الخميس، يوليو 23، 2009

تُرْهِبُ المَعْنَى وَتَغْتَالُ اللغَة في طُفولتها


أحمد الدمناتي
إلى الصديق الشاعر حسن نجمي تضامنا مع قصيدته وطيبوبته أيضا.
-1-
أن تَجْرحَ الشاعر في كرامته وقصيدته ولغته ،مثلما تَجْرَحُ غِبطة غيمةٍ ذاهبة لسفر سري مع فراشة،أو تُهدد نورسا يستضيف شيخ
همنغواي بمحبة نادرة على أريكة مقهى في مساء خريفي.
-2-
عندما تمنع شاعرا من السفر لتمثيل بلده،فإنك تُرهب المعنى وتسعى بكل سُلطك الرمزية والواقعية لتتمرد على كل القيم والأدبيات والسلوكيات السوية،وتظلم حضارة الإبداع.تغتال اللغة في طفولتها السعيدة،وتحتال على القانون لتجهض سيرة كل طفل في بطن الكلمات يحلم بأن يكون شاعرا في المستقبل.
-3-
أن تمنع شارا من السفر،معناه انك تُحرضه على رمي جواز سفره في دولبه،ويستدعي القصيدة لعشاء ليلي أنيق ليكفر عن خطاياه الجميلة مع كبرياء شخصيتها.
-4-
أن تمنع شاعرا من السفر،معناه أنك تفترس الأبجدية،وتدمي رائحة الورد في بهو الغياب لعاشقة تنتظره في حديقة "الهايد بارك"،وتقتل حُلما استثنائيا في خيال كائن إبداعي آمن منذ البدء بقيمة القصيدة في مناهضة الظلم والعدوان والاستبداد.
-5-
أن تمنع شاعرا من السفر، معناه أنك تُساهم في قتل قبيلة من القصائد كانت تستعد لمهاجمة مجموعة من الشعراء الأنيقين على دقات "بيغ بان"بِتُهمة عدم صلاحية جواز سفرهم من وإلى المعنى.
-6-
أن تمنع شاعرا من السفر،معناه أنك تضرب في العمق الوضع الاعتباري للشاعر مُحباً للحياة،وصديقا للكائنات، وحارس العالم من الخراب والانهيار.
-7-
أن تمنع شاعرا من السفر،معناه أنك تَخُونُ سؤال الحب والكتابة والتجربة،وتُمارس دعاية الترهيب لكل قصيدة تسعى لمصافحة ثقافة الآخر المفتوحة على أبدية الإنسانية المشتركة،وعلى كونية الكتابة كحق لكل كائن ينتفض ضد هشاشة العولمة التي تسحق الإنسان.

ليست هناك تعليقات: