الخميس، أبريل 26، 2007

رواية مكسيكية بطلها يوسف رزوقة

لقراءة جميع مقالات حسان الباهي انقروا على اسمه الموجود في أسفل هذه الصفحة على الجهة اليسرى.



الجزائر: حسّان الباهي
يوسف رزوقة الشّاعر الّذي تحدّى حجاب المعاصرة، الواقف بلغاته السّبع في الجهات الأربع والّذي سجّل وما يزال حضوره اللاّفت عربيّا ونال من الحظوة والجوائز ما يجعله في غنى عن مزيد التّعريف به، هو نفسه الشّاعر الّذي نجده هناك ،


في أوروبّا، سواء عبر حصاده الشّعريّ( خمس مجموعات شعريّة صادرة حديثا بالفرنسية) أو عبر ما كتب عنه ، نخصّ بالذّكر كتابا للشّاعرة الفرنسيّة ألاّ فرانس صدر مؤخّرا تحت عنوان : ي ر ، من أجل نظام شعريّ جديد وهو يؤرّخ لسيرة يوسف رزوقة على امتداد أربعين سنة وكتابا ثانيا لأود ريشو ديانو، أستاذة الأدب الاسباني بجامعة الصوربون جاء تحت عنوان : شعر يوسف رزوقة أو البحث عن الرّابط الأصيل وهي عبارة عن مقاربة نقديّة لمجموعاته الشّعرية الخمس الصّادرة بالفرنسيّة.


وهو نفسه الشّاعر الّذي نجده أيضا في أنحاء أمريكا اللاّتينية بحضوره المكثّف والآسر في آن إلى حدّ أنّ روائيّة مكسيكيّة تدعى ماريا ألخندرا غودينو أصدرت مؤخّرا رواية في اثنين وعشرين فصلا بعنوان : إيزابيل، سيّدة البحر (ISABEL, LA DUEÑA DEL MAR) اتخذت فيها الشّاعر يوسف رزوقة بطلا أساسيّا تتمحور حوله الأحداث والشّخوص وهذه الرّواية الّتي أريد لها أن تدور أحداثها في كلّ من المغرب الأقصى والجزائر وتونس بشخوص إسبانيّة تلتقي كّلها حول يوسف رزوقة إنسانا وشاعرا كوسموبولوتيّا على حدّ تعبير الكاتب البانامي إيدلبرتو غونثالث تريخوس في مقال نقديّ له عنه.


لم يفت هذه الرّوائيّة أن تجعل من هذا الشّاعر وهي تتابع تنامي الأحداث، الشخصيّة الأشدّ حضورا من خلال حركات هذا الشّاعر وسكناته وشعره خصوصا الذي أوردته على لسانه وعلى علاّته كلّما اقتضت الضّرورة السّرديّة ذلك ليكون للشّاعر، محور الرّواية قول أو ردّ، له على باقي الشّخوص وقع كأنّه سحر.


لقد سبرت الّروائيّة أغوار كلّ شخوصها وخصّت شخصيّتها الأساسية ببالغ اهتمامها دون أن تنسى إلمامها الواسع بتفاصيل المكان المغاربيّ تاريخا وجغرافيا.


رواية مكسيكيّة كهذه عن شاعر عربيّ نعرفه كيوسف رزوقة، قد يبدو فائضا عن مكانه وعن زمانه أيضا ، تدلّل بما لا يدع مجالا لأيّ شكّ، على أن العالم، عالمنا هذا، قد أصبح فعلا قرية كما قال مارشال ماكلوهان، قرية ذابت الحواجز فيها لنرى ما هو بعيد في متناول أحلامنا وأقلامنا.


لقد التقيت مؤخّرا يوسف رزوقة في الجزائر وقد دعي إليها وهي عاصمة عربيّة للثّقافة لإحياء أمسيّة شعريّة بمكتبتها الوطنيّة مع زميليه أولاد أحمد ويسرى فراوس ولعّل ما لفت انتباهي إليه، انصرافه عن كلّ شيء حوله إلاّ عن الكتابة بحيث ظلّ طوال الوقت في بيته بالفندق بصدد إنهاء أشغال شعريّة جارية بالإسبانيّة حول اليوغا الشعرية مع الشّاعرة الأرجنتينيّة غراسيالاّ مالاغريدا .وليس غريبا إذن أن نلمس صدى كلّ هذا في صحافة أمريكا اللاّتينيّة الّتي خصّته مؤخّرا، إلى جانب مقالات أخرى متفرّقة، بمقالة نقديّة لا فتة جاءت تحت عنوان : الثّالوث المتمرّد (UN TRÍO REBELDE)قورن فيها يوسف رزوقة بشاعرين كبيرين هما علامتان فارقتان : الشّاعر الفرنسي أرثر رامبو والشّاعر السّويدي غونار إيكيلوف على خلفيّة أنّ لثلاثتهم مع اعتبار خصوصيّة كلّ واحد منهم هوسا مشتركا في الخروج عن المألوف لغة وتخييلا وحياة.

ليست هناك تعليقات: