الاثنين، مارس 05، 2007

مواعيد طبية


بقلم : يوسف فضل
يختلف معنى قولنا "هذه هي حياتنا" عن القول الأمريكي المشهور "هذه هي أمريكا ، حبها أو أتركها " وذلك لأننا ندلل على المعنى السلبي الذي لا يرضي معظمنا لإخفاقاتنا بدءا من ابسط الأمور إلى اعقدها . أشعر أنني شخص غير محظوظ جدا لوقوعي في حفر المواعيد العربية التي تعطل الحياة التي لا ننتبه لها ولأهميتها . إذ أن الوقت هو أرخص شيء عند المواطن العربي مع أن الوقت مهم في حياتنا ، هكذا اعتقد ، فقد اقسم الله بالوقت عندما قال سبحانه وتعالى " والعصر إن الإنسان لفي خسر " . إلا أننا لا نلقي بالا لقيمة الوقت لان شعورنا به هو عبارة عن تخطي الزمان الروتيني مثلما نقلب صفحات الروزنامة دون ترك اثر يبعث على الهدوء أو استحضار احترام الوقت والجهد . هذه بعضا من التجارب الشخصية التي عانيتها من الإخفاق بالالتزام بالمواعيد معي وقد حصرتها في المجال الطبي وذلك نتيجة عدم توفر فريق عمل طبي متناغم لدى الموَرِد الطبي لكني حملت حسنات الدفع بالتي هي أحسن .

موعد مع الطبيب
طلب طبيب تقويم الأسنان من ابني الكبير أن يرتب موعد قادم معه بعد شهر . رتبنا الموعد مع قسم المواعيد في مركز تقويم الأسنان . تأتي في الموعد المحدد بعد شهر . تفاجأ أن موظف المواعيد يقول لك :" الطبيب في إجازة ألا تعلم ذلك ؟" الخطأ على ابني وعلي لأننا لم نكلف خاطرنا عناء لنعلم أو نستعلم عن موعد إجازة الطبيب وتاريخ بدء الإجازة وأين سيمضى الإجازة . وكيف نعلم طالما لم نقرأ أبراج الحظ في ذاك اليوم ؟ إذا هذه مشكلتنا وليست مشكلة المركز ! أدركت أن قسم المواعيد في المركز هو فقط لترتيب مواعيد المريض مع الطبيب وليس ترتيب موعد الطبيب مع المريض . أخذت بعين الاعتبار ترتيب موعد جديد مع الطبيب الذي سيحتاج إجازة من الإجازة .

تذكير بالموعد
صديقي الدكتور احمد عزيز مدير إدارة مرض السكر في جسمي ذهب إلى أمريكا في مهمة عمل . هذا يعني أن ابحث عن طبيب بديل مؤقتا حتى عودته . فبحثت عن طبيب آخر في مستشفى GCH من أجل الفحص الروتيني وكتابة دواء السكر الكلوكوفاج Glucophage . ذهبت يوم الثلاثاء 20/2/2007 إلى المستشفى وفتحت ملف . وبما أنني مريض جديد طلب الطبيب عمل كامل التحاليل الطبيبة المطلوبة لمرض السكر مع أنني أحضرت له الوصفة الطبية السابقة وتقرير طبي عن حالتي إلا انه أبدى شكوكه حولها وانه يتوجب إجراء التحاليل الطبية اللازمة التي يطلبها للتأكيد من معيار الدواء .

وأجريت التحاليل الطبية التالية :
Creatinine
Glucose بعد صيام 12 ساعة وبعد تناول الطعام بساعتين .
Uric Acid
Alt
Cholosterol
Triglcerides
HDL Cholesterol
LDLC

طلب مني الطبيب تحديد موعد لقراءة النتائج وحددت الموعد يوم الخميس 22/2/2007 الساعة 45,9 صباحا .

يوم الأربعاء 21/2/2007 الساعة 11,28:46 مساء وصلتني رسالة جوال من المستشفى تقول " موعدكم مع د. هاني عيادة الباطنية غدا 45,9 ص . يرجى العلم ".
وقعت تحت انطباع أن حالة من التنظيم تسود هذا المستشفى وان المريض مكلل بالعناية الطبيبة عندهم .

قبل موعدي مع الطبيب بربع ساعة كنت أمام موظف الاستقبال وقدمت له كرت التأمين الطبي إلا أن الموظف لا ادري تبرع أم تكرم بإفادتي :" عليك أن تنتظر الطبيب لأنه غير موجود " .
يوسف : لماذا ؟
الموظف : الطبيب لدية عمليتي منظار . لكن يمكنك أن تنتظره وربما لن يحضر دوام الصباح .

بلعت غضبي وأصبغت عليه طعم المرح لأنه تم ترتيب الموعد وتذكيري بالموعد برسالة جوال من قسم المواعيد في المستشفى لكن قسم المواعيد لم يبلغني عن موعد انتظاري للطبيب لأنه سيكون مشغولا في عمليات . علما أن مثل هذه العمليات لا تأخذ الحالة الطارئه بل يتم ترتيب موعدها سابقا . وكيف تم ترتيب مواعيد العمليات وهناك مواعيد مرضى للطيب ؟ إذا تم ضرب مواعيد المرضى عرض الحائط .

البديل : ضرب موعد آخر وخليها على الله أو أن اضرب رأسي (بجدار الفصل العنصري ).

موعد في المستشفى
فاجأني مندوب شركة التأمين الطبي أن أحد موظفين شركتنا يذهب إلى الطبيب وعائلته أي زوجته وأولاده في نفس التاريخ . أيعقل أن تمرض العائلة كلها مرة واحدة ؟ استفسرت من الموظف ( المريض ) فكان جوابه :" أن العائلة مضغوطة وطفشانه بسبب ضعف الروابط الاجتماعية ولم يجد ما يرفه به عن العائلة بخاصة يوم الخميس غير الذهاب بها إلى المستشفى والجلوس في كفتيريا المستشفى ، ولتزجية الوقت كان يعرض احد أفراد العائلة بالتوالي وفي نفس اليوم على الطبيب من باب الوقاية الطبية . يالله موعد ويفوت " . وأنا كل سنة عندما اسلم شيك قسط التأمين لشركة التأمين الطبي أدعو الله وأقول لشركة ا لتأمين :" مبارك عليكم المال وان شاء الله لا نحتاج أن نذهب للعلاج فصحتنا أهم من المال " .

انتظر حتى إحضار الملف
تذهب حسب الموعد لمقابلة الطبيب فتطلب منك الممرضة الانتظار حتى تحضر الملف علما أن ضرب الموعد يعني أن يكون الملف قد احضر مسبقا حسب قائمة مواعيد المرضى . وإلا ما فائدة الموعد ؟

الأولوية لمندوب المبيعات
طلبت الطبيبة أن تعود زوجتي لزيارتها بعد أسبوعان . تم تسجيل الموعد الساعة العاشرة والنصف صباحا . وبعد أسبوعان ذهبت مع زوجتي في الساعة العاشرة وقدمت بطاقتها لتسجيل البيانات المطلوبة وطلبت الممرضة منها الانتظار في غرفة انتظار النساء . ذهبت إلى غرفة انتظار الرجال محملا ببعض الأوراق المطبوعة من الانترنت لقراءتها ومراجعتها قبل النشر في موقع الركن الأخضر. لم انتبه لمرور الوقت إلا والساعة الحادية عشر والنصف فاستبطأت زوجتي وذهبت لأسأل عنه فوجدتها لا زالت جالسة في غرفة انتظار النساء ولم تعرض على الطبيبة بعد فحسدت زوجتي على تصبرها الذي استمدته من صبرها على العيش زوجها المشاكس ( أنا ) . معقول ! سمعتك ، طبعا معقول فنحن في مستشفى عربي . بعد متابعة الأمر مع قسم التسجيل تبين أن مندوب مبيعات أدوية كان في اجتماع مع الطبيبة . وإلى حيث ألقت بالمرضى .
قدمت شكوى خطية لإدارة المستشفى . وللأمانة ، بعد أسبوعين فوجئت برد المدير الإداري للمستشفى عبر مهاتفتي باعتذار شديد وتشجيعي على تقديم أي شكوى لان إدارة المستشفى اعتبرت شكواي نوع من تحسين الخدمة للعميل وتمنى علي لو أن كل العملاء مثلي وأوضح لي أن الإدارة أصدرت سابقا تعميم بمنع مقابلة مندوبي المبيعات أثناء ساعات الدوام ولسوف يقوم بإصدار تعميم إضافي بهذا الخصوص.
وبعد البحث عن سلوك المستشفى الحضاري اكتشفت أن المدير الإداري الذي اتصل بي هو احد المساهمين في رأس مال المستشفى وانه يحمل شهادة دكتوراه في إدارة المستشفيات من بريطانيا . يعني أن الصورة ليست قاتمة كما نعتقد . ابتسم .

editor@grenc.com

ليست هناك تعليقات: