ربحان رمضان
سألته زوجته مهاتفة تستفسر عن مستقبلها :
* كيف حالك ياحبي ؟
ماذا عن قضية الإقامة ؟هل هناك نتيجة؟
أسئلة تعوّد أهل المهاجرين (من منفيين وطالبي لجوء ) طرحها باستمرار عليهم ..
أجابها :
* لا شئ ، ثلاث سنوات وأنتظر نتيجة طلب اللجوء ..لكن لم أقطع الأمل ..
- إذهب وراجع محاميك، ردت عليه زوجته بالهاتف ، وتابعت : العالم كله يعرف استبداد النظام وقسوته ، يعرف أن النظام يتفنن في الامعان بحياة الأكراد .
* أكراد وعرب ، النظام ما عندو ذقن ممشطة ،
الظلم يعم الجميع ..
- (وشو قالك المحامي) ؟
• المحامي مجنون ..
- إذا كان مجنونا ً ، اتركه
"دوّرعلى غيره " ..
* إذا تركته يرفع ضدي دعوى ..
مجنون .. "وإذا أكـَثرّت عليه الأسئلة " بيضرب راسه علىالطاولة ، حاطط على طاولته جلدة ، بيضرب راسه عليها " ..
- شو هالحكي ، معقول !!
- " اسألي عليه كل اللي بيعرفوه ، كل العالم بتعرف هذا المحامي في ســـــالزبورغ ** انو بيضرب راسه ع الطاولة ، والغريب انو كلمتو مسموعة عند القضاة ، بيخافوا منو .. غريب ..!! إذا خسر قضية بيضرب راسه بالحيط " .
- والنتيجة ؟
- مافي غير أن أسلم أمري لله ، "رح أستنى بركي بتجي النتيجة لحالها " ..
- وكيف تقضي الوقت ؟
- بالمعسكر.. "بنسيون" في قرية منعزلة ، ليس فيها إلا بيوت فلاحين ، وزريبة خنازير ، ومتجر " ..
البارحة اشتريت صابون حلاقة وفرشاة أسنان و" شغلتين تلاتة " .. دفعت كل اللي أعطوني إياه هذا الشهر ..
" والله لو كنت عرفان انو غالي كل ها لقد ما بطلع من بلدي ..
قالو بالمثل : شو جبرك ع المرّ ؟ قلت :الأمرّ ".
" لو تتركني (أجهزةالأمن) بحالي لرجعت لك .. ومثل موعايشين أهلنا منعيش " ..
قالت له .. يقولون أنك تزوجت (فتاة) نمساوية يا حبي ،
وقالوا أنها :
شقراء .. بيضاء ، لعوب !!؟؟
أجابها : لا شقراء ولا حمراء ..
لكن عرضت علي عروض .
• شو ؟؟
سألته مندهشة ..
أجابها مستدركا ً : لا يا حبي ، ليس زواجا ًكالذي تعرفيه ، إنما هو على ورق ، أنا أحبك ، وهذا الزواج ليس إلا زواج مصلحة .. و(بفلوس) ..
• " يخرب بيت يللي نصحك ها لنصيحة " ..
وتتركني ؟؟!!
- لا ، لن أعيش معها ، فلديها صديق .
• لم أفهم ..!!
• أجابته زوجته باستغراب .
- إنما هو زواج على ورق .
• إلى متى سأنتظر .. حتى تطلقها ؟
• ُ أطلق من ؟
• تلك الزوجة ، تلك الزوجة التي (على الورق) ..!!
****
• قل .. قل لي ، متى يمكنني أن أصل ؟
• يعني ، تقريبا ً .. ثلاث سنوات .
• يخرب بيتها .
• مين ؟
• هي ، تلك التي على ورق .
• والأولاد ، هل أترك هاني يعمل لدى آرتين الميكانيكي ؟ و ثائر يعمل لدى برهو اللحام ؟
لا ، دعيهم يكملوا دراستهم ، استديني من جارنا أبو فواز ..سأعيد القرض حالما أعمل .. فقط أنتظر النتيجة ..
منذ تركتنا يا عمري ، منذ سنين ، هل تذكر؟
أعاني الفاقة ...
لم يساعدني أحد ..
لا أهلي ، ولا أهلك ..
ولم أرى الرفاق من بعدك ..
وصحتك يا حبي ، كيف الصحة ؟
نحفت ،عملت ريجيم ، ودائما أراجع المشفى
لماذا ؟
طمئنيني ، مالذي اعتراك ؟
هل ترىأني هبلى ..
لست مريضة
صحتي بخير..
لكنني حبلى.
====================
* كاتب وناشط سياسي .
** مدينة نمساوية .
الخميس، سبتمبر 25، 2008
مشتاق لكن .. على ورق
Labels:
ربحان رمضان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق