زياد جيوسي
صباح آخر من صباحات رام الله الندية الناعمة
نهار يبدأ بلسعات الهواء الباردة في الصباح
القادمة من الغرب من هناك حيث البحر الذي نحلم به
بحر يافا وحيفا وعكا
البحر الرابض على أقدام الكرمل الجميل الشامخ نحو عنان السماء
بحر يافا ذكريات الأجداد وتاريخهم والشاهد على تجذرهم في الأرض
قبل قدوم الأعاصير السوداء لتقتلعهم من هناك وترميهم في صحراء المنافي والشتات
ومخيمات اللجوء في أنحاء العالم
صباح آخر إذن أصحو فيه لأعانق شروق الفجر
أترقب فيه إطلالة خيوط الشمس الذهبية
وهي تنزع عن المدينة سدل الليل وعباءته
محاولة أن تخترق الغيوم التي تتجمع وتتفرق
مسقطة رشات من أمطار نيسان الناعمة
ليبدأ نهار آخر وحلم متجددا وأمل لا ينتهي
الإيمان بالفجر القادم وصباح الفرح القادم
فقد طالت الغربة وطال الشتات
واشتاقت الأرض لزراعها
والبحر لمراكبه
والزيتون لقُطافه
والقمح لحُصاده
*****
صباح آخر وما زال الحصار مستمرا
وما زالت الأزمات متلاحقة
والصراعات قائمة
فبين عمليات قتل واجتياحات واعتقالات من قبل قوات الاحتلال
لم تتوقف حتى في غزة
إلى مقتل العديد في صراعات فصائلية لم تتوقف رغم الاتفاق
إلى صراعات سبق وأن حذرنا منها
صراع العائلات المسلحة في غزة والتي تتجدد بين الحين والآخر
فيسقط العديد على مذبح الجاهلية المعاصرة
داحس وغبراء متجددة وحروب بسوس أخرى
ونسمع عن الخطط الأمنية لوقف هذا الانفلات الذي يهدر دماءنا
فنسمع قرقعة ولا نرى طحنا
فحكومة الشراكة والمحاصصة متلهية بتقاسم المناصب والتعيينات الجديدة
فخرجنا من فساد تعيينات المحسوبيات السابق
إلى فساد التعيينات الحزبية اللاحق
إلى فساد تعيينات المشاركة الجديد
فقابلة تحمل الدبلوم تعين مديرة في وزارة لا علاقة لها لا بالقبالة ولا بالولادة
مسئولة عن مديرة تحمل الماجستير في تخصصها المطلوب
ومتسلق يرفع من درجة دنيا إلى درجة وكيل
وابنة قائد همام
تقفز في عدة سنوات من درجة مدير متدني إلى درجة وكيل متقدم
والذين قضوا حياتهم في النضال والتشرد لم يتزحزحوا خطوة واحدة في سلم الترقيات
رغم إقرار قانون الخدمة المدنية منذ سنوات
والذي يضمن حق الترقية كل عدة سنوات ضمن القانون
ولكن ما نراه لا علاقة له لا بالقانون ولا في المنطق
في الوقت الذي لا يجد المناضلون الذين قضوا حياتهم في النضال
وجرى إحالتهم إلى التقاعد
إلا فتات لا يكفل لهم لقمة العيش الكريم
بعد أن شطب تاريخهم النضالي بين المعارك والسجون والشتات
وكأن الكون لم يبدأ إلا من لحظة تشكيل السلطة على قاعدة اتفاق اوسلو
وما قبله فليس من تاريخنا ولا من عطاؤنا
فيا أيها السادة احذروا من القادم
فالظلم مهما طال لا يمكن أن يستمر
والعاصفة الهوجاء التي يمكن أن تهدم المعبد وتذروه مع الرياح
أرى نذرها في الأفق
فاحذروا
*****
صباح آخر ويوم آخر من أجندة العمر الذي أحيا خريفه
بالأمس اتيح لي حضور أوبرا الناي السحرية للموسيقار موزارت
قدمتها فرقة موسيقية بريطانية على مسرح القصبة ضمن إحياء ذكرى الموسيقار الكبير
ضمن حضور كبير لم يترك مقعدا واحدا فارغا في المسرح
مما حرمني من مقعدي الأثير المعتاد
بعد أن تأخرت بانتظار بطاقة دعوة في ظل فراغ الجيب
وامتلاء الروح لأمتع روحي بأوبرا
تروي قصة أسطورية جميلة عن الصراع بين الخير والشر
بين الحب والكراهية
بين الكذب والحقيقة
لتنتهي بالعزف والغناء لقيم الفضيلة والعدالة
فقضيت ساعتين في تحليق الموسيقى الرائعة الجميلة
التي تحمل الروح إلى فضاءات عالية ورحبة
وليس كما تدمر الموسيقى الصاخبة
وأغاني الفيديو كليب الحديثة نفوسنا وأرواحنا
بالصراخ والزعيق والفوضى
حيث لا جمال لحن ولا أداء ولا كلمات ولا معنى
إلا أجسادا تتقافز كالقرود وتتلوى كالأفاعي
ساعتين من الجمال والتحليق الروحي
جالت أفكاري فيها بعيدا
تخيلتك يا طيفي الذي يزداد بعدا معي
تجلسين بجانبي ونحلق سويا
أنا الوحيد في غربته وألمه
الجالس على محطة الانتظار يقضي خريف عمره
وحيدا إلا من ذكريات ماض وألم حاضر وحلم مستقبل
فما زال في العمر بقية لحلم جميل
رغم الصمت الكريه الذي يعم الروح والفضاء
فهل ينتصر الحب في النهاية
أقف لنافذتي
أحتسي كوبا من الشاي الساخن
استمع وحيدا لشدو فيروز
يا ربع لي في حماك الغض عشرة صبا
غنيت في واحتك ألحان حب وصبا
بنطر ينسم علينا من رياضك صبا
بذكر ملاهيك يا إلي العشب فيها ورد
بذكر غدير الهوى بيطيب منه وِرد
يا سالب القلب يا سالب القلب
اسمع معي نغني وِرد
وِرد لعيوننا النوم يلي القلب نحوك صبا
صباحكم أجمل
رام الله المحتلة 11\4\2007
صباح آخر من صباحات رام الله الندية الناعمة
نهار يبدأ بلسعات الهواء الباردة في الصباح
القادمة من الغرب من هناك حيث البحر الذي نحلم به
بحر يافا وحيفا وعكا
البحر الرابض على أقدام الكرمل الجميل الشامخ نحو عنان السماء
بحر يافا ذكريات الأجداد وتاريخهم والشاهد على تجذرهم في الأرض
قبل قدوم الأعاصير السوداء لتقتلعهم من هناك وترميهم في صحراء المنافي والشتات
ومخيمات اللجوء في أنحاء العالم
صباح آخر إذن أصحو فيه لأعانق شروق الفجر
أترقب فيه إطلالة خيوط الشمس الذهبية
وهي تنزع عن المدينة سدل الليل وعباءته
محاولة أن تخترق الغيوم التي تتجمع وتتفرق
مسقطة رشات من أمطار نيسان الناعمة
ليبدأ نهار آخر وحلم متجددا وأمل لا ينتهي
الإيمان بالفجر القادم وصباح الفرح القادم
فقد طالت الغربة وطال الشتات
واشتاقت الأرض لزراعها
والبحر لمراكبه
والزيتون لقُطافه
والقمح لحُصاده
*****
صباح آخر وما زال الحصار مستمرا
وما زالت الأزمات متلاحقة
والصراعات قائمة
فبين عمليات قتل واجتياحات واعتقالات من قبل قوات الاحتلال
لم تتوقف حتى في غزة
إلى مقتل العديد في صراعات فصائلية لم تتوقف رغم الاتفاق
إلى صراعات سبق وأن حذرنا منها
صراع العائلات المسلحة في غزة والتي تتجدد بين الحين والآخر
فيسقط العديد على مذبح الجاهلية المعاصرة
داحس وغبراء متجددة وحروب بسوس أخرى
ونسمع عن الخطط الأمنية لوقف هذا الانفلات الذي يهدر دماءنا
فنسمع قرقعة ولا نرى طحنا
فحكومة الشراكة والمحاصصة متلهية بتقاسم المناصب والتعيينات الجديدة
فخرجنا من فساد تعيينات المحسوبيات السابق
إلى فساد التعيينات الحزبية اللاحق
إلى فساد تعيينات المشاركة الجديد
فقابلة تحمل الدبلوم تعين مديرة في وزارة لا علاقة لها لا بالقبالة ولا بالولادة
مسئولة عن مديرة تحمل الماجستير في تخصصها المطلوب
ومتسلق يرفع من درجة دنيا إلى درجة وكيل
وابنة قائد همام
تقفز في عدة سنوات من درجة مدير متدني إلى درجة وكيل متقدم
والذين قضوا حياتهم في النضال والتشرد لم يتزحزحوا خطوة واحدة في سلم الترقيات
رغم إقرار قانون الخدمة المدنية منذ سنوات
والذي يضمن حق الترقية كل عدة سنوات ضمن القانون
ولكن ما نراه لا علاقة له لا بالقانون ولا في المنطق
في الوقت الذي لا يجد المناضلون الذين قضوا حياتهم في النضال
وجرى إحالتهم إلى التقاعد
إلا فتات لا يكفل لهم لقمة العيش الكريم
بعد أن شطب تاريخهم النضالي بين المعارك والسجون والشتات
وكأن الكون لم يبدأ إلا من لحظة تشكيل السلطة على قاعدة اتفاق اوسلو
وما قبله فليس من تاريخنا ولا من عطاؤنا
فيا أيها السادة احذروا من القادم
فالظلم مهما طال لا يمكن أن يستمر
والعاصفة الهوجاء التي يمكن أن تهدم المعبد وتذروه مع الرياح
أرى نذرها في الأفق
فاحذروا
*****
صباح آخر ويوم آخر من أجندة العمر الذي أحيا خريفه
بالأمس اتيح لي حضور أوبرا الناي السحرية للموسيقار موزارت
قدمتها فرقة موسيقية بريطانية على مسرح القصبة ضمن إحياء ذكرى الموسيقار الكبير
ضمن حضور كبير لم يترك مقعدا واحدا فارغا في المسرح
مما حرمني من مقعدي الأثير المعتاد
بعد أن تأخرت بانتظار بطاقة دعوة في ظل فراغ الجيب
وامتلاء الروح لأمتع روحي بأوبرا
تروي قصة أسطورية جميلة عن الصراع بين الخير والشر
بين الحب والكراهية
بين الكذب والحقيقة
لتنتهي بالعزف والغناء لقيم الفضيلة والعدالة
فقضيت ساعتين في تحليق الموسيقى الرائعة الجميلة
التي تحمل الروح إلى فضاءات عالية ورحبة
وليس كما تدمر الموسيقى الصاخبة
وأغاني الفيديو كليب الحديثة نفوسنا وأرواحنا
بالصراخ والزعيق والفوضى
حيث لا جمال لحن ولا أداء ولا كلمات ولا معنى
إلا أجسادا تتقافز كالقرود وتتلوى كالأفاعي
ساعتين من الجمال والتحليق الروحي
جالت أفكاري فيها بعيدا
تخيلتك يا طيفي الذي يزداد بعدا معي
تجلسين بجانبي ونحلق سويا
أنا الوحيد في غربته وألمه
الجالس على محطة الانتظار يقضي خريف عمره
وحيدا إلا من ذكريات ماض وألم حاضر وحلم مستقبل
فما زال في العمر بقية لحلم جميل
رغم الصمت الكريه الذي يعم الروح والفضاء
فهل ينتصر الحب في النهاية
أقف لنافذتي
أحتسي كوبا من الشاي الساخن
استمع وحيدا لشدو فيروز
يا ربع لي في حماك الغض عشرة صبا
غنيت في واحتك ألحان حب وصبا
بنطر ينسم علينا من رياضك صبا
بذكر ملاهيك يا إلي العشب فيها ورد
بذكر غدير الهوى بيطيب منه وِرد
يا سالب القلب يا سالب القلب
اسمع معي نغني وِرد
وِرد لعيوننا النوم يلي القلب نحوك صبا
صباحكم أجمل
رام الله المحتلة 11\4\2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق