السبت، مايو 03، 2008

حيدر ..النجم المدجج بالشعر ،المسكون بالعراق

صادق مجبل الموسوي
لَستُ هُنا متناولاً لحيدر النجم نقدياً واطل بقراءة على نصوصه الشعرية التي تستحق الوقوف والتأمل لما تحمل من ثقل شعري وقيمة فنية عالية في أسلوبه الشعري الذي يتفرد به.

حيدر شاعر من هذا الجنوب ومن أحفاد سومر برز اسمه شعريا في مدينته (الرفاعي) وفي بغداد شارك في مهرجانات شعرية عديدة منها
1- مهرجان كلية الاداب – جامعة بغداد عام 2003 الذي ضم خيرة شعراء العراق ، وكان فوزه بالمركز الاول مناصفة مع الشاعر حسين اقاصد
.2- مهرجان كلية الصيدلة 2001 – جامعة بغداد المركز الاول بتحكيم الشاعر الكبير محمد حسين آل ياسين .
3- مهرجان كلية المعلمين – الجامعة المستنصرية – المركز الاول
4- عدة مشاركات شعرية منها مهرجان الجواهري ، مهرجان الصدر في المسرح الوطني ببغداد 2004 ، وفي اتحاد الادباء في ذكرى رحيل الشاعر رشيد الدليمي
عرفت حيدر النجم عندما زارني الى مدرستي قبل ثلاث سنوات محملا ببضع أوراق وأسئلة كنت-وكما الآن- في بداية مشواري مع الكتابة وكان لوصيته لي اثر كبير في زيادة توجهي نحو الشعر قال"أوصيك بالشعر " فتنامت في داخلي الرغبة نحو الشعر.
لازلت أيضا أتذكر محاضرته الوحيدة لي في علم العَروض الذي عرفته من خلاله منذ ذلك الوقت بأسلوب حيدر النجم ،وهو صديق عزيز ومبدع متألق رغم إن فترة اللقاء بيننا لم تكن طويلة فقد سافر إلى بغداد ليعمل إعلاميا فيها قبل ان ينتقل إلى مملكة البحرين ليقيم هناك.
حيدر النجم ، شاعر بكل ما تحمل الكلمة من شعر له نصوصه التي تتميز بقوتها فهو له حضور إبداعي فاعل في الساحة الشعرية عندما كان هنا واستمر تألقه في محل إقامته مملكة البحرين حيث تقام له بين الفترة والأخرى أمسيات ويشارك في مهرجانات عديدة وتلاقي نصوصه أصداء إعجاب في أوساط المثقفين هناك وكذلك جمهور الشعر .
من ابرز نصوصه التي بقيت في أذهان جمهوره ومحبيه (قرابين امرأة ..لوجهها الآخر ) والتي يقول فيها :
وضاع..
وضعت أنا فيه …
إنّ الحياة بلا لغة الروح ..
ترجمة ستتيه.
.وتهت أنا
والليالي تكبّر أحساس فقدي لهوالبساتين
في إثره كلّها وله ماله ولنا؟
الدرب يأخذ دوما ولا يستردّ الهنا
مالها ولنا ؟
الأرض دوما تدور بعكس توقّعنا..!
إنّه هاهنا
كان جنبي واستأذنته دقائق ريح تمرّ على بابنا
إنّه هاهنا
وتظهر قدرة حيدر الشعرية في اجادته بتضمين بعض المقاطع أو المفردات إلى نصه بتقنية جمالية تضيف للنص روعة أخرى فهو يسطر نصه في تناسق بنائي شعري ماسكا بأدوات الشعر وعالما به يقول في قصيدته أعلاه
وفرشت روحي قبل أن تطأ احتضارك..
مزهريّــة
الكلّ يعلم أنّنــــــي
قد ذبت فيك وذبت فيّ
والكلّ يجهل وجهك المدفون في عمـق القضيّـــة
والـكــلّ نــامــوا
أنت تصحـــو كلّما هلـّت بليــــّة
(آ.. يـل جمالـك سـومري ونظرات عيـنك بابليّة)
حيدر النجم له ثراء ابداعي وتنوع وجَودة في النتاج الشعري ومن بين قصائده التي تبنى على القوة الشعرية والإجادة وكذلك الانسياب في المفردات المكونة للقصيدة قصيدة العراقي فهي من القصائد ذات الشطرين(العمودي) كما يسمونها في هذه القصيدة تحديث شعري يتزامن مع شكلها القائم على الوزن والقافية لكن الحضور للتميز الشعري الحديث وإجادة (جيل ما بعد المحنة) الذي ينتمي إليه حيدر أو هو قريب منه ،يقول مطلع القصيدة:
رحيلك عنا كان شيئا لنا مرا
وبعدك هذا خلف العوز والفقرا
ساصبر لكن لا ارى الصبر مانحي
عزاء لان الصبر قد فقد الصبرا
وانبت صخر من هواك وهذه
قلوب من اللا ادري تمتهن الصخرا
فمن لهمومي لوتنامت وفتشت
على صدرها الدافي ولم تجد الصدرا
وطافت كمجنون وألقت خمارها
تسائل من يدري وماهو بالادرى
وتمتد القصيدة بشعرها لو أردنا استعراض نصوص حيدر الجميلة فهذا يتطلب بان نضع جميع نصوصه في استعراضنا لكن اكتفي بهذا القدر من المقاطع من قصائده حين يصرخُ فيه العراق .
حيدر شاعر موقف تهزه الاشياء الكبيرة فيزفر شعرا يقول في ماحدث قبل ايام اثناء مؤتمر الكتاب العرب (هكذا سمعت الخبر على هامش اجتماعات مؤتمر اتحاد الادباء والكتاب العرب في البحرين ، من أن العراق مـَقْـصِيٌّ ، وغير عضو في هذا الاتحاد ، فعجبت كيف يمكن للشمس ان تحجبها يد ، ويقصون من ؟ أيقصون العراق ؟ الادب الشعر الفن الثقافة ؟ . لم أتمالك نفسي حتى سألت المعنيين في الاسرة ... اين دور العراق في هذه الامسية ؟ لماذا اقصيتموني من المشاركة لامثِّل بلدي قال قائل منهم انتم ... العراق مقصيون من الاتحاد .. .. جلدني جلوسي في هذا المكان دون ان ارى العراق فجاءت هذه القصيدة :
هم يعلمونَك ...
أنت نخلُ ستظلُ انت َ ..
ولن يَظَلّلوا
وتكونُ تفترع السماواتِ التي بالشمس ..
تعلوشمس بمفترق الوجود
وهم على القيعان .. ظل
وتخيفهم جدا فأنت عصىً وهم بالذل ....
طبلُوعليك يختلف المكان فإن حللت ..
هناك حلّوا انت البداية كيف يدركها الجواب وانت حلُّ)
وقد القيت ثأرا - بعد يوم واحد مما حصل - في الملتقى الثقافي الاهلي – مملكة البحرين ، في امسية شعرية مع ذكر الموقف .
في 5 – 12 - 2007 في مثل هذا وغيره يحضر بشعره ناطقا به العراق وصارخا وهنا اتوقف لنعرف عنه: ولد في قضاء الرفاعي – محافظة ذي قار المدينة التأريخية المسافرة في التاريخ في 7 \10\ 1978 وتلقي التعليم الابتدائي والثانوي في مدارسها، التحق بكلية الاداب جامعة بغداد وتخرج فيها بشهادة بكلوريوس آداب لغة عربية وشارك خلال هذه المرحلة بمهرجانات عديدة مثل مهرجان الجواهري ومهرجان الاداب وكان ظهوره الاول من خلالها رغم كتابته الشعر في عمر مبكر، وحصد الكثيرمن الجوائز في مسابقات عديدة .
ترأس وأسس مع ثلة من مثقفي مدينة الرفاعي منتدى الجواهري الثقافي الذي ضم الشعراء والمسرحين والمبدعين وساهم في اقامة المهرجانات والفعاليات الادبية والامسيات الشعرية وتقديمه لمسرحيات عديدة آخرها مسرحية ( عرس الشهادة ) ،
كتب القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة والنثر له مجموعتان شعريتان إحداهما قريبة للطبع ( قرابين امرأة لوجهها الآخر ) .عمل في الاعلام والصحافة كمحرر ومراسل ومقدم للاخبار ومقدم للبرامج في( راديو دجلة اف ام - بغداد ) وقدم برنامج همسات الذي يعنى بالشعر ، ترك حدود بلد النشأة ، وسط الظروف الامنية التي تحيق بالعاصمة بغداد ، يقيم الان في مملكة البحرين متزوج وله بنت واحدة (نَـــدْ).

ليست هناك تعليقات: