الاثنين، فبراير 09، 2009

للحسين وفاء

د. نوري الوائلي
عزف النفاق وعشعشت ظلماءُ = واحتل رايات الرسول وباءُ
ورث الخلافة كالملوك ببدعة = من عاش يلهو والذنوب كساءُ
وعلت منابره عمائم ردة = الدين فيها ملبسٌ وغطاءُ
من قال إني للضلال مبايع = حفظ الرقاب وماله نكباءُ
طلبوا الحسين مبايعا ولجورهم = وهْو ابْن بنت نبيهم ويُساءُ
قد خُيّر السبط التقيّ وسيفهم = يعلو الرقاب وكيدهم حرباءُ
إمّا يبايع كالذليل منافقا = أو أن يموت وجسمه أشلاءُ
لكنهُ أسد فآل ركوبها = خيل المنايا , والجزاءُ دماءُ
لله أعلن رافضا ومناديا = نفسي وأهلي للعزيز فداءُ
رفع الحسام من المدينة ناهضا = فتحا يبشّر والردى أرجاءُ
وخرجْتَ رغم اللائمين وثنيهم = فإذا الحشود أمامك الأعداءُ
وخرجتَ ترسم للحياة مبادئا = لا سيف يغمد والفساد بقاءُ
من بعد نصح لم تقصّر عاطيا = نفسا وأهلا , والعطاءُ سخاءُ
قدّمتَ نحرك والأسود لوقعة = أثرى لها السجادُ والحوراءُ
الرأس يقطع والرماح تجوبه = والجسم للخيل العتاة فناءُ
الرأس فوق رماحهم شمس لها = في العالمين توهجٌ وسناءُ
لا زال حتى اليوم رأسُك واهجا = فوق الرماح وفتحك الوضّاءُ
لو بايع السبط النفاق تقية = ما عاد يعلو للأذان نداءُ
ولنام جفن الظلم دون توعك = وعلا له في الخافقين بناءُ
ما كنت تاريخا يقال لعبرة = أو كنت فاجعة لها أعباءُ
بل كنت مدرسة وغيمة موسم = ونجوم هدْي ٍ للتقى أضواءُ
ما للخلافة , فالحسين خليفة = فهو الأمام وغيره أسماءُ
ماذا أقول ? أثورةٌ , بل نهضةٌ = للحق لا خفتتْ لها أصداءُ
ما متّ من سيف الطغاة وانّما = بالموت أنت الخالد المعطاءُ
من بعد قتلك لم يدم ظلم ولم = يُشهدْ له نهج عليه رداءُ
فلقد كشفت وجوههم وفعالهم = ونزعتها فاذا الوجوه خواء
علمتنا حب الجهاد فأنه = للقائمين تمائم وشفاءُ
علمتنا نحيا بقرآن السما = ء ونهتدي بالحق كيف يشاءُ
علمتنا أنَ الحياة مراكب = مر العصور يقودها الشهداءُ
ذكراك إحياء لنهج محمّد = ومنابرٌ للعالمين سقاءُ
ذكراك مدرسة الهدى ومجالسٌ = قد عُمّرت , يفتي بها العلماءُ
ياليتنا يوم الطفوف بكربلا = معكم , لفزنا والجنان جزاءُ
ما نبكي من بطر فأن مصابكم = أبكى الضمائر فاعتلى الداءُ
نبكي لقتلك والقلوب بحسرة ٍ = حزنا فأنّا للحسين وفاءُ

ليست هناك تعليقات: