نعمان إسماعيل عبد القادر
كأنَّ الرّوح تحلّق في أجواء البيت المعبّأة بالحزن، كأنها لم يكن في مقدورها مفارقة مكانٍ أَلِفَتْهُ وعاشت فيه مدّةً من الزمن، كما تفارق الأرواح الأخرى عالم الأحياء وتعود إلى المكان الذي أخرجها منها بارئها أوّل مرّة.. والبيت لم يبق فيه مَنْ يَتَنَفَّسُ غير امرأة وثلاثة أطفال لم تَحِنْ بعد الذكرى الخامسة لولادة أكبرهم. لبست ثوب الحداد. وبقيت الأحزان تلازمها حتّى جعلت منها جسدًا لا يشتهي الطعام إلا في فتراتٍ متباعدةٍ. إحساسها بالوحدة راح يداهمها في كلّ وقت واستمرّ يحوم في حيّز تفكيرها الضيّق. إعالة الأسرة الصغيرة أمرٌ صعبٌ أقلقها كثيرًا. تتذكّر الماضي تارةً وتتذكّر المخفيَّ تارةً أخرى. كلّما نظرتْ إلى عينيه وأمعنتِ النظر في صورته المعلّقة على الحائط، أجهشت بالبكاء. وكلّما تذكّرتْ مداعبته لأطفاله تفتَّقَ قلبها المكسور وندبت حظًّا بائسًا انتابها دون النساء جميعًا..
ثمة صغيران نائمان في الغرفة اليمنى، أما ثالثهما فقد رافق خاله إلى بيته، حينَ انتهتْ زيارته الرسميّةَ ظهر ذلك اليوم. كانت تغسل الأواني في المطبخ الذي اعتادت أن تعدّ الطعام للمرحوم في نفس ساعة عودته من عمله، فإذا إحساسٌ غريبٌ ينتابها.. أحسَّتْ بشيءٍ ما في داخل البيت يلاحقها بنظراته ويرصد كلّ حركةٍ من حركاتها، كأنه يمدّ يده محاولاً لمس يدها أو خصلةً من شعرها. حرارةٌ غريبةٌ تجتاح ظاهر يدها اليمنى.. ثم تشعر بهواءٍ باردٍ يلامس شعرها الطويل فيذكّرها بأنفاسه حين كان يقرّب وجهه منها مودّعًا لها قبل خروجه إلى العمل.. استدارت في عجلةٍ والتفتت في زوايا المطبخ لكنّها لم تجد شيئًا. نفختْ في صدرها وسمّتِ الله ثم استعاذت من الشيطان الرجيم.. فتحت النافذة ونظرت منها فإذا هرةٌ تموء قرب شجرة الليمون التي زرعها زوجها قبل رحيله بشهر. وأوجستْ في نفسها خيفةً.. هرولت.. تناولت جوّالها، وضغطت على أزراره في عجلةٍ ثمَّ أخذتْ تخاطب أخاها لاهثةً:
- أخي خالد! أرجو أن تأتي إليّ حالاً وبسرعة! وأن تحضر معك "مراد".
- ما الأمر يا أختاه؟!
- أرجوك! لا وقت لديّ للكلام.. تعال بسرعة ولا تتأخر.
- حسنًا سأكون عندك في ظرف عشر دقائق.
راحت تصغي لآيات من الذكر الحكيم تُقرأُ بصوت عذبٍ مؤَثِّرٍ عبر إذاعة القرآن الكريم، أحست من خلالها براحة في النفس وباطمئنانٍ يلفُّ قلبها وشرعت في فصل أوراق الملوخية المكدّسةِ على الطاولة عن عروقها، لكنّها ما زالت مقبوضة النفس وتتحرك بكامل اليقظة وهي ترهف السمع لتسترقَّه فتعرف ما يحدث من تغيُّرٍ في أجواء البيت.
قال لها خالدٌ وهو يعدّل من جلسته:
- يبدو أن خيالك قد ساقك بعيدًا يا "فاتن"، ربّما لأنك تعيشين وحدك وتكثرين من التفكير في المرحوم ..
قطّبت حاجبيها واستمرت في فصل الملوخية عن سيقانها ثمّ أجابت في اشمئزازٍ:
- لا .. أنا لا أتخيل وليس للأحلام مكان في وجودي، كلّ ما رأيته كان حقيقةً. هذا البيت أصبح مسكنًا للأرواح بعد رحيل زوجي ولا أستطيع البقاء فيه دقيقةً واحدةً. ولو كان الأمر مثلما تقول لما وجدتُ الغرفة بعد عودتي من زيارتكم مضاءةً والكتاب مفتوحًا وصورتي ببدلة الزفاف ملقاة على الأرض.
- ما رأيك في إبلاغ حمويك بالأمر، فقط من باب المجاملة ومنها قد نفتح بابًا للتصالح معهما..
هزّت ساق الملوخية المفصولة عنه نصف أوراقه وقالت بغضبٍ:
- بماذا تجاملهما؟! هل يستحقّان المجاملة فعلاً؟ لا، لا.. أنا لا أطيقهما ولا يطيقانني. أنا لا أستطيع العيش في هذا البيت..
ثمة توتر خانق يقبضها. لم تتمكن من أخذ جرعة واحدة من النوم. صحيح أن العينين مطبقتان لكنَّ الأذنين تترقبان أمرًا قريب وقوعه. انهمكتْ تفكر في قضايا الميراث والخلاف مع حماها الذي قد يصل إلى أروقة المحاكم الشرعية ثم ينتقل منها إلى المحاكم المدنيّة وأسلوب حديثه القاسي وكلماته البذيئة التي سمعتها منه أكثر من مرّة ثمَّ أبحر بها خيالها في بحر الماضي وراحت تتذكر زوجها المرحوم وابتسامته العذبة حين تعرّف عليها أوّل مرّة أثناء مشاهدتها في أحد المحالّ التجاريّة الواقعة في غرب المدينة فكان تبادل للنظرات وتقاسم للمشاعر.. لكن سرعان ما انقطع المشهد لمّا أحسّت بكابوسٍ مفاجئ غريب يقترب منها ويُحْكِمْ قبضته على عنقها ضاغطًا بأصابعه حتى شعرت باختناقٍ سرعان ما انتفضت لتتخلص منه فجلست في سريرها لاهثةً وهي تسمّي الله وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. أخذت جرعةً من كأس ماء كان بجانب سريرها. فتحت المصحف وقرأت منه سورة يس ثمّ تحوّلت إلى سورة الفاتحة..
رائحة بخور "أم خالد" القوية انتشرت في جميع زوايا البيت وأوشك الأطفال على الاختناق منها قبل أن يتناولوا طعام فطورهم لولا أنها فتحت بعض النوافذ لتخفف من وطأتها. قرأتْ أورادًا حصلت عليها مكتوبةً من والدِ كِنَّتِها الشيخ "جابر" لتكون حرزًا حصينًا ودعت ربها أن يحفظها وبيتها وأولادها من كل عين ضارة ومن كل نفس شريرة وأن يكفيها شر البلاء. الأوراد عينها كانت آنذاك وكأن شيئًا لم يكن بعدها في تلك الليلة. حركاتها الطبيعية أخذت تتناغم مع كلمات أمها- "أم خالد"، واطمئنانها صار يتعاظم مع سماع صوت والدتها المهدئ للأعصاب. واستحالت الحال من قلق إلى راحة واطمئنان.
قال لها كبير العرّافين من ذوي الأسعار المحددة: "ربما صادفتْ تلك الليلة ذكرى ولادة المرحوم حيث تعسّرتْ يومئذٍ الولادة وعانى المولود وأمه معاناة شديدة استمرت أكثر من اثنتي عشرة ساعة وتركت تلك الحالة جرحًا عميقًا في الروح لم يتخلص منه طوال حياته ولهذا فإن روحه الطاهرة لن تستقر إلا بعد أن تجد جسدًا تتقمَّصُهُ وتُولَدُ معهُ من جديد. وقد تكون حماتُها قد حجبتْ لها حجابًا أثار الروح فأغضبها، هذا ولا يمكن التخلص منه بسهولة، ومعالجته تحتاج عدة جلسات متواصلة، وربما تكون قد أخفته في مكان لا يعثر عليه إلا من يتواصل مع عالم الجن والأرواح"..
تساوى عندها الليل مع النهار منذ الزيارة الثانية لكبير العرَافين وبعد أن أخلت بيتًا ممتلئًا بالأرواح كما أوصاها، وراحت تطالب حقّها فيه وفي الميراث عبر المحاكم المدنيّة ثمّ تفرّغت للبحث عن عمل يناسبها وتجمّلت بالصبر.. المنشود صار مفقودًا والموجود صار مكروها فلا عمل يورث ولا أحد يعيل أطفالها. قال لها أخوها ساخرًا يومًا حين تذمّرت في حديثها من قلّة الموارد وصعوبة العيش:
- " من كان منكم بلا عملٍ فليبحث له عن عمل.. ومن كان مريضًا أو على سفرٍ فقد عافاه الله من العمل".
إذا كان هذا مزاحُ مازحٍ فتلك هي أحزان أرملة.. لا يمكن لها أن تكون عبئًا على أحد. أو ألعوبةً بيد البشر.. والكلّ من البشر. السكن بالأجرة خير من مجاملات الآخرين حتى لو كانوا من أقرب المقربين. فليكن استقلالاً دون انقطاع وتحمُّلاً دون انكفاء. فقد تستطيع العيش حاليًا بالمخصصات التي تحصل عليها من مؤسسة التأمين الوطني مع قلَّتِها دونَ أن تمدّ يدها لأحد. ولمّا لم تكن لتتوقع أنَّه آخر من يتنكّر لها ولو في قلبه من دون لسانه، فقد انفجرت باكيةً كمن فُتح جرحه الذي لم يلتئم بعد. تذكّرت طيف زوجها "المرحوم" وتذكّرت صورته وهو مسجى بعد غسله وتكفينه.. ألا يستطيع أحد الآن تحمّلها وأولادها؟ يكفيها أنها أصبحت أرملة. والمزاح أحيانًا تعبيرٌ عمّا يدور في خاطر النفس البشريّة. هذا هو قرارها وعزّة النفس لا تسمح لها بالتراجع عن قرارها مهما حاول البعض إقناعها.
البيت لا يبعد كثيرًا عن الحارة التي يسكنها الأهل لكنّ العمل الجديد الذي بدأته أسبوعًا بعد نشر الإعلان في الجريدة وإجراء المقابلة مع صاحبه، بعيدٌ جدًّا. عرض البضاعة، إقناعٌ الزبائن، إحضارُ المطلوب من المخزن، مراقبة النشّالين، مرافقة الأشخاص ومساعدتهم، وترتيب البضاعة على الرفوف هذه جميع الأعمال التي يتطلب منها في "بوتيك سميراميس". واشترط عليها صاحبه "إبراهيم" ألا تأخذ ثمن البضاعة من الزبون، وما عليها سوى توجيهه إلى الزاوية حيث يجلس وراء طاولة عليها آلة حسابية ودفعه المال له مباشرةً. وأن تعمل كلّ يوم ما بين ثماني إلى عشر ساعات يوميًا وتعطّل يومي الجمعة والأحد من كلّ أسبوع. وتقتضي مقابل كلّ هذا راتبًا متواضعًا لا يزيد عن أجر الحدّ الأدنى الذي حددته الحكومة في الفاتح من كل شهر.
ألحّ عليها البعض أن تتخلى عن فكرة هذا العمل خصوصًا مع رجال غرباء في المتاجر الخاصة حتّى تبتعد عن الشبهات ثم كي تتفرغ لتربية أطفالها تربية سليمةً ولا تتركهم يتشتتون هنا وهناك، لكنّها أصرّت على ذلك متذرعةً أنها لا تريد منّةً من أحد وكرامتها لا تسمح لها بطلب المساعدة من أحد.
كان حين يخلو المكان من الزبائن، يحمل صحيفة عبرية يومية ويتظاهر بقراءتها فيتتبع بحدقتيه من خلفها جسدها المكتنز الشهيّ دون أن تحسّها.. نظراته الخفيّة إلى قدّها الميّاس تحمل صدى داخليًّا مثيرًا.. وإذا التفتتْ إليه فجأة تظاهر بالانشغال في تصفّح الجريدة وتقليب صفحاتها والتدقيق في عناوينها وتفاصيلها. صار معها أشدّ من النسر من عليائه إلى فريسته لهفةً حين أدرك تمام الإدراك حاجتها الشديدة للمال، فصار يعاملها كمن يعامل طفله المدلل.. وما انفك يشعر أنه ليس من العدل أن تضيع لتصبح ملكًا خاصًا لغيره.
كان أنانيًّا في طبعه ويرى في الأنانيّة سلعة قيِّمة لا تُساوم عليها الأنفس في عصر يأكل فيه القوي الضعيف، وفقد عار الأنانيّة منذ أن تخلّى عنه أصحابه لمّا وقع في ضائقةٍ ماليّةٍ اضطر فيها أن يوصل الليل بالنهار وهو يعمل حتّى خرج منها سريعًا. وأنانيته هذه أفقدته السهر معهم في "مقهى السحَر" أيام الجمع وتدخين نارجيلة مسكرةٍ وهو يصغي لسماع المغنّي طربًا لشتّى مطربي الغناء العربي وهم يتمايلون مع نغمات الموسيقى.. علّمته الحياة حُسن استغلال الفرص وعدم تفويتها. لذا فإن البضاعة التي تُعرض عليه آناء الليل وتدرّ عليه ربحًا كبيرًا أطراف النهار لم يكن في وسعه الاستغناء عنها ويسارع في دفع ثمنها عدًّا ونقدًا قبل تسليمها.
بقي على انصرام الشهر السابع أسبوع واحد.. وآخر زبونٍ استلم سلعته مغلفة في ورقٍ سوليفان بناءً على طلبه لتكون هدية لخطيبته كما يقول. شكر وودّع وانصرف.. تقدّمت منه طالبةً أن يأذن لها بالرحيل فطلب منها التريث قليلاً.. أخرج من الدرج بعضًا من الأوراق النقديّة ثمّ تقدّم منها وطلب أن تأخذها سلفةً لتدبر شؤونها.. ولمّا تناولتها أمسك بيدها فضمّها إلى صدره وعاجلها بلثمة ساخنة في خدّها بنيّة مبيّتة.
ما بعد هذه الحادثة ازدحمت أفكارها ارتيابًا ولم تجد لها منفذًا للتخلّص منها. أفكار حبلى تنطق بمشاعر الحزن مرةً، مفعمة بأحاسيس أنثويّة مرةً أخرى، ملأى بروح الغضب والدهشة من جرأته ووقاحته، في كنف الصمت الذي أطبق على البيت بعد أن غرق أطفالها في بحر النوم.. تتساءل أحيانًا عن دوافع تصرفٍ كهذا، وعن سبب ضعفها واستسلامها له وفشلها في الاندفاع بسرعة نحو الباب فتنطلق منه هاربةً. ثُمَّ أين وفاؤها لزوجها المرحوم؟ أيطردها من العمل ويخصم عنها الراتب كلّه إذا تغيّبت أكثر من ثلاثة أيام كما اتفقا أول مرة؟ هل تترك العمل وترجع إلى أهلها فتوّفر على نفسها التعب وثمن أجرة البيت.. أي تصرّف يكون لو عرف أخواها بذلك؟ لا لا.. لا يمكن إخبارهما حتى لا يجتمع الشرّ والشيطان في آن واحد فيقدما على ما لا تحمد عقباه.
مرّ على غيابها خمسة أيام دون أن تترك خبرًا. أخبارها انقطعت والخوف والقلق استبدّا به.. أي تسرعٍ هذا كان من جانبه؟ تصرّفٌ غير حكيمٍ.. صحيح أنَّ النيّة كانت من دافع الاختبار لكنّه اعترف أنّ الوقت لم يكن مهيّأً للاختبار.. غيابها مؤشر واضحٌ على أن العواقب لن تكون سليمةً.. منذ اليوم عليه أن يكبح جماح رغباته.. ولكن ماذا ينفع الندم لو أن أحدهم جاءه غاضبًا وانهال عليه ضربًا بعصاه وأُصيب بجروحٍ بالغةٍ أفقدته وعيه؟
كان الصباحُ.. فَتَحَ باب محلّه كعادته وشرع يرتب البضاعة المبعثرة على الرفوف الزجاجيّة.. جلسَ للاستراحة بعد ساعةٍ وأخذ يتصفح الجريدة ويقرأ عناوينها المكتوبة بالخطّ العريض، وإذا بها تدخل عليه وعلى كتفها الأيمن حقيبتها فألقت عليه تحيّة الصباح وكأن شيئًا لم يحدث.. ردّ التحيّة وهو مكسوفٌ لا يجرؤ على النظر إليها مخسوفٌ لا يستطيع محادثتها في أمور أخرى خارجة عن نطاق العمل. ظلّ يومها إذا طلب منها أمرًا حكّ شعره بأطراف أصابعه أو فَرَكَ عينه اليمنى بيمناه حياءً من فعلته. لكنَّ عودتها هذه خلقتْ في نفسه شيئًا من الراحة.. وهي دليلٌ واضح على أنها لم تحدّث أحدًا من أهلها. وظلّت تعمل طوال النهار في صمت. قال لها عصر ذلك اليوم:
- أقدّم اعتذاري الكامل على مضايقتك وما بدر منّي. لم أكن أقصد الإساءة لك. أعدك أن لا أكرر الأمر مرّة أخرى.. كان الشيطان ملعونًا أينما تواجد.. هذه كانت وسوسة من شيطانٍ مخادعٍ غدر بي دون أن أدري واستغفلني من حيث لا أدري.. من منا لا يخطئ.. ألم يقل المسيح من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر.
الحذر من جانبها ظلَّ مرهونًا بالصمت وانعدام تبادل الحديث معه في أمور لا تختص بالعمل. وظنَ من جانبه الاختبار ناجحًا. رغم أن المزاح بينهما كاد ينقطع إلا أنّ النساء أهون من بيت العنكبوت. ألم ينجح مع غيرها من قبل؟ ومثلها بحاجة إلى رجل أي رجل.. فلماذا لا ويغريها بالمال الذي هي أحوج من غيرها له؟ مرّ على المحاولة الأولى أكثر من شهر دون أن يحدث شيء.. ألم يأنِ له أن يحاول مرّةً أخرى؟
كانت في عملها ترتب أصناف الملابس في المخزن العلويَّ كلّ حسب مقاسه ونوعه، مثلما طلب منها. أقفل الباب وصعد إليها يحمل الراتب مغلّفًا بغلاف من الورق.. تقدّم منها وأخبرها أنه ضاعف أجرها لأنها تستحق كلّ هذا وبجدارة.. ناولها المغلف وضمّها وأخذ بتقبيلها لكنّها رغم دفعها له لم تستطع المقاومة أمام رجلٍ أضخم منها يحاول النيل منها. ظلّ يحاول تجريدها واستمرّت في مقاومتها حتى وصلت يدها إلى حقيبتها. تناولت منها سكينًا حادًا كانت تخبئه فيها، غرزته في جميع أنحاء جسده عدّة مرات فسقط على الأرض وهو يشخر مثل شخير الثور المذبوح..
naamankq@yahoo.com
(كفر قاسم)
الجمعة، فبراير 19، 2010
وسوسة من الشيطان
Labels:
نعمان عبد القادر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق