السبت، أبريل 21، 2007

صباحكم أجمل \ ربيع آخر بلون الدم

زياد جيوسي
ربيع معبق بالدم الزكي يطل على الوطن
فتخرج الأزهار من الأرض بشذا الدم
ولون الدم
وطعم الدم
فالبنفسج والفل والمنثور والزنبق وشقائق النعمان
جميعها تحمل مسك الشهداء
ف "هذه الأرض التي تمتص جلد الشهداء
تعد الشمس بقمح وكواكب
فاعبديها نحن في أحشائها ملح وماء
وعلى أحضانها جرح يحارب"
صباح آخر يشرق على الوطن
الشمس تشرق به حمراء بلون الدم
متمازجة بدماء ثمانية شهداء انغرسوا كالزيتونات في الأرض
امتدت جذورهم عميقا كجذور السنديان
ثمانية شهداء تعانقوا معا
في غزة شهيد
وفي نابلس شهيدين صعدوا للسماء مع صلاة الفجر
وفي جنين خمس شهداء بينهم عروس زفت للسماء
على قصف القنابل واطلاقات الرصاص
وهي تقرأ في كتبها مودعة الأرض مع الحلم
ثمانية شهداء والعديد من الجرحى
وبيوت محروقة ومدمرة
انه الاحتلال أيها الواهمون
انه وعد"اولمرت" البشع الباحث عن نصر بعد أن أثخنته الجراح
بأن يسهل على الفلسطينيين
فمارس عملية التسهيل للطريق للسماء
فكفوا عن أوهامكم أيها السادة
فالقتل يعمل منجله ليل نهار في حصد الأرواح
والحصار يشتد
والحواجز تشتد وطأة
وعمليات التخريب والتهويد والتنقيب مستمرة في القدس الشريف
والجدار يمتد ويمتد كأفعى ضخمة تلتهم المزيد من الأرض
ويعزل التجمعات السكانية عن بعضها
والعرب ما زالوا ينشدون
السلام خيارنا الاستراتيجي
وزوج من طيور الحمام يباع بمائة ألف درهم في بقعة عربية
وعائلات الشهداء والأسرى لا تجد لقمة العيش
فأهلا أهلا أهلا
أيها العرب والمسلمون
انشدوا نشيد خياركم الاستراتيجي
"سالمه يا سلامه"
وننشد نشيدنا
"الله أكبر فوق كيد المعتدي
الله اكبر للمظلوم خير مؤيد"
*****
صباح آخر
أخرج من صومعتي لشوارع المدينة
نسمات الصباح الباردة القادمة من البحر السليب المحتل
تحمل بين نسماتها رائحة مسك كل الشهداء الذين سقطوا عبر قرن من الزمان
أحضر صحيفة الصباح
أمر بجانب نصب للشهداء عند مدخل مخيم قدورة
أقرأ الفاتحة
أتذكر قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام
"أما حمزة فلا بواكي له"
وها نحن يا سيدي يا رسول الله
لا بواكي لنا ولشهدائنا
وأمة كزبد البحر
تتكالب عليها بغاث الطير
ويحكمها "الرويبضة" والمنافقون
*****
دم دم دم
ومع هذا فكل قطرة دم تسيل تقرب الفجر أكثر
وكل أنة أسير تزيل الغيم عن وجه الشمس
وكل آه من قلب أم شهيد
تمزق عتم الليل
وتقرب الفرح القادم
فقد آن لنا أن نفرح
فنحن كالجياد البرية
رغم كل الجراح نستعصي على الترويض
وكل وسائل الترويض
أقف لنافذتي
تجول في الذاكرة صور لعشرات الشهداء الذين عرفتهم في حياتي
أترحم عليهم
أهمس لنفسي وأنا أرقب أزهار تنبت من جديد
تتبرعم
إنها الحياة تنبت من قلب الموت
أذكر الأحبة والأهل البعيدين
أولادي الذين لم أراهم منذ زمن
أمي وأبي في الشتات والذين أتوق إليهم
طيفي البعيد البعيد
أحتسي كوبا من الشاي بنعناع أرض رام الله
أستمع لفيروز

أنت من ديارنا من شذاها يا نسيم الليل تخطب
حاملا ربيع أرض رواها في حنين قلبي يزهر
أنت من حقولها يا رسول
من ربوع الخير عندنا
كيف حال بيتنا هل تزور
أم هجرت أنت مثلنا
يا غريب الديار نسيم الجنوب
ظل فيك المزار فبات الهبوب
أنت من بلادنا يا نسيم.. يا عبيرا يقطع المدى
حاملا هموم أهلها أرض يهيم أهلها بالأرض شردا
يا منشدين للغروب يا هائمين في الدروب
غنائكم هاج دموعي
أدمى حنيني وولوعي
نحن من الأرض الخصيبة
نحن من الدار السليبة
يا ترى بعد ليال نجيئها تلك الحبيبة
في البال تحيا دروبها السمر..سطوحها الحمر في البال
زهر التلال في البال دنيا.. ترابها شمس.. الحب والقتل في البال
رغم المحال وليلة لا جمال فارقها الجمال
العدل زال..العدل زال

صباحكم أجمل


زياد جيوسي عضو لجنة العلاقات الدولية في اتحاد كتاب الانترنت العرب
http://www.maktoobblog.com/ziadjayyosi1955

ليست هناك تعليقات: