العربية نت ـ القاهرة - مصطفى سليمان
انطلقت في مصر حملة قضائية وإعلامية ضد وزير الثقافة فاروق حسني، تطالب بسحب جائزة الدولة التقديرية من باحث متهم بالتشكيك في الاسلام وبالالحاد.
وشنت جماعة الإخوان المسلمين هجوماً لاذعاً ضد وزارة الثقافة بسبب قرارها منح الجائزة للدكتور سيد القمني الذي تقول إنه وصف في بعض كتاباته الإسلام بـ"الدين المزور".
ووجه الدكتور حمدي حسن عضو الكتلة البرلمانية عن الإخوان المسلمين سؤالاً عاجلاً لرئيس الوزراء أحمد نظيف حول منح الجائزة للقمني، متهماً الحكومة باستفزاز مشاعر المواطنين بتكرار تكريم المتطاولين على الإسلام، على حد تعبيره.
فيما رفض القمني في تصريح لـ"العربية.نت" اتهامه بالالحاد، وقال "أنا مسلم وأؤمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم". وأضاف" فليرفعوا ضدى ما شاءوا من القضايا لسحب الجائزة، فالجائزة لم تشرفني.. بل أنا الذى شرفت الجائزة".
من جانبه أكد الكاتب الصحافي صلاح عيسى رئيس تحرير صحيفة "القاهرة" التي تصدر عن وزارة الثقافة المصرية عضو المجلس الأعلى للثقافة عضو لجنة جائزة الدولة التقديرية أنه كان هناك معترضون عليه داخل لجنة التصويت نفسها ولكنه حصل على ما يقرب من 37 صوتاً من 48 وهو العدد الكافي لحصوله على الجائزة".
واستطرد في تصريحه لـ"العربية.نت": أنا شخصياً منحته صوتي لانني أرى أن القمني اجتهد، وهو مفكر دؤوب يحاول قراءة التراث قراءة جديدة، ويعمل في مجاله هذا منذ سنوات".
دعاوى قضائية
ومن جانب آخر تقدم المحامي نبيه الوحش بدعوى قضائية يطالب فيها بسحب جائزة الدولة التقديرية التي حصل عليها القمني في العلوم الاجتماعية للعام الحالي. وبرر الوحش لـ"العربية.نت" دعواه بالقول إن القمني لا يستحق هذه الجائزة نظراً لأعماله التي "تهاجم الإسلام وتشكك في رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، حسب قوله.
وأضاف "وحيث إن قيمة الجائزة تحصّل من أموال الدولة التي هي أموال عامة، فإن معظم الشعب المصري يرفض أفكار القمني، ومن هذا المنطلق لا يستحق هذه الجائزة".
واستطرد الوحش "بما أن الدستور المصري قائم على الشريعة الاسلامية، التي يشكك فيها القمني، فيجب معاقبة وزير الثقافة بعزله بسبب منحه هذه الجائزة التي تحصّل قيمتها من أموال الشعب المصري، الذي يدين 90% منه بالاسلام ويرفض آراء هؤلاء وأفكارهم".
كما شن الشيخ يوسف البدري الداعية الاسلامي المعروف بملاحقاته القضائية ضد بعض المثقفين هجوماً شديداً على وزير الثقافة لللسبب نفسه، كما أكد أيضاً لـ"العربية.نت" أنه "رفع دعوى قضائية لسحب الجائزة من القمني".
وأضاف القمني دائماً يهاجم الإسلام ويقول "إنه بناء قرشي هاشمي، وينكر وجود الأنبياء إبراهيم وموسى، وكذلك غزوات الرسول، زاعماً أن الأحجار والآثار لا تبين أنه كان هناك إبراهيم أو موسى".
وتساءل البدري: هل من يقولون مثل هذا الكلام يمنحون هذه الجوائز؟
وكانت الجماعة الاسلامية المصرية قد أصدرت بياناً استنكرت فيه فوز القمني بجائزة الدولة التقديرية هذا العام. وقال د.ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية لـ"العربية.نت": "هناك علامات استفهام وتعجب من الجميع في الأوساط الدينية والثقافية الاسلامية، كيف حصل القمني على هذه الجائزة دون أدنى استحقاق".
وأكد "أنه يتوجب على وزير الثقافة حماية شباب وفتيات الأمة من الانحراف والرذيلة، وإحياء ثقافة مصر الإسلامية الأصيلة بدلاً من تشجيع العلمانيين".
القمني: كتاباتي لتبسيط الإسلام
إلا أن القمني حمل بشدة على المطالبين بسحب الجائزة وقال لـ"العربية.نت": مثل هؤلاء يتاجرون بالدين ويتكسبون من وراء هذه القضايا، وليس لديهم استعداد ليفهموا صحيح الدين، فكتاباتي هي لتبسيط الاسلام وشرحه للناس، أما هؤلاء الذين يرفعون القضايا ويقذفونني بالكفر فهم إذا لم يفعلوا ذلك فسوف يقطعون أرزاقهم.
وكان القمني أعلن في تصريحات صحافية عقب تسلمه الجائزة "أنه لن يسكت حتى تحذف المادة الثانية من الدستور المصري والتي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وأن حصوله على الجائزة لا يعني أن المسؤولين في مصر يؤمنون بعلمانية الدولة".
واعتبر صلاح عيسى عضو المجلس الأعلى للثقافة أنه من "من الطبيعي أن يكون هناك معترضون على أي جائزة تمنحها الدولة لأي شخص، فهناك تباينات في تقدير مدى استحقاق الشخص لها".
وحول اعتراضات الإسلاميين قال عيسى " جوائز الدولة التقديرية تمنح على الجهد البحثي والإبداع الادبى والفني، فهى تمنح لشخص بذل مجهودا في البحث بغض النظر عما توصل إليه من نتائج، والذين صوتوا لصالحه قد يكون بينهم من لا يوافق على معظم آراء القمنى، فالمنح ليس معناه الإقرار بكل ما يؤمن به".
ووصف من يتهم القمنى بهذه الاتهامات بأنه "مفلس فكريا" مؤكدا "أن مجمع البحوث الإسلامية سبق وأن طالب بمصادرة كتابه "رب الزمان " لاحتوائه على كفر بحسب تقرير الأزهر، إلا أن القضاء المصري رفض المصادرة ولم يعتبر ما به كفرا ، وهذا يؤكد أنه ليست هناك جهة أو شخص يحكم على آخر بالكفر ، بل هناك اجتهاد صحيح وآخر خطأ ، والإسلام يقول " من اتهم أخاه بالكفر فقد باء بها أحدهما ولم يحدد من يكون".
وأضاف "لا يوجد في افكاروكتابات القمنى ما يؤكد خروجه على الإسلام ".
وبدوره رفض الروائي المعروف جمال الغيطاني عضو اللجنة العلمية بالمجلس الاعلى للثقافة التي منحت الجوائز التعليق على هذه الاعتراضات، وقال لـ"العربية.نت": "لن أعلق على مثل هذه الدعاوى ولدي أسبابي الخاصة".
ويعد القمني من المفكرين الذين يعملون على "مركسة" الإسلام وجعله مجرد فكرة مادية قامت على أساسها دولة وإمبراطورية عظمى وليس ديناً ووحياً أنزل من السماء، ومن أهم مؤلفاته التي أثارت جدلاً "رب هذا الزمان" و"الأسطورة والتراث" و"حروب دولة الرسول" و"موسى وآخر أيام تل العمارنة"، و"النبي إبراهيم والتاريخ المجهول"، و"الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية".
وتبلغ قيمة الجائزة 200 ألف جنيه، ويثار جدل كل عام حول من يستحقها.
انطلقت في مصر حملة قضائية وإعلامية ضد وزير الثقافة فاروق حسني، تطالب بسحب جائزة الدولة التقديرية من باحث متهم بالتشكيك في الاسلام وبالالحاد.
وشنت جماعة الإخوان المسلمين هجوماً لاذعاً ضد وزارة الثقافة بسبب قرارها منح الجائزة للدكتور سيد القمني الذي تقول إنه وصف في بعض كتاباته الإسلام بـ"الدين المزور".
ووجه الدكتور حمدي حسن عضو الكتلة البرلمانية عن الإخوان المسلمين سؤالاً عاجلاً لرئيس الوزراء أحمد نظيف حول منح الجائزة للقمني، متهماً الحكومة باستفزاز مشاعر المواطنين بتكرار تكريم المتطاولين على الإسلام، على حد تعبيره.
فيما رفض القمني في تصريح لـ"العربية.نت" اتهامه بالالحاد، وقال "أنا مسلم وأؤمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم". وأضاف" فليرفعوا ضدى ما شاءوا من القضايا لسحب الجائزة، فالجائزة لم تشرفني.. بل أنا الذى شرفت الجائزة".
من جانبه أكد الكاتب الصحافي صلاح عيسى رئيس تحرير صحيفة "القاهرة" التي تصدر عن وزارة الثقافة المصرية عضو المجلس الأعلى للثقافة عضو لجنة جائزة الدولة التقديرية أنه كان هناك معترضون عليه داخل لجنة التصويت نفسها ولكنه حصل على ما يقرب من 37 صوتاً من 48 وهو العدد الكافي لحصوله على الجائزة".
واستطرد في تصريحه لـ"العربية.نت": أنا شخصياً منحته صوتي لانني أرى أن القمني اجتهد، وهو مفكر دؤوب يحاول قراءة التراث قراءة جديدة، ويعمل في مجاله هذا منذ سنوات".
دعاوى قضائية
ومن جانب آخر تقدم المحامي نبيه الوحش بدعوى قضائية يطالب فيها بسحب جائزة الدولة التقديرية التي حصل عليها القمني في العلوم الاجتماعية للعام الحالي. وبرر الوحش لـ"العربية.نت" دعواه بالقول إن القمني لا يستحق هذه الجائزة نظراً لأعماله التي "تهاجم الإسلام وتشكك في رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، حسب قوله.
وأضاف "وحيث إن قيمة الجائزة تحصّل من أموال الدولة التي هي أموال عامة، فإن معظم الشعب المصري يرفض أفكار القمني، ومن هذا المنطلق لا يستحق هذه الجائزة".
واستطرد الوحش "بما أن الدستور المصري قائم على الشريعة الاسلامية، التي يشكك فيها القمني، فيجب معاقبة وزير الثقافة بعزله بسبب منحه هذه الجائزة التي تحصّل قيمتها من أموال الشعب المصري، الذي يدين 90% منه بالاسلام ويرفض آراء هؤلاء وأفكارهم".
كما شن الشيخ يوسف البدري الداعية الاسلامي المعروف بملاحقاته القضائية ضد بعض المثقفين هجوماً شديداً على وزير الثقافة لللسبب نفسه، كما أكد أيضاً لـ"العربية.نت" أنه "رفع دعوى قضائية لسحب الجائزة من القمني".
وأضاف القمني دائماً يهاجم الإسلام ويقول "إنه بناء قرشي هاشمي، وينكر وجود الأنبياء إبراهيم وموسى، وكذلك غزوات الرسول، زاعماً أن الأحجار والآثار لا تبين أنه كان هناك إبراهيم أو موسى".
وتساءل البدري: هل من يقولون مثل هذا الكلام يمنحون هذه الجوائز؟
وكانت الجماعة الاسلامية المصرية قد أصدرت بياناً استنكرت فيه فوز القمني بجائزة الدولة التقديرية هذا العام. وقال د.ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية لـ"العربية.نت": "هناك علامات استفهام وتعجب من الجميع في الأوساط الدينية والثقافية الاسلامية، كيف حصل القمني على هذه الجائزة دون أدنى استحقاق".
وأكد "أنه يتوجب على وزير الثقافة حماية شباب وفتيات الأمة من الانحراف والرذيلة، وإحياء ثقافة مصر الإسلامية الأصيلة بدلاً من تشجيع العلمانيين".
القمني: كتاباتي لتبسيط الإسلام
إلا أن القمني حمل بشدة على المطالبين بسحب الجائزة وقال لـ"العربية.نت": مثل هؤلاء يتاجرون بالدين ويتكسبون من وراء هذه القضايا، وليس لديهم استعداد ليفهموا صحيح الدين، فكتاباتي هي لتبسيط الاسلام وشرحه للناس، أما هؤلاء الذين يرفعون القضايا ويقذفونني بالكفر فهم إذا لم يفعلوا ذلك فسوف يقطعون أرزاقهم.
وكان القمني أعلن في تصريحات صحافية عقب تسلمه الجائزة "أنه لن يسكت حتى تحذف المادة الثانية من الدستور المصري والتي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وأن حصوله على الجائزة لا يعني أن المسؤولين في مصر يؤمنون بعلمانية الدولة".
واعتبر صلاح عيسى عضو المجلس الأعلى للثقافة أنه من "من الطبيعي أن يكون هناك معترضون على أي جائزة تمنحها الدولة لأي شخص، فهناك تباينات في تقدير مدى استحقاق الشخص لها".
وحول اعتراضات الإسلاميين قال عيسى " جوائز الدولة التقديرية تمنح على الجهد البحثي والإبداع الادبى والفني، فهى تمنح لشخص بذل مجهودا في البحث بغض النظر عما توصل إليه من نتائج، والذين صوتوا لصالحه قد يكون بينهم من لا يوافق على معظم آراء القمنى، فالمنح ليس معناه الإقرار بكل ما يؤمن به".
ووصف من يتهم القمنى بهذه الاتهامات بأنه "مفلس فكريا" مؤكدا "أن مجمع البحوث الإسلامية سبق وأن طالب بمصادرة كتابه "رب الزمان " لاحتوائه على كفر بحسب تقرير الأزهر، إلا أن القضاء المصري رفض المصادرة ولم يعتبر ما به كفرا ، وهذا يؤكد أنه ليست هناك جهة أو شخص يحكم على آخر بالكفر ، بل هناك اجتهاد صحيح وآخر خطأ ، والإسلام يقول " من اتهم أخاه بالكفر فقد باء بها أحدهما ولم يحدد من يكون".
وأضاف "لا يوجد في افكاروكتابات القمنى ما يؤكد خروجه على الإسلام ".
وبدوره رفض الروائي المعروف جمال الغيطاني عضو اللجنة العلمية بالمجلس الاعلى للثقافة التي منحت الجوائز التعليق على هذه الاعتراضات، وقال لـ"العربية.نت": "لن أعلق على مثل هذه الدعاوى ولدي أسبابي الخاصة".
ويعد القمني من المفكرين الذين يعملون على "مركسة" الإسلام وجعله مجرد فكرة مادية قامت على أساسها دولة وإمبراطورية عظمى وليس ديناً ووحياً أنزل من السماء، ومن أهم مؤلفاته التي أثارت جدلاً "رب هذا الزمان" و"الأسطورة والتراث" و"حروب دولة الرسول" و"موسى وآخر أيام تل العمارنة"، و"النبي إبراهيم والتاريخ المجهول"، و"الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية".
وتبلغ قيمة الجائزة 200 ألف جنيه، ويثار جدل كل عام حول من يستحقها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق