الأحد، مارس 11، 2007

أبناء الرجل المريض


حسن عبد الرزاق

دروب

عربة من عربات قطار متوقف.ثلاثة اخوة مع والدهم العجوز .العجوز مستسلم للهجوم القاسي الذي يشنه المرض عليه. في الخارج ليل يشوبه ضوء ضعيف .. واصوات قطارات متناوبة يتصاعد منها ايقاع السفر الليلي باوقات متباعدة. الاخوة : اعمى وابله … والسليم ثمل.
الاعمى :هل سننتظر الى يوم القيامة؟

الابله : ( يضحك برعونة) قيامة .. قيامة .. ها ها ها .

الاعمى : لم اطلق نكتة ايها الحيوان . انا اسال بجد.

الابله: جد .. جد .. ها ها ها.

الاعمى : منذ خمس ساعات ننتظر والقطار لم يتحرك من مكانه . متى يغادر سكونه.الثمل: كفى زعيقا ايها الاعمى . انك تخربش نشوة نومي بصوتك المزعج.

الاعمى: انزل الى ناظر المحطة واستطلع السبب.

الثمل: سيغادر عن قريب. دعنى استانف نومي.

الاعمى: (للابله) لقد ياست من اخيك هذا فانزل وعد لنا بالخبر.

الابله: خبر .. خبر .. ها ها ها.
( يسود صمت طويل يتخلله شخير الثمل وتاوهات الاب وضحك الابله)
الاعمى: هل تعطل القطار ام ان سائقه مضى الى فراش زوجته وتركنا؟

الثمل : ايها المهذار لماذا لاتقتل الانتظار بالنوم؟

الاعمى : لم آت الى هنا من اجل النوم بل من اجل السفر.

الابله: سفر .. سفر .. ها ها ها.الاعمى : لقد طلع الفجر ولم نتحرك . انني اسمع اصواته الان.

الثمل: (ينتبه ويحدق في النافذة) فعلا .. طلع الصباح ونحن في المحطة.( يتفرس من خلال النافذة) ماهذا؟

الاعمى: ماذا؟

الثمل : (للابله) انظر.

الابله: نظر.. نظر ..ها ها ها.

الاعمى: ايها السكير قل لي مالذي حصل؟

الثمل : المحطة خالية ايها الاعمى.( يمضي الى باب العربة .. يحدق في الخارج .. ويطلق صوتا مليئا بالخيبة)ماهذا؟

الاعمى: مالذي حصل؟

الثمل: (يخاطب الاب) ابي كيف انت الان ؟ (يحركه فيجده في النزع الاخير) يا للغباء . سوف نخسره الى الابد . الساعات التي تبقت لا تساعدنا في الوصول الى مستشفى المدينة . ان نبضه ماض الى التوقف.

الاعمى: قل لي ما الذي حصل.

الابله: الكل سافروا الا نحن . مازلنا في محطتنا الريفية. لم نصعد القطار المقصود . لقد صعدنا قطارا لا ماكنة فيه.( يضحك الابله. يتذمر الاعمى. يبرر الثمل. ويطلق الاب زفرة ياس خافتة)
( ستار)

ليست هناك تعليقات: