الاثنين، أبريل 30، 2007

صباح بدون فنجان قهوة

بقلم : يوسف فضل
مسرحية من فصل واحد
اعتاد الدكتور فاروق القادم من بلاد كشمير ويحمل الجنسية الهندية والذي يشاركني موقع العمل في الشركة منذ أكثر من عشرة سنوات أن يزورني في مكتبي كلما توفر أو وفر أو وفرت له وقت محاولا أن يرفع ضغطي وديا ً إما بالادعاء بتقديم طلبات خاصة بمجال عمله الطبي ويعرف أنني لن أؤخر شراءها له أو أن يقدم لي نكته صباحية عن العرب مرثيا لحالهم لكنه شديد الاعتزاز بالإسلام الذي يفهمه . وهذا اليوم زارني في مكتبي وملامح وجهه ترسم تضاريس الإرهاق وهو يقول :
د. فاروق : هل أبدأ كلامي بصباح الخير .
يوسف : لماذا تكلف نفسك ما لا تطيق .
د. فاروق : إذا صباح الخير .
يوسف : ولم لا .
د. فاروق : أهذا الرد الطبيعي ؟
يوسف: أنه الرد المنطقي لصباح غير اعتيادي منك ومعك .
د. فاروق : أعدت لي بعضا من قواي العقلية .
يوسف : لا تذكر أفضالي ودع عنك المجاملات إننا في مكان عمل.
د.فاروق : لا تذكرني بالأخبار السيئة .
يوسف : رجاء لا تتباكى أمامي .
د.فاروق : اعرف انه ليس وقت الدراما لك .
يوسف : جيد معرفتك ذلك .
د. فاروق : إذا لأدخل في صلب الموضوع . رجاء اطردني من العمل وأنا لك من الشاكرين .
يوسف : لماذا مرة أخرى وجع الرأس هذا يا دكتور .
د. فاروق : أنا لا اكسر الجليد بدعابة .
يوسف : ها ها ها .
د.فاروق : أحب ضحكتك الشريرة هذه .
يوسف : لعلي أطلقت الضحكة الخطأ . أنت لست بارعا في حل الاحجيات .
د. فاروق : هل أنا سيء لهذا الحد ؟
يوسف : بل أنت تمسد لي مشاعري الصباحية .
د.فاروق. إبدأ يومك بقليل من المرح . هل لديك خيار آخر ؟
يوسف : الخيارات مفتوحة .
د. فاروق : أعرف أنها كالمعتاد خيارات فلسطينية مفتوحة على لا شيء فقط انتم لا تحسنون غير اللعلعة (بله بله بله ) مهرجو سيرك !
يوسف : ماذا تعني بأنتم . أنا لست رجلا سياسيا .
د.فاروق : أنت مؤيد لرجال الساسة الفلسطينيين فأنت مشارك في السوء .
يوسف : لا أثق برجل السياسة حتى أؤيده ولولا ترفعي عن الشلل والتكتلات الفئوية الفلسطينية لما دأبت بطرحك علي تحية صباحك الندي لأكثر من عشر سنوات لكني تعلمت من حفاري القبور هؤلاء سياسة الهروب إلى الأمام . تبا لها من سياسة تعيسة .
د. فاروق : وقدري أنني ولدت لأجعلك تعيسا . . أصبحنا أثنين أنا وإسرائيل ضدك .
يوسف : فقط
د. فاروق : وكل الكرة الأرضية (والأخوة) عربكم أولا .
يوسف ( ملوحا بالقلم ): سأكتب عنك مقالا .
د. فاروق : القلم أمضى من السيف . هل تدفع لي الجُعْل ؟
يوسف : أنت من سيدفع الجُعالة لي لأنني سأثير أفضل ما عندك من ملكة الحديث .
د. فاروق : المطر لا يؤثر في المبلول . زوجتي في البيت وأنت هنا .
يوسف : أنت تعلم أنني لن أطردك .
د. فاروق : لماذا ؟ أنت المدير الإداري .
يوسف : أنت لا تغيظني بما فيه الكفاية .
د. فاروق : كم هذا مشرف لي . مع انك تقلل من قدري .
يوسف : لا أعتقد ذلك .
د. فاروق : لقد أحبطتني بأني لست مصدرا لأغاظتك أفلا أتوخى منك الخير بطردي ؟
يوسف : هذه فرصتي لأزيد من إحباطك .
د. فاروق : أطلق ما في جعبتك من أسهم التشفي .
يوسف : أنت الموظف المثالي الدائم والمحبوب كل شهر في الشركة .
د. فاروق : حطمت لي قلبي بعطفك .
يوسف : وأنا لست رجلا شريرا لأضع حدا لعذاباتك .
د. فاروق : أهذا انتقامك مني لأنني كلما وجدت وقتا جئت لأرفع لك ضغطك .
يوسف : ليست لدي القابلة لرفع الضغط .
د. فاروق : لماذا؟
يوسف : لأني اشعر بما يحيط بي دون تدخل مشاعري .
د. فاروق : أنت غير متفاعل مع الأحداث .
يوسف : بل متفاعل دون مبالغة .
د. فاروق : إننا نعيش بأجواء تفجر الشرايين ولا ترفع الضغط فقط .
يوسف : وهل رفعت ضغطي ؟
د. فاروق : بل تغيظني واخرج من عندك وعلى وجهي قناع من الثلج .
يوسف : أنا طبيبك النفسي مثلما أنت طبيب جسدي .
د. فاروق : ما رأيك لو أرسلت لك رسالة بريد اليكتروني تبعث في نفسك الكره لي .
يوسف : أولا إن رسالة البريد الاليكتروني سريعة والرد سيكون سريعا ويمكن أن اقرأها ويمكن أن لا اقرأها .
د. فاروق : صحيح ورسالة الايميل عادة ما تكون باردة .
يوسف : لكنها تمنحك الحرية في الكتابة بجرأة أكثر من الحديث .
د. فاروق : هذا تقييم صريح عن وقاحتي في اقتحام خصوصياتك .
يوسف : ما مشكلتك اليوم بجانب طالبك لي لطردك من العمل ؟
د. فاروق :لقد عملت طوال الليل وأنا في المستشفى .
يوسف : وما هو الشيء الجديد ؟
د. فاروق : لا تقل لي أنها طبيعة عملي .
يوسف : إذا ما هي طبيعة عملك ؟
د. فاروق : أن اعمل واجد المتعة في العمل .
يوسف : أحقا لا تجد المتعة في العمل ؟
د. فاروق : لهذا طلبت منك أن ترأف بي وتطردني من العمل .
يوسف : ومن أين آتي بدكتور فاروق كشميري آخر يزعجني في صباحي .
د. فاروق : اعتبرني زوجة وفارقتها .
يوسف : أتعني أنني مت ؟
د. فاروق : أعني طلقتها .
يوسف : أنت تصعب علي خياراتي .
د. فاروق : ألا يوجد طلاق .
يوسف : ما أكثر وأرخص حالات الطلاق هذه الأيام .
د. فاروق : صحيح !أصبح الرجل لا يتحمل زوجته أو هي لا تتحمله .
يوسف : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .
د. فاروق : ها ها أنت مصلح الكون . فكل رجل يريد زوجة إعلانات والمرأة تريد كما يريد الرجل وكما يريد د. فاروق وظيفة مفصلة على مزاجه .
يوسف : الكون مشوه بفعل الإنسان ويحتاج إلى عمليات تجميلية كثيرة .
د.فاروق : وهذه أمريكا تجري العمليات الجراحية المطلوبة .
يوسف : المطلوبة لها . وأمريكا فعل إنسان .لو وزعت أمريكا تكاليف عملياتها الجراحية العسكرية على شعوب الكره الأرضية لاحتلت عقولهم بدل أن تحتل أراضيهم . لكن أمريكا تصنع معروفا مع الإنسان الفقير بان تجبره على دخول الجنة ومعه بعض الأمريكان .
د. فاروق : وكيف ذلك ؟
يوسف : الحزام الناسف والسيارات المفخخة لأن أمريكا أصبحت مكروهة لدينا كما تحب هي .
د. فاروق : لكن يموت مسلمون أبرياء .
يوسف : أمريكا بخست حياة الأبرياء وهم أحياء فهل سيسأل الارهاب عنهم وهم أموات ؟ والإرهاب صناعة أمريكية كما صناعتها لمركبة تشالنجر .
د. فاروق : لقد فوضت أمريكا نفسها بالتفكير نيابة عن العالم فاستبدت لان رجل الكابوي يتصف بالسذاجة والوحشية .
يوسف : وحسه العاطفي معدوم .
د. فاروق : ويتقن العيش في مجتمع الجريمة المنظمة عالميا .
يوسف : يعني مجتمع الإرهاب ؟
د. فاروق : مصطلح الإرهاب يستخدم لنا وعندنا فقط .
يوسف : وعند أمريكا ؟
د. فاروق : طالما أمريكا قوية وإعلامها يغزونا ففلسفتها عش حرا وكن مفكرا .
يوسف : ما أجمل هذا الوجه الحضاري ؟
د. فاروق : وجه حضاري كاذب وأمريكا تتقن فن الكذب كما تتقن صناعة أدوات التجميل والموديلات المتجددة .
يوسف : ليلهونا بكل ما هو جديد لنا على انه من اكتشافنا .
د. فاروق : بل لأن ذهنيتنا جافة مثل صحارينا التي تحتاج لسقايتها بالكذب .
يوسف : كل الدول تكذب لأن الكذب عمله تاريخية قديمة .
د. فاروق : نحن بحاجة إلى إعادته قراءة التاريخ بطريقة نقدية بعيدة عن الانتقاء والتنميق .
يوسف : إذا كان التاريخ الذي نعيشه حاضرا يكتب بالكذب فما بالك بالماضي . ألم يقل برناند شو :" أن التاريخ أكبر كاتب كذاب ".
د. فاروق : المشكلة أن التاريخ لا يموت . ولا نأخذ منه إلا ما يصلت الضوء على الجوانب الايجابية في حياتنا .
يوسف : حقا د. فاروق ما هي الأسباب التي دعتك لترك العمل ؟
د. فاروق : خروجي من العمل هو ثمن حريتي .
يوسف : هذا كلام جميل وكبير .
د. فاروق : أنا أتحدث عن مشكلتي .
يوسف : أنت جزء من المشكلة العامة . ألست مسلما ؟
د. فاروق : لا تزيد من حالة الشفقة التي أعيشها .
يوسف : والشعوب كيف تدفع ثمن حريتها .
د. فاروق : عندما تعرف كيف تخرج من عبوديتها .
يوسف : وأنت لماذا لا تخرج من العبودية ؟
د. فاروق : أنا أكتب روشيتة الخلاص وعلى الآخرين صرفها .
يوسف : أراك تفلسف الهزيمة .
د. فاروق : لست بأذكى من العربي .
يوسف : إذن ادفع ثمن حريتك بيدك .
د. فاروق : أريد أن أكون مديرا لنفسي وحياتي لكن لا تتوفر الجرأة الكافية لأقوم بذلك .
يوسف : وجئت إلي لأوفر لك جرعة قوية من الجرأة .؟
د. فاروق : إن طردتني من العمل فلن أصاب بتأنيب الضمير .
يوسف : هل تعاني من شحنة زائدة في المال ؟
د.فاروق : المال لمثلي ومثلك ليس له فائدة ترجى منه .
يوسف : كيف ؟
د. فاروق : أنا كشميري وأنت فلسطيني .
يوسف :إذا ؟
د. فاروق : كلانا ليس لدية وطن ليموت فيه فلا حرية حتى في الموت بدون وطن .
يوسف : وهل نملك المال لنموت به ؟
د. فاروق : بل هو سلاح لشراء الموت .
يوسف : إن السلاح اليهودي متوفر لتحقيق مثل هذه الأمنية لي .
د. فاروق : اذكر الشيطان . والسلاح الهندي متوفر أكثر من عدد السكان ليقتلونا به .
يوسف : لكننا من بني آدم . لهذا يستهان بقيمة الإنسان .
د. فاروق : أضحكتني ! ألم يمت آدم من زمان .
يوسف : هل تعني أننا حلقة من طقوس استمرار الموت ؟
د. فاروق : الكشميري والفلسطيني وجرذان الانسانية المعذبة هم الملح والفلفل لحفلات واحتفالات الموت .
يوسف : أرأيت لسنا معدومي الفائدة فإننا نطيب نكهة الطعام السياسي .
د. فاروق : وجودنا مهم لعقد مؤتمرات إسلامية وعربية ودولية .
يوسف : أأدعو بإدامة هذه النعمة علينا ؟
د. فاروق : يا أخي لا ادري علامَ ولمن أنشر أوجاعي .
يوسف : هل فكرت بالهجرة إلى أمريكا ؟
د. فاروق : لا أحب أمريكا .
يوسف : ما رأيك بالدول الاسكندنافية ؟
د. فاروق : وهل ستقبل بنا الدول الاسكندنافية ؟
يوسف : طبعا لان كل منا سيهاجر مع عائلتة .
د. فاروق : عائلتي ترفض الهجرة إلى أي دولة أجنبية .
يوسف : لم اقصد العائلة الزوجة والأولاد .
د. فاروق : هل لديك عائلة سرية غير عائلتك الحالية ؟
يوسف : أقصد العائلة الحيوانية . وهي المفتاح السحري في الموضوع .
د. فاروق : أوضح !
يوسف : سأقدم طلب هجرة مبرر وهو أن قطتي السيامية السامية تعاني من الغربة والاكتئاب النفسي في البلاد العربية ورأفة بها فأنني متطوع في خدمتها ولن ترض بديلا عني خادما لها . وهذه حالة حيوانية يصعب رفضها من قبل دائرة الهجرة في أي دولة أجنبية . فكما ترى الاسباب فوق انسانية جدا .
د. فاروق : وأنا سآخذ كلب أو جرو وابدي نفس الأسباب .
يوسف : فكرت في حل لقضية فلسطين .
د. فاروق : معقول!
يوسف : لنكن واقعيين! لو انشأ الشعب الفلسطيني جمعيات لرعاية الحيوانات وقدموا التماسا لهيئة الأمم المتحدة بطلب النظر بعين الرأفة والرحمة لهذه الحيوانات التي تتعرض للعدوان الإسرائيلي . وان إسرائيل بعدوانها المستمر تحرم الشعب الفلسطيني من القيام بواجبة الإنساني برعاية هذه الحيوانات . وان عدم رفع الحصار المالي يعني حرمان الحيوانات من الطعام والشراب . برأيك ما الذي سيحدث ؟
د.فاروق : ستنسحب السفن الحربية من الخليج العربي لتقصف الشعب الفلسطيني وتلقنه درسا لن ينساه جراء اهمالة رعاية الحيوانات وعدم توفير الحماية لها لأنه مس قضايا استراتيجية مصيرية لعالم مزاجه كئيب .
يوسف : فعلا القوة تفرض الرأي والواقع المقلوب . كيف غاب عن بالي أن اهتمامات امريكا هي فقط إسرائيل والنفط .
د. فاروق : لو كان العرب أقوياء وباعوا بترولهم بكبسولات مثل كبسولات المضادات الحيوية لقال لهم العالم أن هذه طريقة اقتصادية رائدة يتوجب تبنيها من قبل وزراء دول النفط .
يوسف : للأسف العرب لا يملكون البترول إلا على صفحات الجرائد وعبر نشرات الأخبار .
د. فاروق : ولا يعرفوا حتى حماية أنفسهم ولا أقول الدفاع عن أشقائهم .
يوسف : هل أحضر لك مشروب ؟
د.فاروق : حان وقت ذهابي للنوم .
يوسف : ألم تعتد بعد على الأرق .
د. فاروق : مسببات الأرق للمسلم كثيرة .
يوسف : منها ؟
د. فاروق : حلمه أن يكون من البشر بالمعنى الحضاري .
يوسف : وإذا خلدت للنوم الساعة التاسعة صباحا فأي نوع من البشر تكون .
د. فاروق : لم يصل تفكيري بعد لهذا المستوى من التخمين لأنها الآن التاسعة ليلا لساعتي البيولوجية .
يوسف : هل تحب الشاي ؟
د. فاروق : لا أريد شرب الشاي .
يوسف : أاحضر لك قدحا من القهوة ؟
د. فاروق : مع السكر ؟
يوسف : أو بدون سكر .
د. فاروق : لا . شكرا . القهوة التركية تسبب لي القرحة .
يوسف : ما رأيك بكوب من القهوة الأمريكية .
د. فاروق : زودتني من النيكوتين بما فيه الكفاية .
يوسف : ألا ادفع لك ثمن كوب القهوة وتشربها في كوفي شوب لاحقا .
د. فاروق : هل تريد مني أن أغادر المكتب ؟
يوسف : لم اطلب منك ذلك .
د. فاروق : هذا ما ترمي إليه من وراء إلحاحك بإحضار المشروب إما لأصمت أو لأغادر . مع السلامة .
يوسف : دعني أشكرك .
د. فاروق : على ماذا؟
يوسف : حوارك المثير أخرجني من رتابة العمل .
د.فاروق : لم أكن ادري أن همومي مفيدة للآخرين ؟
يوسف : يفترض أن تكون همومنا المشتركة مثل الأواني المستطرقة توزع الشعور بالمعاناة بالتساوي .
د. فاروق : يفترض كما تقول .
يوسف : لماذا لا تنقل مكتبك عندي فمكتبي واسع كما تراه .
د. فاروق : أبعد هذا الحوار . سيجد احدنا سببا مباشرا لانتحاره ويلوم الآخر .
يوسف : لن نستبق أقدارنا فضلا أنني محب لنفسي وقانع بها .
د.فاروق : صدقت . سأنطلق إلى النوم وأتركك مع نفسك والعمل . لعلي أهنأ برقاد نهار كاملا .
يوسف : تعال وقع هنا .
د. فاروق : أوقع على ماذا؟
يوسف : أنني أخليت مسؤوليتي طرفك أي خرجت سليما معافى من مكتبي .
د.فاروق : هذا حرص زائد من طرفك .
يوسف : أريد أن اثبت لك أن همومك مفيدة للآخرين .
د. فاروق : يا ربي ! لقد غمرتني بمشاعرك الإنسانية .
يوسف : حسنا إلى لقاء آخر . أنت تعرف عنواني . عد لتبسط لي همومك .
د. فاروق (ملوحا بيده ): وكأنك لا تعاني من الهموم . أتركك في أمان الله .
يوسف (ساقيا ابتسامة مكتومة على فمه وكلماته منكسرة داخل نفسه) : هذا ما نحن بحاجة له . لكن من أين تأت الأيام الجميلة وكيف يأت أمان الله في عالم لا يستشعر إلا الأحاسيس العنصرية أم لا بد كما قال مظفر النواب " أن يحمل كل منا سفودية بيده " .

www.grenc.com
editor@grenc.com
nfys001@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: