الأربعاء، فبراير 11، 2009

أنوثة مهاجرة

الهام ناصر

عطشتُ ذاتَ ذكرى، فهرولت كل الحواسِ التي جفّت من الإحساس، ويَبُسَت، تلهث نحو خزّان الذكريات.

في غرفتي التي لم تدسها قدماك، طاولة مستديرة اشتريتها ذات موعدٍ بعد أول عناق للأنامل فوق طاولة تشبهها، لتبقى الصورة محتفظة بشكلها حين يقبض ملك الغياب روحَ علاقتنا، فقد كان كابوس الغياب حاضرا صوتا وملامحا، ذا وجه مرعب يزورنا في كلّ حديثٍ وكلّ اتصال.

تلك الطاولة التي احتضنت أساورَ وعطراً وأحمرَ شفاهٍ، هذا الذي كانت تتباهى بهِ شفتاي حين كنتَ تمرّر شفتيك فوقهما، معلنة الانهزام أمام فتنته المبللّة بحرارة الاشتهاء,

وذاك العطر الذي تغار منه وتعشقه في آن، كلما حضنتْ يداكَ جزءًا فيّ, ينمو ويزدادُ صخبا ليحطّ على صدرك مراقصا عطرَ التنهدات,

وتلك الأساور التي تضخّ في الهواء جنونا عند تمايلها كلما ارتفعت ذراعاي نحو عنقك تقبّله، نحو شعرك تغزوه في دلال، نحو ظهرك تتمشى عليه,تحاصره بلمسات الأشواق,

جميعها بتفاصيلنا فيها، الشاهدة على بصمات مشاعرنا، تحملني إليك، اليّ، في حضرة اشتداد الحنين إلى ممارسة "أنوثتي" المقيمة إقامة دائمة في جسدك,و التي هجرتني وإياك.


http://www.facebook.com/group.php?gid=51546630872

http://alhadeel.com/

ليست هناك تعليقات: