مفيد نبزو
كان له أسنان..
ولكنه لايجوع ولا يأكل..
كنت حريصاً عليه..
فهو الوحيد الذي يفتح الخزانة الحديدية التي ورثتها من جدي ..
كان قديماً ، وصغيراً،
و لسانه قصيراً..
كان يفتح لي الخزانة الحديدية التي لم أخبئ بها
الذهب والمال والفضة ،
بل كل ما كنت أملكه،وأخاف
عليه من السطومخبأ فيها،
أخبئ فيها أشعاري
القديمة، وبعض والوثائق
والمستندات، والأوراق التي
تؤرخ لمرحلة بائدة.
ويوجد أيضاً جواز سفري ،
وهويتي، وحسن السلوك،
وأشياء أخرى ماله قيمة
أشياء قديمة لا تباع في
سوق التحف ولا الانتيكات
كان المفتاح يرافقني دائماً
وكان له ميدالية علقته
بسنسال قصير.
كم كنت أحبه وألوِّح به ، وأفرح عندما أفتح الخزانة ، كذلك أحزن عندما أغلقها ،
وأشعر كأنني أغلقت باباً من أبواب نفسي.
سألت إن كان أحد له مفتاح،
فقيل لي: لكل إنسان مفتاح،
قلت : هل يوجد أحد له صداقة مع مفتاح مثلي؟
قيل لي : في الطعام :
مفتاح البطن لقمة.
وفي الحروب صمدت المدينة وقاومت ودفعت بالعديد من الضحايا دون
أن تسِّلم مفتاحها.
سألني أحد الأغبياء متى تكتب القصيدة؟
جاوبته تكتبني القصيدة عندما يستعصي المفتاح
في غال (قفل) رأسي،
ما مفتاح البحر ؟
جاوبته قل الزورق الباخرة
السفينة المركب مفتاح كل البحور.
اليخت لا هو الوحيد مفتاح
الاسترخاء والاستجمام
والاستعلاء، والسفر إلى الليالي الحمراء التي تنزف
الدماء، وتخطط لزيادة الثراء ثروة، والجريمة
جريمة.هل كان يقصد مفتاح
الموسيقا الشعرية؟
إن مفتاح النجاح الشهرة.
ومفتاح الشر كلمة
وهناك مفاتيح أخرى..
أرجوكم أن تساعدوني
وتتذكروها معي..
كل ما يهمني صدقاً
أن مفتاحي ضاع في زحمة
المفاتيح الجديدة.
الخميس، سبتمبر 11، 2008
المفتاح
Labels:
مفيد نبزو
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق