الأربعاء، فبراير 25، 2009

تلكؤ

د. حنان فاروق

يتلكأ.. يشعل سيجارة جديدة.. يحاول الاختباء خلف دخانها لكنه يعانده ويبرز صورته أكثر.. يغضب.. يلقي ببقايا السيجارة فى عين الانتظار..تموت ..

يخلع نعليه ويمضي فى محراب اللاعودة..على كل ناصية..يترك قطعة منه لتذكره بخريطته..على مرمى البصر يتوحد اللانهائي في نقطة تتحدى سرمديته..

يتجه إليها بلهفة..تبتلعه..يقف فى حلقها..تسعل تسعل..يقفز من فمها ليعود إلى البدايات ..يبحث عنها فى كل مكان..يتفحص أشلاءه الملقاة على جانبي الطريق...تتنافر أقطابه ...يجتذب بعضها حلم أبتر بينما يهرول المتبقي منها ليلحق بدوامة الواقع..
***
شرب حتى الثمالة..ترنحت الكأس بين أصابعه ثم سقطت مطلقة صرخة انكسار مدوية..ارتجف..فكر أن يلملمها..يعيدها سيرتها الأولى..لكنها تمردت..
***
احترفه الجنون..صنع منه حكيماً..كتب أسفاره ووزعها على الأيام..قرأتها بعناية ثم وضعتها فوق رف الموت...بينما ظل وقع أقدام قلمها يبحث عن سفره الضائع بين الحروف دون جدوى..
***

ليست هناك تعليقات: