د. حنان فاروق
منذ أكثر من عشر سنوات تقريباً حين بدأت رحلتى المكوكية عبر الشبكة العنكبوتية كانت الفكرة السائدة عنها أنها أرض افتراضية ومايحدث فوقها يختلف كثيراً عن نظيره على أرض الواقع..لم يكن من السهولة أن يخلع أصحاب الأقلام أقنعتهم اللهم إلا من كان منهم من أهل الصحافة الأرضية حيث لم تكن الصحافة الإلكترونية العربية من القوة بمكان آنذاك..الأسماء المستعارة كانت دائماً تبني عالي الجدران بين الناس وتعزلهم عن بعضهم البعض مما يجعل حياتهم العنكبوتية نوعاً من أنواع الحلم الذى ينتهي بمجرد أن يغمض الحاسوب عينيه ويسلمهما للنوم حتى الجلسة التالية..
منذ أكثر من عشر سنوات تقريباً حين بدأت رحلتى المكوكية عبر الشبكة العنكبوتية كانت الفكرة السائدة عنها أنها أرض افتراضية ومايحدث فوقها يختلف كثيراً عن نظيره على أرض الواقع..لم يكن من السهولة أن يخلع أصحاب الأقلام أقنعتهم اللهم إلا من كان منهم من أهل الصحافة الأرضية حيث لم تكن الصحافة الإلكترونية العربية من القوة بمكان آنذاك..الأسماء المستعارة كانت دائماً تبني عالي الجدران بين الناس وتعزلهم عن بعضهم البعض مما يجعل حياتهم العنكبوتية نوعاً من أنواع الحلم الذى ينتهي بمجرد أن يغمض الحاسوب عينيه ويسلمهما للنوم حتى الجلسة التالية..
كل النقاشات حول استخدام الأسماء المستعارة والإفصاح عن الشخصيات الحقيقية والأخبار المعلنة والحوارات المبثوثة عبر هذا الواقع الافتراضي كان يشوبها الكثير من النقص وتآكل الحقائق..وأذكر حين استمعت فى الأخبار آنذاك لإعلامية شهيرة تنقل نبأ أن جماعة متطرفة أعلنت مسؤوليتها عن حادث تفجير فى مكان ما على وجه أرض العرب أننى تعجبت وغضبت ووضعت ألف علامة استفهام على إثبات كلمات بثت عبر منتديات على الإنترنت وكأنها حقيقة لا جدال فيها..وأياً كان القصد من الركون إلى الأخبار المبثوثة عبر النت آنذاك إلا أن هذا يعطي فكرة عن تعاطينا مع النت قبل عقد مضى ونحن نجلس أمام شاشات الحاسوب بكل تطوراته ورحلاته عبرنا أو رحلاتنا عبره..
اليوم تغير الواقع..بدأ ذلك منذ بضع سنوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة وظل يتزايد فى ظل استمرارية النقاش حول الجدار الشائك بين الواقع والافتراضي وهل هناك من أمل في كسره أو تخطيه..
اليوم تغير الواقع..بدأ ذلك منذ بضع سنوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة وظل يتزايد فى ظل استمرارية النقاش حول الجدار الشائك بين الواقع والافتراضي وهل هناك من أمل في كسره أو تخطيه..
ولأن الدنيا لا تتوقف عند القيود التي نضعها فى أيدينا باختيارنا.. فلقد خلع الإنترنت افتراضيته التي التصقت بجسده طويلاً وأصبح من أكبر المؤثرات الواقعية فى حياة مستخدميه خاصة والناس عامة..فسهولة تواصليته..وابتكار أشكال جديدة منه أصرت على نزع الأقنعة مثل المدونات و الفيس بوك غيرت من طرق التعاطي التخيلي معه واستخدمته كسلاح كاشف لما كان يحدث تحت طي الكتمان على أرض الواقع بالاشتراك مع أدوات ثورة الاتصالات والتقنيات التي نعيشها مثل الجوالات ذات الكاميرات ..والكاميرات الرقمية وغيرها التي أصبحت بدورها همزات وصل بين الأرضين اللتين لم تعودا متباعدتين بل تقاربتا لدرجة الالتحام والتداخل فى كل مفردات الحياة وكافة أصعدتها..
وليس أدل على ذلك من الذى حدث فى إضراب السادس من إبريل..الأمر الذى أعلن عن هذا الالتحام بوضوح ومحى بأحداثه ماكان متبقياً من ادعاءات تصر على تحجيم حجم الشبكة العنكبوتية وقدرتها المحدودة على تحويل الخيال إلى حقيقة بالرغم من أن الحريات فى وطننا العربي يشوبها الكثير من علامات الاستفهام الكبيرة التى تخجل من حتى الهم بالإجابة عن الأسئلة التي تسبقها...وبالرغم من أن السادس من إبريل لم يكن أول إعلان عن هذا الالتحام بل سبقته إعلانات أخرى فعلها المدونون ..وأثاروا الكثير من الجدل الذى أثمر إيجابيات لم نكن نتصور أن تحدث فى مجتمعنا إلا أن قصة السادس من إبريل اختلفت من حيث العمل المنظم المرتب نوعاً ما..فجهود المدونين كانت فى أغلبها جهوداً فردية يمكن بطريقة أو بأخرى السيطرة عليها أو التشكيك فيها وإحباطها ..
لكن إضراب 6 إبريل أثار الخوف من قدرته على شحن المجتمع ككل من خلال الناشطين عبر الفيس بوك والمدونات وغيرها الذين حملوا حماسهم وهمتهم وغضبهم واستطاعوا تحويل كل ذلك من حروف منتثرة هنا وهناك إلى فعل قوي كان لا بد أن يكون له ردة فعل من جانب الجهات التى اختصموا معها ولم تكن ردة الفعل بطبيعة الحال سوى أسلوب قديم لم يستطع بعد أن يفهم طبيعة الزمن الذى نعيش فكان القبض على كل من سولت له نفسه العنكبوتية والأرضية تأجيج استعار الفعل بدلاً من التهويم فى دوائر القول المفرغة وهو مالم يكن متوقعاً من قبل..وهو أيضاً ماسبب إعادة ترتيب الأوراق أو فلنقل بعثرتها والتفكير الجدي فى التخلص من الفيس بوك بغلقه فى بعض الدول العربية أو على الأقل التجسس عليه وإجهاض أى نشاط يطل منه وفيه قبل ولادته..وهو تفكير عقيم يحتاج مراجعة قوية..فالفيس بوك لم يكن هو السبب الرئيس بل هو مجرد أداة من الأدوات..
ولايجب أن يغفل المسؤولون أنها رغم كل شيء تتطور وإن لم يتعاملوا معها بأسلوب أكثر تحضراً ستظل المشكلة قائمة..وسينطلق كل يوم ثائرون جدد مهما غلت أيدى البعض أو ارتعد البعض الآخر..
إننا بالفعل لانعيش ثورة اتصالات وتقنيات فحسب..بل..نتنفس ثورة تطور مجنون لتلك التقنيات..فهى تتقدم وتتجدد من لحظة لأخرى لا من يوم لآخر..وعليه فيجب أن نستخدمها لنعيد صياغة الواقع وتشكيله ..ويجب على غيرنا أن يحترمها ويحترم المتعاملين الجديين معها لأن الأساليب القديمة لم تعد تزيد الأمر إلا انحداراً وفضحاً لتخلف فكري وتفاعلي أسقطه زمننا من حساباته..
إننا بالفعل لانعيش ثورة اتصالات وتقنيات فحسب..بل..نتنفس ثورة تطور مجنون لتلك التقنيات..فهى تتقدم وتتجدد من لحظة لأخرى لا من يوم لآخر..وعليه فيجب أن نستخدمها لنعيد صياغة الواقع وتشكيله ..ويجب على غيرنا أن يحترمها ويحترم المتعاملين الجديين معها لأن الأساليب القديمة لم تعد تزيد الأمر إلا انحداراً وفضحاً لتخلف فكري وتفاعلي أسقطه زمننا من حساباته..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق