الثلاثاء، سبتمبر 22، 2009

تعرية العري

عـادل عطيـة

adelattiaeg@yahoo.com

دُعيت لحضور صلاة إكليل . وهناك أعرب الكاهن عن امتنانه وتقديره للعروس ؛ التي ارتدت فستاناً منسوجاً بالاناقة والحشمة ، متمنياً لو أن كل عروس ، وكل وصيفة ، وكل فتاة ، حذون حذوها ، وتمثلن بها ؛ احتراماً لسر الزيجة المقدس !

وعندما انتقلت إلى قاعة الافراح ، التي لا تبعد كثيراً عن الكنيسة ، فوجئت بالعروس ، وقد خلعت عنها قطعة علوية من فستانها !

وقد اندهشت ؛ لأن العروس ، لم تستفد من تقدير الكاهن لها ، وانها انتهزت أول فرصة خارج الكنيسة ؛ لتكمّل سهرتها بعري تلمسه العيون !

انه مشهد من بعض المشاهد ، التي يتمنى المرء عند الارتطام بها لو أنـه لم يكن مبصراً أصلاً ؛ لكي لا يعاني وطأة التعرض لكل هذا الشعور بالتقزز والغثيان الذي يصيبه عند الابتلاء بتجربة التعايش مع فكرة أن هناك من يحافظ على امتعته ، وعلى اشيائه الثمينة أكثر من محافظته على جسده ، الذي هو هيكل الله !

وتساءلت : لماذا العري على هذا النحو ؟!..

هل هو الرد الردئ على الحجاب ؟ ..

أم تريد العروس أن تكون نجمة الاغراء ؛ فتغالي في تزكية جسدها ؛ ليكون هو الجسد المؤمثل لجذب عيون الآخرين ؟..

لقد نجح الشيطان في تطبيق خطة التعرية على المرأة القبطية ، التي ثمنها يفوق اللآلئ ، فعرّى وجهها الجميل ، بأن مدد عليه المكياج الصارخ في برية الرجال ، ونزع عنها ثيابها ، وعرض جسمها العاري في كل مكان حتى في محضر الله ؛ لتصبح شراكاً لعيون الناظرين ، وعثرة مميتة لهم !

فيا كل عروس ، وكل وصيفة ، وكل فتاة ، اعرضن عن تماثيل الأزياء الفاضحة والمثيرة ، ولا تتجشمن العناء بارتداء ملابس تجعلكن منظراً يتفرّس فيه الجميع ، فاذا وجدتن انفسكن متخلفات عن الموضة ، فلا يجب أن تغيّرن ملابسكن لتتشبهن بالعالم ، وانما اظهرن استقلالاً شريفاً وشجاعة أدبية بالاصرار على الصواب ، حتى وان اختلف عنكن العالم أجمع ، فأرتداء ملابس مماثلة لأهل العالم لن تضيف قيمة لتأثيركن !

ان خضعتن لمتطلبات الانجيل من حيث مظهركن المتسم بالاناقة والحشمة والنقاوة من كل وجه ، فالاهتداء القلبي الحقيقي يجري تغيرات عجيبة في المظهر الخارجي ، ففي كل شئ ينبغي أن تكونن ممثلات للمسيح !

ليست هناك تعليقات: