يضيق ألبر
والذين بلطوا البحر
لم ينظروا الى الطحالب/تنبت على الصخر
لم يبالوا بغيمة
صباحا،
كانت تفطر حليب الندى
فقط رمقوا الشمس كثيرا
وربما هي منحتهم
لهيب المشقة
ولوحتهم آمنين
عند عتبات الآفاق.
الذين بلطوا البحر
استنشقوا الجحيم،
وحين سافروا في الماء
نقلوا البساتين الى الاعماق.
رخام، عناصر أجسادهم
حكمة المدن العريقة
من اشتعالات الماضي
ما زالت تنقط السحر والمعجزة.
الذين بلطوا البحر
خرجوا من ثيابنا
يوم حشرنا،
والقيامة لم تقم.
الذين بلطوا البحر
لهم من السحر
ما يوقع الواقفين/ خشوعا
وما يقيم العاجزين/ ذهولا.
الذين بلطوا البحر
كانت لهم امهات صلبن
اخوات اغتصبن
وسلالات سحيقة/ سحقت
بين ربيع وصيف/
إغماضة التاريخ
فيما عيون الكوكب
الى كرة القدم.
الذين بلطوا البحر
كانت افئدتهم من فولاذ
وكان الفولاذ ينزّ،
جلد القرش ضمادات جراحهم.
ساروا خلف مجد الاحرار
أولئك أشباهنا الذين مضوا
حيث الحرية، جزيرة لم تكن
لولا السلاح.
**
سعيد الشيخ
شاعر وكاتب فلسطيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق