السبت، يوليو 12، 2008

الوســيلة

محمد محمد علي جنيدي
قُمْ يا فُؤادِي وارْوِنِي خَيْـرَ الرِّضَـاء
وارْجُ الْإلَـهَ تَرَاحُمـاً مِـلءَ الْفَضَـاء
واعْزِمْ إلَـى مَلِـكِ الْمُلُـوكِ مُهَاجِـراً
تَصْفُو لِرَبِّ الْكَوْنِ في صَمْتِ الْمَسَـاء
وانْظُـرْ إلَـى آيَـاتِ رَبِّـكَ عَـلَّـكَ
تَلْقَـى نَسَائِـمَ عَفْـوِهِ عِنْـدَ الدُّعَـاء
وارْجُ الثَّبَـاتَ دَعَائِمـاً قَـلَّ الَّــذِي
أرْسَى قَوَاعِـدَ دِينِـهِ صِـدْقَ الْـوَلاء
والْخَيْرُ أنْ يَخْتَـارَ رَبِّـي , فَارْتَـضِ
إنَّ الْمَشِيئَـةَ عِنْـدَهُ حُكْـمُ الْقَـضَـاء
فاصْبِـرْ لِأمْـرِ اللهِ فــي أقْــدَارِهِ
تَحْظَى فَضَائِلَ وَصْلِهِ عِنْـدَ الرِّضَـاء
طَـوْقُ الْحَـيَـاةِ أمَـانَـةٌ بِرِقَابِِِـنَـا
قَدْ خَابَ مَنْ أفْنَى الْحَيَاةَ عَلَـى هَبَـاء
هَـلَّا لِرُوحِـي إنْ طَلَقْـتَ عَنَانَـهَـا
تَسْرِي بِنَـا الْعَلْيَـاءُ كَوْكَبَـةَ السَّمَـاء
يَـا رَبِّ إنِّـي كَـمْ وُهِمْـتُ بِرَغْبَـةٍ
وَوَهَبْتُ حُلْمِـي مَـنْ تَدَانَـتْ لِلْفَنَـاء
ونَسَجْتُ دَمْعِي صَوْبَ أحْـلامٍ سُـدًى
ورَأيْتُ خَيْرَ الْذِّكْرِ في صِـدْقِ الْبُكَـاء
لَوْلَاكَ أنْـتَ مَـا جَـرَى دَمْـعٌ ومَـا
رُوحَاً رَأيْنَاهَا تُحَلِّـقُ فـي اصْطِفَـاء
لَـوْلَاكَ مـا هُـدْيَ الْجَنِيـنُ لِمَطْعَـمٍ
يا وَاهِبَ الْخَيْراتِ وَعْداً فـي السَّمَـاء
لَوْلَاكَ مـا أبْقَيْـتَ نَجْمَـاً فـي سَمَـا
يَرْنُو إلَيْـكَ مُسَبِّحـاً وعَلَـى رِضَـاء
لَـوْلَاكَ لا بَـرِأ النَّسِـيـمُ ولَا شــدا
طَيْـرٌ ولَا دِفءٌ رَعَانَـا فـي شِتَـاء
لَـوْلَاكَ عَيْنـي مـا رَأتْ إلَّا الدُّجَـى
ولَقَدْ رَأيْنَـا الْبَـدْرَ يَسْـرِي بِالضِّيَـاء
يَـا رَبِّ كَـمْ أوْدَعْـتَ قَلْبِـي تَوْبَـةً
وَبَصَرْتُ عَفْوَكَ في رِضَاكَ وفي الْبَلاء
وعَثَرْتُ سَيْـرِي فـي الْحَيَـاةِ كَأنَّنِـي
أسْرِي وَحِيـداً فـي مَوَاكِـبِ أقْوِيَـاء
يَا رَبِّ هَبْ لِـي مِـنْ لَدُنْـكَ وَسِيلَـةً
أدْعُـو بِهَـا حِيـنَ التَّألُّـمِ لِلشِّـفَـاء
كَنْـزُ الْكُنُـوزِ مُحَمَّـدٌ فـي ذِكْــرِهِ
نُـورُ الْوَسِيلَـةِ والْهُـدَى والاحْتِمَـاء
فَارْفِقْ بِعَبْدٍ قَـدْ تَهَالَـكَ فـي الْـوَرَى
ضَعْفاً وَهَمّاً قَـدْ عَـلَاهُ فـي اسْتِيَـاء
يَا لَيْـتَ دَمْعِـي كَـان سُقْيـاً شَافِيـاً
مَا أحْوَجَ الظَّمْأى إلَـى حَبَّـاتِ مَـاء
يَـا رَبِّ إنِّـي قَـدْ أتَيْتُـكَ رَاجِـيـاً
فَبِعِزِّكَ اهْـدِ تَوْبَتِـي رُكْـنَ النَّجَـاء
وإلَـى الْفَقِيـرِ إلَيْـكَ فَالْـقِ بِنَظْـرَةٍ
والْعَفْـوُ مِنْـكَ هَدِيَّـةٌ بَعْـدَ الشَّقَـاء
واحْفَـظْ بِحُـبِّ مُحَمَّـدٍ قَلْبِـي الَّـذِي
صَلَّى عَلَيْه كَمَا أمَـرْتَ وَفـي وَفَـاء

ليست هناك تعليقات: