما أستسيغه.
* تبدأ مجموعتك الأخيرة "مَن نزعَ وجه الوردة؟" بتماه مع سيرة لتدخل في تقاطع معها، ما الذي دفعك الى هذا المنحى؟.
*** كلّ شعر وكلّ فن هو سيرة ذاتيّة على نحو أو آخر: سيرة ذاتيّة في الحبّ، وسيرة ذاتيّة في الغضب، وسيرة ذاتيّة في العقل، وسيرة ذاتيّة في الألم، وسيرة ذاتيّة في الذكرى، وسيرة ذاتيّة في ما تشاء، وبالتالي فإنّ التقاطع والتماهي تحصيل حاصل. وأنا بالمناسبة أؤيّد القول أنّ أجمل الشعر هو أصدقه لا أكذبه من حيث عمق المشاعر لا من حيث صور التعبير وأشكالها. ومرّة ثانية فإنّ الشعر الذي ليس هو إبن السيرة هو شعر لا يتعدّى الشفاه، وهو زبَد، والزبَد لا يمكث.
* هل يكتب الشاعر غيره؟.
*** يمكن للشاعر أن يكتب عن أي كان، حتى يمكنه أن يكتب بالنيابة عن شجرة من خلال تمثّل ربيع الشجرة وزهوّ الشجرة أو تمثّل خريف الشجرة أو انكسار الشجرة وحزن الشجرة بمعنى أنّ الشاعر عندما يكتب غيره إنّما يفعل ذلك للتعبير عن ذاته الأخرى. من هنا التلاوين في الأشعار. والشاعر مثلما هو ذاته هو الآخر لأنّه ليس معزولاً في جزيرة كحال حي بن يقظان التي استوحاها الغرب وهو يكتب القصص ويصنع الأفلام. أنا عندما أقرأ شعراً لا يحاكيني ولا يُخاطبني ولا يسأل عنّي أقول: سلاماً.
* ثمة غياب كثير للمكان والزمان في شعرك. ما الذي يعنيه لك المكان والزمان؟.
*** كثيرون لاحظوا أنّه يندر المكان والزمان في ما أكتب، إنّما أحد لم يأخذ ذلك عليّ، والسبب هو معرفتهم أنّهما مفقودان ظاهراً فيما هما حاضران باطناً، أنا أؤمن بقوّة أنّ ظلال مكان أو ظلال زمان هي في كلّ مكان وزمان، ومن هنا فإنّ التجريد مرّات وسيلة لكي يصل الصوت ـ الحالات التي ترسمها القصيدة ـ الكلمات التي تصرّح بها، ولكلّ شخص في هذا الكون المتعدّد والواحد في الوقت ذاته بالنهاية أسلوب وقبل الأسلوب توجد تجربه.
* لا إحالات تاريخيّة أو تراثيّة في "من نزع وجه الورد"؟ ولا في المجموعتين السابقتين هل في الإحالات ضرر؟.
*** لا أستطيع أن أخوض في موضوع الإحالات في الشعر، لكن أجزم أن الإكثار منها فيه خطر، قد لا أقول بجديد على اعتبار أنّ الزائد كالناقص، وهناك شعراء عُرِفوا باسم الإحالات. وإذا احتكمنا إلى المتعة التي يولّدها الفن، فإنّ الإحالات قد تلجم المتعة لانشغال المتلقّي بالبحث في التاريخ أو في التراث للوقوف على أبعاد النداء. وشخصيّاً أفضّل الفنّ الذي يُحيل إلى ذاته أي إلى عالمه الخاصّ ورموزه الخاصّة، الفنّ الكوني ومنه الشعر الكوني الحديث ينظر بعين الرضى إلى هذا المنحى.
****************
من قصائد الديوان
1 ـ جراد
إنّه الجراد
يترصّدُني
وشجرةٌ تبكي ملاكَها.
2 ـ على الحافّة
عنكبوت تحوكُ الشراكَ على الحافّة
موتى يسحبونَ الأحياءَ
مِنْ أرجلِهم.
3 ـ باب
هناك
في الصحراء
رعاةٌ يضيّعون قطعانَهم
ويضيعون
في الأحشاء حيث خطى
مشاها أوّلون كانوا أحياء حقّا
اللغطُ
أسماء
بين الصوتِ والصوتِ
صراخ
تعالَ
ادخلْ بي.
4 ـ الحفلة
جمجمة تضحك
في صحراء.
5 ـ الرصاصة لا تزال في رأسي
للحائط وجْهةٌ ثانية وثالثة
وعليه نعلّقُ الساعةَ أو اللوحة أو مفاتيح البيت
الليل له وجْهةٌ ثانية وثالثة
ووقتٌ محدّد
الليلُ الآن يبدأُ مع الفجر
الحربُ مكتظّةٌ بالحرب
والخراب
نصوِّب بعصفور يغرّد
لا بعصفور في القفص
نصوِّب بقوس قزح
دفترُ الرسم له وجْهةٌ محدّدة
وهي أن تحبَّ أكثر
دفترُ الرسم لا يحقِّرُ الدائرة
دفترُ الرسم مستطيلات ومكعّبات
علامةُ التعجّب يقين
أمّا الفكرة فلها وجْهةٌ ثانية وثالثة
للفأس أكثر من فكرة
مثل السكّين والرصاصة والقلم
السمكة لها وجْهتُها الخاصّة
للنسيان وجْهةٌ ثانية وثالثة
البحر له وجهةٌ ثانية وثالثة
وفيه سمكةُ القِرش
كالرملِ حيثُ العقرب
الحرف له وجهةٌ ثانية وثالثة
الطيرُ لا يَسقطُ من الشجرة
الطيرُ يُسقَطُ من صوته
السمكة لا تغرقُ في البحر
السمكة تُغرَّقُ في البحر
الخبرُ العاري عن الصحّة
الرصاصة التي لا تزال في رأسِي.
6 ـ الوهم
للتمويه
ظلٌّ مِنْ ضربةِ شمس.
7 ـ طريق معاكس
أحبُّ جبلاً
فأقع في الوادي
أفتحُ ذراعيَّ
فيلقاني السيل
أسألهُ الغرقَ
فتُمسِكُنِي يَدٌ
ألعنُها
فتتشبَّثُ بي.
8 ـ الجهة السابعة
للرحيل أسباب
والفضائح من تلك النتائج
يدي ولسانيَ عليك
رمادٌ وعينيَ وقلبيَ عليك
أوراقُ الجهةِ السابعة
البئرُ التي تصرخ، الكلُّ
الكلُّ عليك
أنا ما ترى وما لا ترى
أراكَ في الشارع
أراكَ نائماً
كلّي قدّامك
كلّي وراءك
كلّي على يمينك، على يسارك
فوقك، تحتك
وكلّك.
9 ـ رأسٌ كفيف
الشمس تضيء غزالةَ الطريق
النار تُطفِئُ لهيبَ اليباس
عينٌ ضيّعتْ أختَها ليستْ عينَاً
القبر حجارةٌ كثيرةٌ
ورأسٌ واحدٌ كفيف
في علبةِ الليل.
10 ـ غابة
كذلك الغابة
فيها يموتُ العشب
هكذا الغابة.
11 ـ معاً
الركضُ سباقٌ
مع الخطأ.
12 ـ ظنون
تقف على ثغرة
فترميكَ ثغرة
تقولُ حسناً
فلا يردُّ صدى
أهروبٌ، وعلامةٌ في المكوث؟
أمكوثٌ، وعلامةٌ في الهروب؟
تقف ولا تقف
ترمي ولا ترمي
تقول ولا تقول
إلاّ ظنّاً.
13 ـ ميْت آخر
المنارة
يدُ بحرٍ غريق.
14 ـ باب مغلق
النارُ امرأةٌ جريح
العتمةُ عينُ فقيه.
15 ـ فراق
نلقى يومَنَا
دائماً
بوجهٍ آخر.
16 ـ لهم جميعاً
لليل قمر
للصحراء عين
شمس
مسافة للحجر.
17 ـ الطاقة
واحد فقط من كلِّ مليون قال:
لن يمرّوا. قال: من هنا سيعبرُ النمل
والنملُ فقط
قالَ: للطاقةِ طاقة. نموتُ
إذا نموتُ مرّتين
مدنٌ كلُّها مدن
ومدنٌ سراب.
Shawki1@optusnet.com.au
1 ـ جراد
إنّه الجراد
يترصّدُني
وشجرةٌ تبكي ملاكَها.
2 ـ على الحافّة
عنكبوت تحوكُ الشراكَ على الحافّة
موتى يسحبونَ الأحياءَ
مِنْ أرجلِهم.
3 ـ باب
هناك
في الصحراء
رعاةٌ يضيّعون قطعانَهم
ويضيعون
في الأحشاء حيث خطى
مشاها أوّلون كانوا أحياء حقّا
اللغطُ
أسماء
بين الصوتِ والصوتِ
صراخ
تعالَ
ادخلْ بي.
4 ـ الحفلة
جمجمة تضحك
في صحراء.
5 ـ الرصاصة لا تزال في رأسي
للحائط وجْهةٌ ثانية وثالثة
وعليه نعلّقُ الساعةَ أو اللوحة أو مفاتيح البيت
الليل له وجْهةٌ ثانية وثالثة
ووقتٌ محدّد
الليلُ الآن يبدأُ مع الفجر
الحربُ مكتظّةٌ بالحرب
والخراب
نصوِّب بعصفور يغرّد
لا بعصفور في القفص
نصوِّب بقوس قزح
دفترُ الرسم له وجْهةٌ محدّدة
وهي أن تحبَّ أكثر
دفترُ الرسم لا يحقِّرُ الدائرة
دفترُ الرسم مستطيلات ومكعّبات
علامةُ التعجّب يقين
أمّا الفكرة فلها وجْهةٌ ثانية وثالثة
للفأس أكثر من فكرة
مثل السكّين والرصاصة والقلم
السمكة لها وجْهتُها الخاصّة
للنسيان وجْهةٌ ثانية وثالثة
البحر له وجهةٌ ثانية وثالثة
وفيه سمكةُ القِرش
كالرملِ حيثُ العقرب
الحرف له وجهةٌ ثانية وثالثة
الطيرُ لا يَسقطُ من الشجرة
الطيرُ يُسقَطُ من صوته
السمكة لا تغرقُ في البحر
السمكة تُغرَّقُ في البحر
الخبرُ العاري عن الصحّة
الرصاصة التي لا تزال في رأسِي.
6 ـ الوهم
للتمويه
ظلٌّ مِنْ ضربةِ شمس.
7 ـ طريق معاكس
أحبُّ جبلاً
فأقع في الوادي
أفتحُ ذراعيَّ
فيلقاني السيل
أسألهُ الغرقَ
فتُمسِكُنِي يَدٌ
ألعنُها
فتتشبَّثُ بي.
8 ـ الجهة السابعة
للرحيل أسباب
والفضائح من تلك النتائج
يدي ولسانيَ عليك
رمادٌ وعينيَ وقلبيَ عليك
أوراقُ الجهةِ السابعة
البئرُ التي تصرخ، الكلُّ
الكلُّ عليك
أنا ما ترى وما لا ترى
أراكَ في الشارع
أراكَ نائماً
كلّي قدّامك
كلّي وراءك
كلّي على يمينك، على يسارك
فوقك، تحتك
وكلّك.
9 ـ رأسٌ كفيف
الشمس تضيء غزالةَ الطريق
النار تُطفِئُ لهيبَ اليباس
عينٌ ضيّعتْ أختَها ليستْ عينَاً
القبر حجارةٌ كثيرةٌ
ورأسٌ واحدٌ كفيف
في علبةِ الليل.
10 ـ غابة
كذلك الغابة
فيها يموتُ العشب
هكذا الغابة.
11 ـ معاً
الركضُ سباقٌ
مع الخطأ.
12 ـ ظنون
تقف على ثغرة
فترميكَ ثغرة
تقولُ حسناً
فلا يردُّ صدى
أهروبٌ، وعلامةٌ في المكوث؟
أمكوثٌ، وعلامةٌ في الهروب؟
تقف ولا تقف
ترمي ولا ترمي
تقول ولا تقول
إلاّ ظنّاً.
13 ـ ميْت آخر
المنارة
يدُ بحرٍ غريق.
14 ـ باب مغلق
النارُ امرأةٌ جريح
العتمةُ عينُ فقيه.
15 ـ فراق
نلقى يومَنَا
دائماً
بوجهٍ آخر.
16 ـ لهم جميعاً
لليل قمر
للصحراء عين
شمس
مسافة للحجر.
17 ـ الطاقة
واحد فقط من كلِّ مليون قال:
لن يمرّوا. قال: من هنا سيعبرُ النمل
والنملُ فقط
قالَ: للطاقةِ طاقة. نموتُ
إذا نموتُ مرّتين
مدنٌ كلُّها مدن
ومدنٌ سراب.
Shawki1@optusnet.com.au
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق