الأحد، فبراير 28، 2010

وتتساءَلينَ.. بأيَّةِ لعْنةٍ قُتِلْ

ناظم حسون



قلتُ:
أَلا فاغْفِري لِطَيْشِ مُدْمِنِكِ
وتَرَفّقي بِعبْدِكِ المُؤمنِ
قُلْتِ:
هنيئًا لنا ذنوبُ ليْلِنا الثَّمِلِ
هنيئًا لنا صلاةُ فَجْرِنا المَسفوكِ
وأنفاسُ خطيئةٍ تَهُزُّ جِذْعَيْنا حُبًّا
ونتساقطُ أعنابَ مَسَرَّة

مُذْ ذُقْتُ نبْضَ قدَري..
ذُبْتُ في لُجَّةِ الخَطايا
هِمْتُ في خَمائِلِ وَصْلِكِ
تَنْتَشِلُني مِن نِداءاتِ لهيبِ الاشتياقِ
وما زال نايُ مَسائي يَعزفُ احتواءَكِ..
مُناجِيًا القمرَ

كأسي الهوْجاءُ تتوَهَّجُ بِغِوايَةِ ريحٍ
تُضيءُ غُيومَ السّاقية
تَسْتَثيرُ قُدومَ عاصفة
أنا.. بَعْثرَني أَرَقُ الهَذَيانِ
وامتطيتُ بأوهامي المثقوبةِ صهوةَ دمْعةٍ
تائهًا في سراديبِ شَعرِكِ اللّيْليِّ




كانَ بينَنا موعِدٌ مُخمَلِيٌّ.. وعطرُ عناق
يُضيءُ شموعَ القُبَلِ
يُنيرُ ليلَ حانَتِنا الحمراءَ...
يَسْفَحُ روحَيْنا في نشوةِ احتفالٍ

كأسِيَ الهوجاءَ امْلئيها مَواقيتَ حُبٍّ
أجيجَ لَيْلٍ
كم وَمَضْتُ فرَحًا!!
إذ أبْرَقَ طيفُكِ في سَماءِ تَرَقُّبي...
بجدائِلِهِ الخجلى يُكبِّلُني
بعيونٍ فاتنةٍ يسْبيني
بابتسامةٍ موسيقيّةٍ
تختالُ على ثَغْرِكِ القيثار
تَعزِفُني

كم أسْدَلْتِ ستائرَ أنفاسِكِ العَطِرَةِ
تراتيلَ جَمْرٍ تَفوحُ بنبيذِ الكلامِ
وتلذّذْتُ بشرابٍ بَرِّيٍّ... بلونِ شِعرِكِ
وَجْدُ أناملي تَشابَكَ في دَلالِكِ الجامح
يتعثّرُ بينَ قُيودِ مِعطفِكِ الشّقِيِّ
وأزقَّةٍ عاريةٍ تُطيحُ بزنّارٍ وثيابٍ
وتَفيضُ عصافيرُكِ زقزقةً على الصّدرِ
يَشُدُّنا للهاويةِ الحنينُ
ويتوهُ بنا اللّيلُ

كم هزّني الحنينُ لأهفُوَ إليكِ
أستنزفُ لذّتَكِ وتستنزفينَ آهاتي
تَهْدأُ ثورةُ أشواقِنا
وما انطفأَ بَعْدُ لهيبٌ يَتلظّى

ومَضَيْتِ في اختزالي
ذئابُ ليلٍ ترصّدَتْ ملامحَ تاريخي
تناثَرَتْ أشعارُ جنوني
في ثَغْرِ الكأسِ
مضيْتِ.. واختنقَ حُلمي بطلاسمِ هجْرِكِ
يسكُبُ الآهاتِ في فجواتِ ضياعي
وطيفُكِ الآسرُ ما زالَ....
يُضَلِّلُ شهيدَ حُبِّكِ والكأسِ
وتتساءَلينَ: بأيَّةِ لعنةٍ قُتِلْ!؟


ليست هناك تعليقات: