مفيد نبزو
أصدقاء المغتربين في محردة
حقاً،والحق يقال: إن اللقاء مع صاحب الغبطة البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس،وابن محردة البار،له خصوصيته من حيث المهابة والوقار ، والرحابة والحبور، فتصور أن رجلا ً على حدود التسعين من العمر يستقبلك بكل لباقة ومحبة وتواضع، ووجه يفيض بالبشر،ويطفح بالضياء،ليعلن صاحب الغبطة غبطته باستقبالنا الذي لم يكن عادياً، فما أعظم أن يسجل التاريخ بأحرف من نور هذا اللقاء التاريخي مع بطريرك الوطنية، وناسك الروحانية، ومرساة الإيمان على شواطئ الحق والرجاء والخلاص. لقد أضاءت حروفه رسالة اللاهوت المقدس من خلال مسيرة طويلة نأت عن كل ماهو دنيوي عابر، وعن كل ما هوقبض الريح.
كم تشعر بنعمة الإصغاء عندماتصغي لحديثه الخافت،والذي تتجلى فيه الحكمة المستمدة من تجارب الحياة المديدة، ومن الطريق الذي أراده ضيقاً، ولكن يؤدي إلى النور والحق والحياة.
كان غبطته قد استمع إلى شرح مفصل من المهندس:سمير كلش عن جمعية أصدقاء المغتربين في محردة،والتي من أهم أهدافها الحب والخير للوطن، وربط المقيم بالمهاجر،والمهاجر بالمقيم، وبعدئذ تحدث غبطته عن فرحته بالضيعة التي ما تزال تعيش فيه حتى اليوم،وحبه الذي لايرخص أي شيءمنه، وعن جذوره المترسخة بمحبة في أعماق هذه الأرض الطيبة، وعن غنى القيم والمثل التي تعلمناها ويحق لنا أن نتباهى ونعتز بها أمام الجميع. وكانت لكلمات الأستاذ كريم خوري أبووسام وقعها الجميل أمام صاحب الغبطة حين عبَّر عن محبته لمحردة،من خلال قوله لصاحب الغبطة: محردة جوازسفر للعالم.
ومع التفاعل السامي بحضور صاحب الغبطة كان لكلماتي أطيب الأثر من خلال ذكر والدته المرحومة: مريم، مع ذكريات العاصي والباشية،
والطاحونة التي كانت تطحن القمح على الماء في العاصي، وعرعيش رحمه الله الذي كان يذهِّب الأعياد وكان مشهوراً بالشابوش في دبكات العيد، وزهوة الأفراح في محردة،وهذه الأبيات التي اخترتها وقلتها:
قومي يا مريم نزور ضيعتنا
ال ع حبها من صغرربتنا
هونيك حد المصطبة والبير
ياماليالي الغزل جمعتنا
ياماغزلنا وبالهوى مغزالنا
من الفل وغصون الحبق آمالنا
ما بتذكري الوقفات بليالي الهنا
قديش غنى الطير ع موالنا
وتذكري العاصي الباشية
الطاحون تطحن قمح ع المية
قومي يا مريم نعيدها ع البال
ونتذكر الماضي بحنية
وتذكري بالعيد شو كنا
وعرعيش بالدبكات شو غنى
لما بصوتو يشوبش الشابوش
تفتِّق نجوم الميجنا عنا
مريم يا مريم هيك طبع بلادنا
ربينا تعلمنا الوفا من جدادنا
قومي نرش زهور ع دروب الزغار
ونعلم دروس المحبة ولادنا.
ثم كانت الصور التذكارية مع صاحب الغبطة لتبقى توثيقاً جميلا ً لزيارة تاريخية جميلة مباركة.
وبعدئذ كان لقاء وفد الجمعية مع الوكيل البطريركي المطران : غطاس هزيم الذي استقبلنا بكل حفاوة وترحيب، وكان للأحاديث نكهتها،
وتنوعها ،وقد تخللها تعريف بالجمعية وأهمية رسالتها للوطن والمهجر، وتجاوب المطران غطاس مع الوفد تجاوباًحميمياً رائعاً ترك انطباعاً
حلواً،وفرحاً عارماً في نفوس الجميع.
الخميس، فبراير 19، 2009
لقاء تاريخي مع البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم
Labels:
مفيد نبزو
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق