سامي العامري
كيف لو يُصبِحُ هذا الخَطْوُ ذكرى ؟
كُلَّما غابتْ بِلادٌ
جاءتْ الريحُ بأُخرى
وسؤالُ الوقتِ دَوّارٌ
وماذا لو رمى الشاعرُ كُلَّ الأسئلهْ ؟
ورأى أنْ أقْتُلَهْ ؟!
-----------
مُشْعْشِعَةً تسحَبُ الشمسُ
خيطَ قِلادَتِها مِن إسارِ الغيومِ
وتَهْتَزُّ فوق رُبىً صافيهْ
يا ضياءاً تُرى
هل تَرى
ما أرى
في التَأَلُّقِ
واللَّحظةِ الساميهْ ؟
---------
لِرؤايَ أجنحةٌ
وللنجمِ اصطفاقْ
وإذا دعوتُ
فإنَّ في كَفيَّ ياقوتاً بِلونِ دمٍ
ومِنْ آياتهِ أنْ لا يُراقْ !
------
نسائمُ دائرةٌ
إنّما لم أسَلْ نَحوَ أيِّ الشِتاتِ تَرومُ
أزِنزانةٍ أم قصورِ بلابلَ آيلةٍ للعراقِ !
استغاثتْ كما قِمَمٍ للكرومْ
والفضاءُ بأنجُمِهِ
هالةٌ خَرَّمَتْها ابتهالاتُ كُهّانكِم
إنّها تنتَفي ,
قلتُ : أي ... لا
وكنتُ عَنيتُ فضاءاً جديداً
يليهِ انعتاقٌ , يليهِ جنونْ
يصِفُّ تماثيلَهُ دون آخِرةٍ
مِثْلَ عشقٍ يخوضُ عُبابَ الجفونْ
---------
كذلك ديدنُ الأشياءِ ,
باسمِ الماءْ
انا المُتَعَطِّشُ الداعي لكلِّ خَطيئةٍ مَقموعةٍ
مِن بينها الإِسراءُ
غامِرْ بيْ
فأتبع بَغْشَةً غَنّاءَ
ثوبي رحلةُ العصفورِ
مِن نَبعٍ الى نبعٍ ...........
سرابُ العالَمِ المحفورُ نيراناً بِذاكرتي
فهل عادت ولو سهواً ببهجهْ ! ؟
أثيرٌ أيُّها النهرُ المُكَبَّلُ بالرواءِ
أَلا ....
أَلا ....
أَفديكَ مِن نهرٍ بِمَوجَهْ !
-------
أُمّي
ها هو إبنُكِ يسألُ
مَن راحَ ومَن عادْ
مَن يحملُ خَبَراً عن نَجدادْ (*) !؟
---------
واحةٌ لاحَ منها شهيداً فَرَحْ
لاح منها غزالٌ بقُرْنينِ مُنْحَنيَينِ
كقوسَيْ قُزَحْ
وانا تحتَ غيمٍ صَدَحْ
نازِلٌ مِن مَراقي البُزاةْ
مُفْعَمٌ بالدهاليزِ ,
بالشرقِ ,
بالحَرْقِ ,
بالخَنْقِ ,
بالكَيل من عَطَبِ الذكرياتْ !
-------
رؤيا عن نهرٍ لازْوَرْديٍّ دَنِفٍ عاشقْ
أودى بِثوانيهِ الحُبُّ
دقائقَ إثْرَ دقائقْ !
وقروناً إثْرَ قرونْ
نَهرٌ جُنَّ
وثانيةً جُنَّ بهِ المجنونْ
لا أعشقُ ما فيهْ
إلاّ كُلَّ أغانيهْ
نهرٌ من خفْقِ البانْ
بضفافٍ تَتَعرّى كالجانْ
وهو بِبالي الآنْ
يتَشفَّون بِأنْ صار يُشايعُ أدواءَهْ
لا أرثيهِ ولا آلاءَهْ
بل أتشفّى بالمُتَشَفّينِ ,
بِشِعري أخلقُ عَنْقاءَهْ !
----------
(*) نجداد : كلمة منحوتة من نجف وبغداد .
----
كولونيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق