عـادل عطيــة
قد تكون الفتوى قد بدأت نبيلة صادقة مخلصة بين السائل والفقيه !
ولكنها انحدرت بانحدار النفوس التى اصابها الهوس الدينى ،
فباتت تهتم بأمور تافهة لا ينتبه إليها أحد ، مثل :
" هل يجوز للمرأة لبس البنطال فى بيتها أمام زوجها ، واولادها ؟ " !
وبانحدار فقهاء عميان يتوكأون على جنون العظمة ،
يلتمسون مآربهم ومصالحهم الشخصية الدنيئة ، مثل :
فتوى حرمة البنوك التجارية ،
التى اطلقها البعض ، وركز عليها ، ونشرها ؛
من أجل خدمة شركات توظيف الاموال ، والبنوك التى تزعم انها اسلامية !
وتصل الفتوى إلى ذروة خطورتها ،
عندما تصبح ضد الانسانية ، وضد العلم ، وضد الدين نفسه
فقد اصدرالشيوخ فى قرى باكستان فتوى :
يحرّمون فيها تطعيمات شلل الاطفال ؛
لأنها مؤامرة من الغرب ؛
لإصابة الاطفال المسلمين بالعقم !
وعلى الرغم من أن باكستان تجاوزت تلك الأزمة ،
إلا أن فتوى مشابهة صدرت فى نيجيريا ،
كانت سبباً فى أن يمتد مرض شلل الاطفال إلى 12دولة إسلامية فى اقل من عام ونصف العام !
وهذه الفتوى تذكرنا بفتوى " حرمة القرنية " ،
التى تركت فى مصر آلاف العميان من الممكن ان يبصروا ؛
لولا تلك الفتوى التى اطلقها احد الشيوخ ، ثم سافر لينقل لنفسه قرنية فى المانيا !
وهناك فتوى تجعل من الدين الاسلامى لعبة فى نفوس معتنقيه ،
على يد الامام الجزائرى الفقيه محمد بن الفضيل :
" إذا أردت أن تتهرب من أحكام الزكاة ، كن شافعياً
إذا أردت أن تخرج عن أحكام الربا ، كن مالكياً
إذا أردت أن تخرج عن أحكام الخمر ، كن حنيفياً
إذا أردت أن تخرج عن أحكام الزواج ، كن شيعياًً
وبذلك تخرج من الشريعة بالشريعة " !
ويمنعنى الحياء من ذكر الفتوى ،
التى تسمح بمس الصغيرة ، أو الرضيعة ، ونكاحها ، والزنا بها !
كما وردت فى المبسوط للإمام السرخسى (المجلد الخامس ج10ص155)
كما يمنعنى الحياء من ذكر الفتوى التى بدلاً من ان تسمو بغريزة المرأة ،
تجعلها فى خدمة شهوتها !
كالفتوى الواردة فى كتاب الفوائد لابن قيم الجوزية ( ج4ص 905)
ولكن لا بأس من ذكر بعض الفتاوى ،
التى جعلت المجلة الامريكية : " فورين بوليس " ،
تتندر بها
وترشحها للفوز بالمراكز الاولى فى السفاهة فى نظر العالم المتحضر ،
نختار منها اثنتان :
فقد اصدر رشاد حسن خليل ، عميد كلية الشريعة الاسبق بجامعة الازهر ،
فتوى ببطلان زواج اى رجل وامرأة يخلعان ملابسهما تماماً اثناء ممارستهما للعلاقة الزوجية !
وعندما احدثت الفتوى ثورة كل اصحاب العقول فى مصر ،
وسعياً منه لامتصاص الانتقادات الموجهة إلى الازهر ،
مع الحفاظ على مشاعر التيار الدينى المتشدد فى مصر ،
توصل عبد الله مجاور،
رئيس لجنة الفتوى فى الازهر،
إلى حل وسط وعجيب ربما اعجب من فتوى رشاد خليل نفسها
قال :
" إنه يحل للرجل أن يرى زوجته عارية ،
وإن كان النظر إلى عورتها مكروه ،
ويفضل أن يمارسا علاقتهما الزوجية تحت غطاء " !
وربما كانت فتوى إرضاع الكبير،
من أغرب الفتاوى التى صدرت فى العالم الاسلامى كله
- وان كانت مستندة على واقعة تمت فى زمن محمد - ،
صاحبها هو عزت عطية الاستاذ بجامعة الازهر ،
انطلق من فكرة الفصل بين الجنسين فى العمل والدراسة ،
فخرج بفتوى مبتكرة :
أنه لو ارضعت امرأة زميلها خمس مرات ، فيحل له أن يعمل معها ،
ويحل لها أن تكشف شعرها وحجابها امام شخص ارضعته خمس رضعات مشبعات !
**
ما أكثر الفتاوى الغبية التى صدرها العلماء المسلمون فى العالم كله !
ليس لمجرد تحجر الفتوى ،
أو عدم توافقها مع روح العصر ،
بل مدى الضرر الذى احدثته ،
وتحدثه
ومدى مساهمتها فى تأخر المسلمين تأخراً كبيراً
adelattiaeg@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق