لقراءة جميع مقالات الياس بجاني انقروا على اسمه الموجود في أسفل هذه الصفحة على الجهة اليسرى
**
بقلم الياس بجاني
الأمين العام للمؤسسات اللبنانية الكندية
إن من أخطر الآفات المشينة التي نُكبَ بها شعبنا الماروني في لبنان وبلاد الانتشار خلال حقبة الاحتلال السوري وفي السنوات القليلة التي تلت أفوله هي أورام خبيثة من الأنانية والزندقة والوقاحة، ورزمة من أوهام الجنون الحاد جميعها عششت واستفحلت نخراًً وانتشاراً في عقول ونفوس ووجدان بعض سياسييه وقادة أحزابه ونوابه البرلمانيين، فعزلتهم عن الإيمان والصدق، وغربتهم عن أهلهم وثوابت أمتهم الوطنية والأخلاقية، وأبعدتهم عن مسارات تاريخ كنيستهم وقواعدها لإحترام الذات والشفافية والشهادة للحق. هؤلاء يستغبون ذكاء ناسهم بوقاحة فاضحة بشكل يومي ودون أن يرمش لهم جفن متناسين أن ساعة الحساب آتية لا محالة حيث يكون البكاء وصريف الأسنان.
في هذا السياق لفتنا تصريح للنائب الماروني عن المتن الشمالي إبراهيم كنعان جاء بعد لقائه غبطة البطريرك صفير وعقب تناوله الغداء إلى مائدة بكركي في 1/3/2007، وكنعان هذا دأب مؤخراً على نمط "قنديلي" لافت في استفراغ الكلام الخشبي المهين والتفوه بتصاريح ملغمة بالرياء هي "صفصفة" كلام مفرغ كلياً من أي محتوى. هذا ويبدو وللأسف أن غدوات سيدنا البطريرك "تسري ولا تمري" مع جنرال الرابية ومع أفراد كتلته النيابية.
وهنا نعود بالذاكرة إلى تلك الغدوة التي تناولها جنرال الرابية إلى مائدة سيدنا البطريرك قبل أيام من بدء الاعتصام الانقلابي الإلهي المستمر منذ ما يزيد عن الثلاثة أشهر في ساحة رياض الصلح التي تحولت إلى مستعمرة ومعسكر وأداة لضرب الاقتصاد وتعطيل عمل مؤسسات الدولة.
يومها وكما بات معروفا للجميع طلب غبطته من اللاهث وراء كرسي بعبدا أن يُبعد كأس الفوضى وإلافقار وضرب الاقتصاد والفرقة عن أبناء ملته وعن ناس وطنه وسأله إن كان سيسير هو في مقدمة المعتصمين أم أنه سيسير وراء الملتحق بهم.
خرج الجنرال يومها من بكركي ليدلي بتصريح مموه وملتبس وغامض، ولم يعلق في ذهنه والوجدان أي من تمنيات ونصائح البطريرك حيث أن الغدوة كما تبين سرت دون ان تمري لا في عقله ولا في ضميره، وإلى ساحة رياض الصلح وخيمها كانت هرولته، ومن ثم قطع الطرق وتهديد الناس وحرق الإطارات حيث صدم بالفشل وواجه الخيبة والانكسار، مما حدا به وبشريكه "البطريرك سليمان" فرنجية وعلى خلفية تمويهية أن يوقعان إعلامياً وثيقة الشرف البطريركية على عجل متوهمين أن الموارنة تحديداً واللبنانيين عموماً هم سذج وبسطاء وحتى أغبياء وبالتالي بالإمكان خداعهم واستغبائهم.
وهنا الخبر والتصريح الخاصان بالكنعان القنديلي
("وطنية - بكركي - 1/3/2007 : استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي، عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان واستبقاه على الغداء إلى مائدة بكركي. وقال النائب كنعان بعد اللقاء: "وضعنا غبطته في أجواء الزيارة التي قمنا بها لباريس ضمن الوفد الرسمي تلبية لدعوة رسمية من مجلس الشيوخ الفرنسي تحت عنوان "اللامركزية الادارية في فرنسا"، وخبرة الفرنسيين الغنية في هذا المجال، بحيث يطبقون منذ العام 1980 هذا النوع من الادارة. كما اطلعته على جو الاتصالات واللقاءات السياسية التي حصلت في هذه الجولة. وتطرقت مع غبطته الى موضوع السلاح والتسلح وضمينا صوتنا كتكتل الى صوت غبطته في هذا المجال، واعتبرنا في التكتل ان قضية التسلح هي خطيرة جدا وتناقض أي مطالبة بمشروع الدولة وبعدالة كاملة في لبنان نسبة الى المحكمة الدولية. وبمعنى آخر، لا يجوز ان نسعى الى عدالة كاملة والى وضع اسس لضمان الاستقرار في لبنان وضمان حرية الرأي ويكون هناك أناس خارجون عن إطار الدولة ولا سيما في الوقت الحاضر لان هذا الموضوع خطير وينقلب على كل المساعي والمبادرات القائمة اليوم للوصول إلى حلول". وأضاف: "كما كان تركيز على دور الجيش وهو المرجع الوحيد والقوة الوحيدة الأمنية في هذا البلد ويجب تعزيز قدراته. ونحن في التكتل والعماد عون أيضاً نؤيد كل مسعى لتعزيز قدرات الجيش وإعطائه الغطاء اللازم لضبط موضوع السلاح والأمن في لبنان في شكل كامل".)
كلام كنعان هذا عن السلاح والدولة يتناقض كلياً مع مواقف جنرال الرابية المعلنة والموثقة التي ربط سلاح حزب الله بالسلاح الفلسطيني وبالإجماع على تبني إستراتجية دفاع ضد إسرائيل وبقيام دولة قوية ومقاومة وبالطبع بتوليه موقع الرئاسة الأولى. هذه المواقف موثقة في محاضر طاولة الحوار وهي واردة بوضوح في ورقة تفاهمه الإلهية مع حزب ولاية الفقيه في لبنان.
من هنا فإن كلام كنعان قد يفسر بالاحتمالات التالية:
*أن يكون المحامي "الدولي" هذا قد مزق ثيابه على طريقة النبي أيوب واستقال من كتلة الجنرال، وهذا موقف لم يعلن وأمر لم يحدث.
*أن يكون الجنرال وكتلة وتياره قد تابوا وعادوا إلى مواقفهم الأصلية لجهة سلاح حزب الله ودويلته والشرعية والسيادة والاستقلال، وهذه أيضاً قرارات لم تعلن.
*أن تكون دولة حزب الله وسلاحه غير معنيين بكلام الكنعان كونه من الملحقين بهذه الدولة وهذا بالطبع أمر قائم وحقيقة ملموسة.
*أما الاحتمال الأكثر قرباً من العقل والمنطق والممارسات هو أن كنعاننا هذا ويا للأسف هو مصاب بلوثة الوهم وبالأورام التي ذكرناه في مقدمة المقالة.
أن الموارنة تحديداً واللبنانيين الشرفاء والسياديين عموماً لم يعد كلام الكنعان يعنيهم بشيء بعد أن فقد مصداقيته وأمسى بممارساته السياسية والوطنية قنديلاً وصنجاً بامتياز، كما أن كل فصاحته اللغوية وخلفيته القانونية وطلاقة لسانه ورصيده البنكي المتورم لم تعد كلها قادرة على ستر عوراته القيمية والأخلاقية واليوضاصية.
يبقى أن غدوات سيدنا على ما بدا وبان هي تسري، ولكنها لا تمري مع جنرال الرابية وربعه.
عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
الأمين العام للمؤسسات اللبنانية الكندية
إن من أخطر الآفات المشينة التي نُكبَ بها شعبنا الماروني في لبنان وبلاد الانتشار خلال حقبة الاحتلال السوري وفي السنوات القليلة التي تلت أفوله هي أورام خبيثة من الأنانية والزندقة والوقاحة، ورزمة من أوهام الجنون الحاد جميعها عششت واستفحلت نخراًً وانتشاراً في عقول ونفوس ووجدان بعض سياسييه وقادة أحزابه ونوابه البرلمانيين، فعزلتهم عن الإيمان والصدق، وغربتهم عن أهلهم وثوابت أمتهم الوطنية والأخلاقية، وأبعدتهم عن مسارات تاريخ كنيستهم وقواعدها لإحترام الذات والشفافية والشهادة للحق. هؤلاء يستغبون ذكاء ناسهم بوقاحة فاضحة بشكل يومي ودون أن يرمش لهم جفن متناسين أن ساعة الحساب آتية لا محالة حيث يكون البكاء وصريف الأسنان.
في هذا السياق لفتنا تصريح للنائب الماروني عن المتن الشمالي إبراهيم كنعان جاء بعد لقائه غبطة البطريرك صفير وعقب تناوله الغداء إلى مائدة بكركي في 1/3/2007، وكنعان هذا دأب مؤخراً على نمط "قنديلي" لافت في استفراغ الكلام الخشبي المهين والتفوه بتصاريح ملغمة بالرياء هي "صفصفة" كلام مفرغ كلياً من أي محتوى. هذا ويبدو وللأسف أن غدوات سيدنا البطريرك "تسري ولا تمري" مع جنرال الرابية ومع أفراد كتلته النيابية.
وهنا نعود بالذاكرة إلى تلك الغدوة التي تناولها جنرال الرابية إلى مائدة سيدنا البطريرك قبل أيام من بدء الاعتصام الانقلابي الإلهي المستمر منذ ما يزيد عن الثلاثة أشهر في ساحة رياض الصلح التي تحولت إلى مستعمرة ومعسكر وأداة لضرب الاقتصاد وتعطيل عمل مؤسسات الدولة.
يومها وكما بات معروفا للجميع طلب غبطته من اللاهث وراء كرسي بعبدا أن يُبعد كأس الفوضى وإلافقار وضرب الاقتصاد والفرقة عن أبناء ملته وعن ناس وطنه وسأله إن كان سيسير هو في مقدمة المعتصمين أم أنه سيسير وراء الملتحق بهم.
خرج الجنرال يومها من بكركي ليدلي بتصريح مموه وملتبس وغامض، ولم يعلق في ذهنه والوجدان أي من تمنيات ونصائح البطريرك حيث أن الغدوة كما تبين سرت دون ان تمري لا في عقله ولا في ضميره، وإلى ساحة رياض الصلح وخيمها كانت هرولته، ومن ثم قطع الطرق وتهديد الناس وحرق الإطارات حيث صدم بالفشل وواجه الخيبة والانكسار، مما حدا به وبشريكه "البطريرك سليمان" فرنجية وعلى خلفية تمويهية أن يوقعان إعلامياً وثيقة الشرف البطريركية على عجل متوهمين أن الموارنة تحديداً واللبنانيين عموماً هم سذج وبسطاء وحتى أغبياء وبالتالي بالإمكان خداعهم واستغبائهم.
وهنا الخبر والتصريح الخاصان بالكنعان القنديلي
("وطنية - بكركي - 1/3/2007 : استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي، عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان واستبقاه على الغداء إلى مائدة بكركي. وقال النائب كنعان بعد اللقاء: "وضعنا غبطته في أجواء الزيارة التي قمنا بها لباريس ضمن الوفد الرسمي تلبية لدعوة رسمية من مجلس الشيوخ الفرنسي تحت عنوان "اللامركزية الادارية في فرنسا"، وخبرة الفرنسيين الغنية في هذا المجال، بحيث يطبقون منذ العام 1980 هذا النوع من الادارة. كما اطلعته على جو الاتصالات واللقاءات السياسية التي حصلت في هذه الجولة. وتطرقت مع غبطته الى موضوع السلاح والتسلح وضمينا صوتنا كتكتل الى صوت غبطته في هذا المجال، واعتبرنا في التكتل ان قضية التسلح هي خطيرة جدا وتناقض أي مطالبة بمشروع الدولة وبعدالة كاملة في لبنان نسبة الى المحكمة الدولية. وبمعنى آخر، لا يجوز ان نسعى الى عدالة كاملة والى وضع اسس لضمان الاستقرار في لبنان وضمان حرية الرأي ويكون هناك أناس خارجون عن إطار الدولة ولا سيما في الوقت الحاضر لان هذا الموضوع خطير وينقلب على كل المساعي والمبادرات القائمة اليوم للوصول إلى حلول". وأضاف: "كما كان تركيز على دور الجيش وهو المرجع الوحيد والقوة الوحيدة الأمنية في هذا البلد ويجب تعزيز قدراته. ونحن في التكتل والعماد عون أيضاً نؤيد كل مسعى لتعزيز قدرات الجيش وإعطائه الغطاء اللازم لضبط موضوع السلاح والأمن في لبنان في شكل كامل".)
كلام كنعان هذا عن السلاح والدولة يتناقض كلياً مع مواقف جنرال الرابية المعلنة والموثقة التي ربط سلاح حزب الله بالسلاح الفلسطيني وبالإجماع على تبني إستراتجية دفاع ضد إسرائيل وبقيام دولة قوية ومقاومة وبالطبع بتوليه موقع الرئاسة الأولى. هذه المواقف موثقة في محاضر طاولة الحوار وهي واردة بوضوح في ورقة تفاهمه الإلهية مع حزب ولاية الفقيه في لبنان.
من هنا فإن كلام كنعان قد يفسر بالاحتمالات التالية:
*أن يكون المحامي "الدولي" هذا قد مزق ثيابه على طريقة النبي أيوب واستقال من كتلة الجنرال، وهذا موقف لم يعلن وأمر لم يحدث.
*أن يكون الجنرال وكتلة وتياره قد تابوا وعادوا إلى مواقفهم الأصلية لجهة سلاح حزب الله ودويلته والشرعية والسيادة والاستقلال، وهذه أيضاً قرارات لم تعلن.
*أن تكون دولة حزب الله وسلاحه غير معنيين بكلام الكنعان كونه من الملحقين بهذه الدولة وهذا بالطبع أمر قائم وحقيقة ملموسة.
*أما الاحتمال الأكثر قرباً من العقل والمنطق والممارسات هو أن كنعاننا هذا ويا للأسف هو مصاب بلوثة الوهم وبالأورام التي ذكرناه في مقدمة المقالة.
أن الموارنة تحديداً واللبنانيين الشرفاء والسياديين عموماً لم يعد كلام الكنعان يعنيهم بشيء بعد أن فقد مصداقيته وأمسى بممارساته السياسية والوطنية قنديلاً وصنجاً بامتياز، كما أن كل فصاحته اللغوية وخلفيته القانونية وطلاقة لسانه ورصيده البنكي المتورم لم تعد كلها قادرة على ستر عوراته القيمية والأخلاقية واليوضاصية.
يبقى أن غدوات سيدنا على ما بدا وبان هي تسري، ولكنها لا تمري مع جنرال الرابية وربعه.
عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق