الاثنين، مايو 19، 2008

الثقافة لا تدخل إلى البيت الأبيض

شوقي مسلماني
كثيرة هي الأقلام التي تصول وتجول في عالم الكتابة ويدّعي أصحابها الثقافة الرفيعة، وأكثر من ذلك كثر هم أولئك الذين يطبّلون ويزمّرون لتلك الأقلام ولأصحابها فيما الوقائع الحيّة تشير إلى حفل طنين وجعجعات بلا طحين، هذا إذا لم نقل أن الوقائع تُشير إلى ضمائر فاسدة جاهزة في كلّ حين للمتاجرة بالأوطان والشعوب، وإذا أحسنّا الظنّ فنشير إلى خفّة في النظر إلى دور الثقافة باعتبارها مرجعيّة ومعالم طريق من أجل إنسان حرّ سعيد عزيز كريم في أرضه وفي أي صقع من أصقاع العالم.
لا يهم أن نورد أسماء فالكتب الكثيرة التي تصدر ونقرأها أو نقرأ عنها تكفي للإشارة إلى البلاء المتفشّي في العالم العربي، والمقالات الثقافيّة الكثيرة في الصفحات الثقافيّة لصحف كثيرة تفضح أيضاً أصحابها واتّجاهاتهم التي أقلّ ما يُقال فيها أنّها تؤبّد للغباء وتنتصر للّصوص والفاسدين والظالمين.
الثقافة ليست وجهة نظر بل موقف دفاعاً عن الروح. الثقافة فعل وعي. الثقافة أخلاق نبيلة.
الثقافة تشير إلى رأس الأفعى بالإتّهام وليس إلى الذيل. الثقافة لا تدخل البيت الأبيض.

Shawki1@optusnet.com.au

ليست هناك تعليقات: