د. حنان فاروق
مالي أتنقل من قفص إلى قفص..؟؟؟أجننت؟؟؟تخيلت أنى سأرفرف بجناحي في فضاء الحب حين ارتبطت بها ..خدعنى الشوق إليها ونبضها يطرق أبواب مشاعري ..بشرتنى بحريتى التي ستحملنى بعيدأ عن قضبان قفص الرباط المقدس..رقتها..عقلها...ضعفها القوي جذبوني إلى عالم من ألوان الطيف أتنقل فيه كيفما شئت.. أتنسم عبير الأالوان..أتجدد...كنت في حاجة إليها.. للاندماج بروحها وعقلها معاً..لكنها ...تغيرت..لا أو ربما.. أنا الذى تغير.. بمرور الأيام وجدتنى خلف قضبان جديدة بلا مبرر...لا أعرف لماذا انطفأ شوقي..
تغيرت ملامح كيوبيد القصة لتتحول إلى أخرى شيطانية تقض مضجعي كلما أعلن جوالي عن صوتها القادم إلي عبر الأثير أو أحسست أني سأقابلها هنا أو هناك..شحوبها المتزايد ونضوب بريقها يستفزني أكثر مما يستثير عطفي عليها..لم أعد أفهمها..ولا أريد..حبستنى دون قصد بين طوفان الحب الذي تصر على تفجيره داخلي وبين الاعتذارات التي لاتنتهي عن الضغوط التي تمارسها علي..أف للنساء...أحاول التخلص منها بهدوء..أمقت القضبان....أشعر بها تفهم مايحدث داخلي ولاتصدق فتخنقنى بأسئلتها المملة...لماذا لاتصدق..؟؟
أوصلت إليها شعورى بكل الطرق..ابتعدت..نفرت..كلمتها بشيء من حدة تصل إليها دون أن تسيء إلى إنسانيتها..لكنها لاتكف عن محاولة الاقتراب والبحث في سطور نفسي..محوت من ذاكرتي كل ماتحاول قراءته كي لاتتسلل في غفلة مني وتقتنصه..لم تهدأ..لو فقط تتركنى بعض الوقت ..ربما عدت إليها ثانية..أو..
..جرس الباب يدق..زوجتى وأولادي..أغرق فى دوامتهم مع سبق الإصرار ..يدق جوالي..ألمح رقمها..أخرجه من نطاق الخدمة ...أفر إلى الجريدة..أزاحم الإعلانات والسطور بحثاً عن حرية خالية..