زياد جيوسي
صباح آخر من صباحات العرب
صباح آخر لرام الله المحتلة حيث الجو البارد
فما زال نيسان يمارس طقوسه
بين البرد والمطر وبعض من الحرارة
استعداد لموسم الصيف والحصاد
صباح آخر
أصحو فيه بعد ليلة قلقة
فقوات الاحتلال اجتاحت منطقة قريبة من صومعتي بعد منتصف الليل
فصحوت على أصوات إطلاق النار وتفجيرات القنابل
والمقاومة بالحجارة لمن صحا من أبناء الحي من نومه
أقف لنافذتي متلفعا بملابس تقي من البرد
فما زلت أعاني من التعب وأمراض الشتاء
فما أكاد أخرج من أثار توعك صحي حتى أعاني من جديد
يظهر أن المرض لم يعد مرتبطا بالجسد فقط
ولعله مرتبط بالروح المتعبة
والبرد القارص الذي يفجر الأعماق
ولعل حركتي في الأيام الماضية في الأمسيات الباردة ساهمت بذلك
فعلى امتداد ثلاث أيام شاركت بثلاث مناسبات
اختتام فعاليات مهرجان إحياء ذكرى موزارت على مسرح القصبة
والذي ساهم به أكثر من مائة عازف ومغن من الجنسيات المختلفة
وافتتاح موسم مسرح المضطهدين لمسرح عشتار على مسرح قصر الثقافة
والذي كان افتتاحا مميزا
وعرض مسرحية حفار القبور لفرقة المسرح الشعبي في مخيم الأمعري والتي عرضت على مسرح قصر الثقافة أيضا
وأقل ما يمكن أن يقال عن هذا العمل الجميل
أنه متعوب عليه بحق
*****
أصحو من نومي مبكرا كالعادة
أتابع شروق الشمس
أمتع روحي بزقزقة العصافير وتغاريد الطيور
فهي تحتفل معي وعلى نافذتي باستقبال الشمس
مسبحين الله على اليوم الجديد
أرقب صحو المدينة النائمة
أتابع نشرات الأخبار
دم عربي مسفوح في كل مكان
تفجيرات ودم في الدار البيضاء
حيث ترقد المدينة الجميلة على حافة محيط الصمت
ترنو للأفق وتقف كحارس لا يعرف النوم لغرب الوطن
وشقيقتها الجزائر
التي كانت نموذج يحتذى للثوار
تمزقها التفجيرات وتلوث أرضها الدماء
ويمتد حبل الدم للصومال الممزق
فقوات الاحتلال الإثيوبي تمارس أبشع صور الاحتلال في مواجهة المقاومة
وفي العراق يستمر الجرح النازف منذ سنوات
وفي مواجهة المقاومة للاحتلال
يستمر سيل الدم والتخريب والتفجير
وفي كثير من الأحيان نلمس أصابع المحتل وراءها
فمن له مصلحة بتفجير جسر الصرافية غير المحتل وأعوانه
هذا الجسر الجميل الذي كان يختصر علينا المسافات
ونحن نتنقل بين ضفتي النهر
فترك في الذاكرة أثر جميل
فشعرت بالنزف يجتاحني حين جرى تدميره
وأعاد لذاكرتي صديقة الدراسة قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمان
والتي لا أعرف أين دار بها الزمان بعد هذه العقود من السنوات الطوال
ونحن نمر عن الجسر ونتحدث
نتأمل دجلة الجميل
وتترنم بأغنيتنا المفضلة الجميلة
"يا طيور الطايرة"
وفي غزة يستمر نزف الدم وصراع متعدد الأشكال والألوان
تفجيرات وانفجارات وقتل وتخريب
وتضع الحكومة خطة أمنية جديدة
فكل وزير جديد يأتي بخطة جديدة
تحتاج مرحلتها الأولى مائة يوم
فأخشى عليها
فهذا الرقم ارتبط بخطط كثيرة كان مصيرها الفشل
*****
أقف لنافذتي
بعد هذا التجوال ببلاد العرب وتعود للذاكرة
أنشودة بلاد العرب أوطاني
ويظهر أنه لم يتحقق من هذه الأنشودة
إلا وحدة سيل الدماء يجتاح أرض العرب
من بغداد لتطوان
أحتسي كوبا من الشاي يدفئ الأوصال
أحلم بوطن أجمل
بطيف بعيد
ما زال في القلب والروح وتلافيف الذاكرة ويبقى
استمع لشدو فيروز تعطي لصباحي جمال أكثر
بكتب اسمك يا حبيبي عا الحور العتيق
تكتب اسمي يا حبيبي عا رمل الطريق
بكره بتشتي الدني عا القصص المجرحة
بيبقى اسمك يا حبيبي واسمي بينمحى
بحكي عنك يا حبيبي لأهالي الحي
بتحكي يا حبيبي لنبعة المي
ولما بدور السهر تحت قناديل المسا
بيحكوا عنك يا حبيبي وأنا بنتسى
صباحكم أجمل
زياد جيوسي
رام الله المحتلة 15\4\2007
عضو لجنة العلاقات الدولية في اتحاد كتاب الانترنت العرب
http://www.maktoobblog.com/ziadjayyosi1955
صباح آخر من صباحات العرب
صباح آخر لرام الله المحتلة حيث الجو البارد
فما زال نيسان يمارس طقوسه
بين البرد والمطر وبعض من الحرارة
استعداد لموسم الصيف والحصاد
صباح آخر
أصحو فيه بعد ليلة قلقة
فقوات الاحتلال اجتاحت منطقة قريبة من صومعتي بعد منتصف الليل
فصحوت على أصوات إطلاق النار وتفجيرات القنابل
والمقاومة بالحجارة لمن صحا من أبناء الحي من نومه
أقف لنافذتي متلفعا بملابس تقي من البرد
فما زلت أعاني من التعب وأمراض الشتاء
فما أكاد أخرج من أثار توعك صحي حتى أعاني من جديد
يظهر أن المرض لم يعد مرتبطا بالجسد فقط
ولعله مرتبط بالروح المتعبة
والبرد القارص الذي يفجر الأعماق
ولعل حركتي في الأيام الماضية في الأمسيات الباردة ساهمت بذلك
فعلى امتداد ثلاث أيام شاركت بثلاث مناسبات
اختتام فعاليات مهرجان إحياء ذكرى موزارت على مسرح القصبة
والذي ساهم به أكثر من مائة عازف ومغن من الجنسيات المختلفة
وافتتاح موسم مسرح المضطهدين لمسرح عشتار على مسرح قصر الثقافة
والذي كان افتتاحا مميزا
وعرض مسرحية حفار القبور لفرقة المسرح الشعبي في مخيم الأمعري والتي عرضت على مسرح قصر الثقافة أيضا
وأقل ما يمكن أن يقال عن هذا العمل الجميل
أنه متعوب عليه بحق
*****
أصحو من نومي مبكرا كالعادة
أتابع شروق الشمس
أمتع روحي بزقزقة العصافير وتغاريد الطيور
فهي تحتفل معي وعلى نافذتي باستقبال الشمس
مسبحين الله على اليوم الجديد
أرقب صحو المدينة النائمة
أتابع نشرات الأخبار
دم عربي مسفوح في كل مكان
تفجيرات ودم في الدار البيضاء
حيث ترقد المدينة الجميلة على حافة محيط الصمت
ترنو للأفق وتقف كحارس لا يعرف النوم لغرب الوطن
وشقيقتها الجزائر
التي كانت نموذج يحتذى للثوار
تمزقها التفجيرات وتلوث أرضها الدماء
ويمتد حبل الدم للصومال الممزق
فقوات الاحتلال الإثيوبي تمارس أبشع صور الاحتلال في مواجهة المقاومة
وفي العراق يستمر الجرح النازف منذ سنوات
وفي مواجهة المقاومة للاحتلال
يستمر سيل الدم والتخريب والتفجير
وفي كثير من الأحيان نلمس أصابع المحتل وراءها
فمن له مصلحة بتفجير جسر الصرافية غير المحتل وأعوانه
هذا الجسر الجميل الذي كان يختصر علينا المسافات
ونحن نتنقل بين ضفتي النهر
فترك في الذاكرة أثر جميل
فشعرت بالنزف يجتاحني حين جرى تدميره
وأعاد لذاكرتي صديقة الدراسة قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمان
والتي لا أعرف أين دار بها الزمان بعد هذه العقود من السنوات الطوال
ونحن نمر عن الجسر ونتحدث
نتأمل دجلة الجميل
وتترنم بأغنيتنا المفضلة الجميلة
"يا طيور الطايرة"
وفي غزة يستمر نزف الدم وصراع متعدد الأشكال والألوان
تفجيرات وانفجارات وقتل وتخريب
وتضع الحكومة خطة أمنية جديدة
فكل وزير جديد يأتي بخطة جديدة
تحتاج مرحلتها الأولى مائة يوم
فأخشى عليها
فهذا الرقم ارتبط بخطط كثيرة كان مصيرها الفشل
*****
أقف لنافذتي
بعد هذا التجوال ببلاد العرب وتعود للذاكرة
أنشودة بلاد العرب أوطاني
ويظهر أنه لم يتحقق من هذه الأنشودة
إلا وحدة سيل الدماء يجتاح أرض العرب
من بغداد لتطوان
أحتسي كوبا من الشاي يدفئ الأوصال
أحلم بوطن أجمل
بطيف بعيد
ما زال في القلب والروح وتلافيف الذاكرة ويبقى
استمع لشدو فيروز تعطي لصباحي جمال أكثر
بكتب اسمك يا حبيبي عا الحور العتيق
تكتب اسمي يا حبيبي عا رمل الطريق
بكره بتشتي الدني عا القصص المجرحة
بيبقى اسمك يا حبيبي واسمي بينمحى
بحكي عنك يا حبيبي لأهالي الحي
بتحكي يا حبيبي لنبعة المي
ولما بدور السهر تحت قناديل المسا
بيحكوا عنك يا حبيبي وأنا بنتسى
صباحكم أجمل
زياد جيوسي
رام الله المحتلة 15\4\2007
عضو لجنة العلاقات الدولية في اتحاد كتاب الانترنت العرب
http://www.maktoobblog.com/ziadjayyosi1955
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق