السبت، أبريل 07، 2007

سراب ُ الخيال

الدكتور نوري الوائلي
مؤسسة الوائلي للعلوم
نيويورك


Noori786@yahoo.com

قالوا بأن َّ الشعرَ ليس قوافيا ً*** أو وزن بيت ٍ قد أجاد َ معانيا
ان ْ لم يكنْ فيه خيال آخذ *** فيعيشُ سامعهُ دُجا ً وغوانيا
فأقولُ كلا ّ فالقصائد ُ انّما *** حِكما ً بأوزان ٍ تضم ُ قوافيا
الشعرُ قافية ٌووزن ٌ محكم ٌ *** وحكيم ُ قول ٍ لن يُضيّع ساعيا
هذا المثلث ُ لا غرابة َ خالد ٌ *** والغيرُ يُفنى لن يطاول ضاويا
الشعرُ أبداع ُالعقولُ وحكمة ٌ *** تبني نفوسا ً أو تُصلـّـح باليا
الشعرُ مدرسة ُ الشعوب ِ وانـّها *** خيرُ المدارس انْ أعانتْ هاديا
الشعرُ قد يحوي نفاقَ مُتاجر ٍ *** باع َ الضمائرَ أو يهلـّّل ُ جاثيا
فترى كثيرا ً راح َ يشدو واهما ً *** أو راثيا ً في الليل ِ يُصبح ُهاجيا
كم قيل من لغو الكلام بمدحهم *** عجبا ً فقد صاغوا الضلالة َ هاديا
أسفي لشعر ٍ قد علا متلألأ ً *** كالنجم ِ نظما ً جاء َ يمدح ُ خاويا


قد غال َ مدحا ً للـّذي في بطنه *** مايجعل الأذواق َ تنفر ُ عاويا
من أجل ِ دينار ٍ يبيع ُ ويشتري *** كتبوا لخادمه ِ ليمنح َ راضيا
كـُتبت قصائد ُ للحريم ِ كأنها *** رب ُّ يطاع ُ وأن تأمّر جافيا
كتبوا قصائدة َ للرذيل ِ يُمجّدوا*** بل للصديد ِ فقد أجادوا قافيا
كتبوا مُناجين َ الخُمورَ وأهلها *** زدْنا بكأس ٍ نحي فيها ساليا
كم شاعر كتبَ القصيدة َ جُلها *** نَدرُ الكلام ِ صُعوبة ًومعانيا
تحتاج ُ قاموسا ً لتدرك َ شاردا ً *** أو عالما ً بالنحو ِ يشرحُ ما هيا
قل لي وحقك َ كم حفظت َ طواعيا ً *** من شعرهم أن كانَ يحوي َزاكيا
هل يحفظ ُ الناس ُ الكلام َ ونثرهم *** أن كان عُسرا أو يُزيغك لاهيا
منذ ُ الطفولة ِ قد حفظتُ قصائدا ً*** فيها المعانيَ لا تمجدَ خاويا
ان كنتَ تأملُ للقصيدة ِ موقعا ً *** عندَ الشعوب ِ أو تـُخَلـّدُ باقيا
أحرصْ على المعنى وحُسنَ مقاصد ٍ *** وأجعلْ بها حِكما ً تـُرفـِّـــع ُ عاليا
أمدح بعقل ٍ حين تذكر واصفا ً*** بشرا ً بقولك مادحا ً أو راثيا
لاتحفظ الأذهانُ إلا حكمة ً *** فيها جمالُ القول ِ ينطقُ صافيا
لا خيرَ في كـُثر ِ الكلام ِ وشرحه *** أن كانَ معناه يُعطِش ُ ضاميا
الخيرُ أن كانَ الكلام ُ قليله *** يُعطيكَ معنا ً لا يضُمّك خاليا
مرحى لشعر ٍ قامَ يبني عالما ً *** ويكون ُ هديا ً للنفوس ِ وراويا
ويشدُ أزرَ الناس ِ نحوَ فضائل ٍ *** ويعيدُ للمنكوب ِ وجها ً غازيا
اللهُ يعلم ُ كم تأثـّر مسْمعي *** وصحوت في قمم ِ المصائب ِ راميا
لسماع ِ بيت ٍ أو قصيدة مؤمن ٍ *** قد كان َ فيها كالحكيم ِ مداويا
ياليت َ كل ّ الشعر ِ كان بناؤه *** أدبا ً وعلما ًهاديا ً ومناجيا
لا يحفظ العقل ُ القصيدة َ مُكرَها ً *** ان كانَ فيها ما يشل ُّ رواميا
الشعرُ كالأمثال ِ يُضْرب ُ شاهدا ً *** لحوادث ِ الأيام ِ معنا ً حاويا
فاذا أردت َ خطابة ً تبقى فما ً *** أحرصْ على حفظ ِ القصائد ِ هاويا
فكتاب ُ ربّي والقصائد ُ منهج ٌ *** لنجاح ِ منْ صعدَ المنابر َ راويا

ليست هناك تعليقات: