زياد جيوسي
بالأمس كان يوم الأسير الفلسطيني
أغلق الاحتلال مداخل المدينة لمنع القادمين من القرى والمدن الأخرى
من الوصول والمشاركة
في الثانية عشرة كان البدء في دوار المنارة
تجمع الأهالي وهم يحملون صور الأبناء والأزواج والآباء
صور لأسرى وأسيرات
أحكام طويلة ومدد طويلة
فهناك من له ثلاثون عاما في الأسر
وهناك من هو محكوم بمدد تصل إلى مئات السنين
التقيت مع عائلات أسرى أعرفها وأعرف أسراهم
محمد ومحمود وجاد
شباب بعمر الورود كانوا يملئون المنطقة صخبا ومرحا
كانوا يتميزون بصداقتهم وفوضاهم المحببة
والآن تضمهم القضبان والأسر
ترى هل سألتقيهم يوما
فأقل حكم لأحدهم هو خمسة عشر عاما
وأعداد الأسرى بازدياد
فحتى الأمس كان عدد الأسرى قد تجاوز العشرة الآف أسير
كلهم تحت المعاناة والألم
ومع هذا
نجد كل الزوار من كل الدول يأتون ليبحثوا فقط قضية الجندي الإسرائيلي الأسير
ولا أحد يأتي ويتحدث عن أسرانا
ترى
هل اليهودية تعطي للإنسان حق غير عن حقوق البشر
وهل شاليط له أم وأهل وأسرانا "مقاطيع"
هل أسرانا معتدون وإرهابيون وهم يدافعون عن وطنهم أمام الاحتلال
وشاليط كان على دبابته يمارس الحب والسلام ويعزف بقنابله ورشاشات دبابته موسيقى الحب
غريب أمر هذا العالم
يعيدني هذا التناقض إلى ممثل أردني له عبارة الشهيرة
" أخ يا زمن الشقلبة"
ففعلا كل المفاهيم أصبحت مقلوبة الآن
وأكثر ما يزعجني بالمهرجانات التي تقام
بعض الذين ابتلينا فيهم فيأتون ليتصدروا منصة المهرجان
فيهلكونا بكلمات ما أنزل الله بها من سلطان
وهم يمنحون أنفسهم ألقابا وصفات وشهادات
فمن دكتور ولا أعلم كيف جاءت له هذه "الدكترة"
إلى قائد فذ ملهم أو أمين عام أو نائبه
ولا مؤتمرات انتخبتهم ولا جماهير ولم يتبقى من تنظيماتهم إلا عددا لا يكفي لملئ حافلة ركاب
أم انهم من جماعة المثل الشعبي
"الفشك ببلاش وطخ يا سويلم"
وقسم منهم أعرف معرفة حقة أنهم تخلوا عن أسرى تنظيماتهم
كما تخلوا عن عائلات الشهداء
وتحول أسراهم لأحضان تنظيمات أخرى حتى يجدوا لقمة خبز تقيهم الموت جوعا
إضافة لموت الأسر وذله
ولكنهم يجدوا ما يكفي من المال لتغيير البذلات والبيوت الفاخرة والسيارات اللامعة
وقضاء الاجازات التي تريحهم من عناء النضال والتعب على الشواطئ الدافئة
ويقفوا ويتحدثوا عن الشهداء والأسرى وتنبح حناجرهم
بلا خجل ولا إحساس
أخجلوا قليلا فنحن نعرفكم جيدا
ومثلنا الشعبي يقول
"حارتنا ضيقة وبنعرف بعض منيح"
*****
صباح آخر بعد يوم مغبر الأجواء
كان الجو في المساء سيئا جدا بكم الغبار الخانق
حتى شعرت بروحي تكاد تختنق حين خرجت لأجول جولة المساء
مما اضطرني للاختصار والعودة
وها أنا أصحو مبكرا كالعادة
جو نيساني بارد مع بعض من زخات أمطار
يتخلل الشمس التي تشرق من بين الغيوم
لعل المطر يريحنا من هذا الغبار الخانق
أخرج وأسير مسافة قصيرة
أحضر صحيفة الصباح
أهم عنوان يلفت نظري
"قتلى وإصابات واعتداءات وسرقات في غزة والضفة في ظل أحداث الانفلات الأمني"
إلى متى ؟؟ أما يكفينا الاحتلال أيها الحمقى
أما يكفينا أن الاحتلال لم يكف يوما عن عمليات القتل والاغتيال
وعن عمليات المداهمة والأسر
وعن عمليات الهدم ومصادرة الأراضي
والجدار ما زال يلتهم أراضينا ويشتت أسرنا وعائلاتنا
وأنتم لا تكفون عن القتل والتخريب خدمة لمصالح خاصة
كفى ..كفى..كفى..فقد بلغ السيل الزبى
*****
صباح آخر
أنا وكوب من الشاي والذكريات
والحلم بالفجر القادم
وحيد إلا من ذكريات جميلة لا تنسى
فهي تسكن تلافيف الذاكرة
أستمع لشدو فيروز
فهي رفيقة صباحاتي
على بالي على بالي
غنيك يا قمر
على بالي أجيلك لحالي
غنيلك لحالي تا يحلى السهر
على بالي غنيلك حبيبي
غنية ليالي الهوى
ويهب الهوى وسلملي يا هبوب الهوى
يا هبوب الهوا يا هوا رجع ليالينا سوا
وان كنه مش راجع حبيبي
يا هوا وديلي خبر
صباحكم أجمل
رام الله المحتلة 18\4\2007
زياد جيوسي عضو لجنة العلاقات الدولية في اتحاد كتاب الانترنت العرب
http://www.maktoobblog.com/ziadjayyosi1955
بالأمس كان يوم الأسير الفلسطيني
أغلق الاحتلال مداخل المدينة لمنع القادمين من القرى والمدن الأخرى
من الوصول والمشاركة
في الثانية عشرة كان البدء في دوار المنارة
تجمع الأهالي وهم يحملون صور الأبناء والأزواج والآباء
صور لأسرى وأسيرات
أحكام طويلة ومدد طويلة
فهناك من له ثلاثون عاما في الأسر
وهناك من هو محكوم بمدد تصل إلى مئات السنين
التقيت مع عائلات أسرى أعرفها وأعرف أسراهم
محمد ومحمود وجاد
شباب بعمر الورود كانوا يملئون المنطقة صخبا ومرحا
كانوا يتميزون بصداقتهم وفوضاهم المحببة
والآن تضمهم القضبان والأسر
ترى هل سألتقيهم يوما
فأقل حكم لأحدهم هو خمسة عشر عاما
وأعداد الأسرى بازدياد
فحتى الأمس كان عدد الأسرى قد تجاوز العشرة الآف أسير
كلهم تحت المعاناة والألم
ومع هذا
نجد كل الزوار من كل الدول يأتون ليبحثوا فقط قضية الجندي الإسرائيلي الأسير
ولا أحد يأتي ويتحدث عن أسرانا
ترى
هل اليهودية تعطي للإنسان حق غير عن حقوق البشر
وهل شاليط له أم وأهل وأسرانا "مقاطيع"
هل أسرانا معتدون وإرهابيون وهم يدافعون عن وطنهم أمام الاحتلال
وشاليط كان على دبابته يمارس الحب والسلام ويعزف بقنابله ورشاشات دبابته موسيقى الحب
غريب أمر هذا العالم
يعيدني هذا التناقض إلى ممثل أردني له عبارة الشهيرة
" أخ يا زمن الشقلبة"
ففعلا كل المفاهيم أصبحت مقلوبة الآن
وأكثر ما يزعجني بالمهرجانات التي تقام
بعض الذين ابتلينا فيهم فيأتون ليتصدروا منصة المهرجان
فيهلكونا بكلمات ما أنزل الله بها من سلطان
وهم يمنحون أنفسهم ألقابا وصفات وشهادات
فمن دكتور ولا أعلم كيف جاءت له هذه "الدكترة"
إلى قائد فذ ملهم أو أمين عام أو نائبه
ولا مؤتمرات انتخبتهم ولا جماهير ولم يتبقى من تنظيماتهم إلا عددا لا يكفي لملئ حافلة ركاب
أم انهم من جماعة المثل الشعبي
"الفشك ببلاش وطخ يا سويلم"
وقسم منهم أعرف معرفة حقة أنهم تخلوا عن أسرى تنظيماتهم
كما تخلوا عن عائلات الشهداء
وتحول أسراهم لأحضان تنظيمات أخرى حتى يجدوا لقمة خبز تقيهم الموت جوعا
إضافة لموت الأسر وذله
ولكنهم يجدوا ما يكفي من المال لتغيير البذلات والبيوت الفاخرة والسيارات اللامعة
وقضاء الاجازات التي تريحهم من عناء النضال والتعب على الشواطئ الدافئة
ويقفوا ويتحدثوا عن الشهداء والأسرى وتنبح حناجرهم
بلا خجل ولا إحساس
أخجلوا قليلا فنحن نعرفكم جيدا
ومثلنا الشعبي يقول
"حارتنا ضيقة وبنعرف بعض منيح"
*****
صباح آخر بعد يوم مغبر الأجواء
كان الجو في المساء سيئا جدا بكم الغبار الخانق
حتى شعرت بروحي تكاد تختنق حين خرجت لأجول جولة المساء
مما اضطرني للاختصار والعودة
وها أنا أصحو مبكرا كالعادة
جو نيساني بارد مع بعض من زخات أمطار
يتخلل الشمس التي تشرق من بين الغيوم
لعل المطر يريحنا من هذا الغبار الخانق
أخرج وأسير مسافة قصيرة
أحضر صحيفة الصباح
أهم عنوان يلفت نظري
"قتلى وإصابات واعتداءات وسرقات في غزة والضفة في ظل أحداث الانفلات الأمني"
إلى متى ؟؟ أما يكفينا الاحتلال أيها الحمقى
أما يكفينا أن الاحتلال لم يكف يوما عن عمليات القتل والاغتيال
وعن عمليات المداهمة والأسر
وعن عمليات الهدم ومصادرة الأراضي
والجدار ما زال يلتهم أراضينا ويشتت أسرنا وعائلاتنا
وأنتم لا تكفون عن القتل والتخريب خدمة لمصالح خاصة
كفى ..كفى..كفى..فقد بلغ السيل الزبى
*****
صباح آخر
أنا وكوب من الشاي والذكريات
والحلم بالفجر القادم
وحيد إلا من ذكريات جميلة لا تنسى
فهي تسكن تلافيف الذاكرة
أستمع لشدو فيروز
فهي رفيقة صباحاتي
على بالي على بالي
غنيك يا قمر
على بالي أجيلك لحالي
غنيلك لحالي تا يحلى السهر
على بالي غنيلك حبيبي
غنية ليالي الهوى
ويهب الهوى وسلملي يا هبوب الهوى
يا هبوب الهوا يا هوا رجع ليالينا سوا
وان كنه مش راجع حبيبي
يا هوا وديلي خبر
صباحكم أجمل
رام الله المحتلة 18\4\2007
زياد جيوسي عضو لجنة العلاقات الدولية في اتحاد كتاب الانترنت العرب
http://www.maktoobblog.com/ziadjayyosi1955
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق