السبت، يوليو 11، 2009

رجــــــــــــــــــــــــل

د. ميرا جميل

في رحلة طيران جلست شقراء جميلة جدا بجانب محامٍ كبير ومعروف.. الشقراء شدت أنظاره. قال لنفسه: " لو كان لها عقل بقدر نصف جمالها لكنت أجيرا عندها. سبحان الذي يهب الجمال لمن لا عقل له ". وبعد تفكير أضاف لنفسه: " الرحلة طويلة، ومع شقراء جميلة وغبية بالتأكيد ستكون رحلة ممتعة جدا.. وقد أدعوها بعد هبوط الطائرة إلى قضاء ليلة معي ".
وبدأ يعاكسها .. من أين سيدتي ؟ هل تعرفين ان جمالك مميز ؟ انا محامي اسافر لأمثل شركة عملاقة في قضية كبيرة ستدر علي مليون دولار بالتأكيد. يعمل لدي في المكتب عشرة محامين ويبدو اني سأحتاج الى ثلاثة آخرين على الأقل .. هل تبحثين بالمناسبة عن عمل ؟ مكتبي يحتاج الى موظفات جميلات لاستقبال الزبائن .. زبائني من طبقة راقية جدا .. تصوري أغنياء من مستوى بيل غيتس يرفضون ان يمثلهم أحد غيري؟ الرحلة ستكون طويلة يا سيدتي ، هل تعرفينني على نفسك ؟ ما رأيك ان نتسلى بلعبة جميلة ، حتى لا نشعر بالوقت .. وعشرات الأسئلة .. وهي تنظر اليه شذرا وتحاول التملص من مضايقته لها ، وهو يزداد اقتناعا انها صيد رائع لمحامٍ صار اسمه عنوانا لأصحاب الملايين .
- " اسمعي يا سيدتي الجميلة ، أقترح عليك لعبة ، ونسبة الفوز من واحد لي الى عشرة لك .. انا أسألك .. اذا لم تعرفي الاجابة تدفعين لي خمسة دولارات . ثم تسألينني أنت . اذا لم أعرف الجواب أدفع لك خمسين دولار.. ما رأيك ؟"
وضحك ضحكة كبيرة معتزا بمعلوماته وقدرته على الانتصار على هذه الشقراء الجميلة والغبية والمغرية بنفس الوقت .
نظرت اليه بطرف عينها ، وهزت رأسها موافقة .
- " وقعت بالفخ " قال معتدا بنفسه ، شاعرا ان الطريق لقضاء ليلة معها باتت مضمونة .
وسألها :
- ما المسافة بين الكرة الأرضية وأقرب كوكب في المجموعة الشمسية ؟
لم تجب ، أخرجت من حقيبتها خمسة دولارات وأعطته اياها... ضحك سعيدا لأنه أثبت تفوقه بالذكاء عليها من السؤال الأول .
- " الآن دورك " قال لها .
وسالته :
- ما الذي يصعد التل بثلاث سيقان وينزل منه بأربع..؟
فكر طويلا . وشعر بالاحراج لأنه لم يعرف الجواب . ثم اضطر الى اخراج محفظته ودفع لها خمسين دولار. الشقراء أدخلت النقود في حقيبتها دون ان تقول شيئا.
المحامي قال لنفسه : "يبدو انها أذكى مما توقعت " وسألها :
- حسنا .. ما هو الجواب لسؤالك ؟
ودون ان تقول الشقراء اي كلمة ، أخرجت من محفظتها خمسة دولارات وأعطتها للمحامي!!


كاتبة وباحثة اجتماعية - نيقوسيا
meara.jameal@gmail.com

ليست هناك تعليقات: