الأحد، ديسمبر 02، 2007

مشاعر غريبة

عيسى القنصل
لا ادرى ما اصابنى الليلة ابكى بصمت غريب احتاج الى كتف ما لاخمد فوقة هذه الكتلة الحزينة التى تلاحقنى منذ صباح هذا اليوم ..احساس غريب بالحزن الاسود وكانه سيل عارم سوف يجتاحنى بين لحظة واخرى ..وكاننى امشى فى طريقة وفى امعائى الف سيف وقطع من الخناجر الصدئه ..
لا ادرى لماذا هذا الشعور بالضيق بالكراهية لانفاس الاشياء وحتى لسماع صوتى ..لا درى هناك سحابة سوداء قادمة نحوى اكاد اشعر بها دون ان اراها واكاد احس فى امطارها دون ان اشعر رعدا او ريحا او ارى برقا ..
الحزن الذى فى داخلى اشعر به يدا من الحديد والعنف والغضب
والصلابة تعتصر قلبى واعصابى وتحطم اناملى ..سمعت بعض الاغانى العراقيه الحزينه فبكيت حزنا على صبايا بغداد .. ورايت اكفانى كثيرة فى شوارع غزة فبكيت على شعب يرفض ان يموت ..وطالعت بعض المقالات فى المنتديات الادبيه فبكيت على فقر المعنى فى اكثرها وبكيت من هزالة الافكار ..وفتحت مذياعا فهربت من الاخبار وراقبت التلفزيون فهربت عيونى من محاجرها خزنا ومقتا وكراهية .
اريد ان اهرب من الساحات التى امامى واريد ان اهرب من الكلمات والقصائد والحب والهزيمة ..واكاد اصرخ فى العالم اتركونى لوحدى ..دعونى اشرب الخمرة نهرا لاسكر ودعونى اعانق العاهرات فى كل الشوارع لاهرب من واقعى ..ودعونى
لا افكر فى القوافى والعيون الساحرات ..اريد ان اصبح نعامة هذا العصر احس بكل شىء ولا اراه وارى كل شىء امامى ولا افهمه ..
حاولت ان اكسر اقلامى فتحولت سهاما حاده لطعنى .. وحاولت ان امزق اوراقى فتحولت الى كومة من القذرات امامى واحترقت وتحولت رمادا لتدخل فى عيونى ..
اشعر فى قرف غريب هذه الليلة .. فى ثقل نفسى حاد اكره الذاكرة التى ترجعنى كل لحظة الى ميدان خسارتى الانسانيه .. واكره ان ارى نفسى فى المرايا ,, اه كم اكره المرايا الطويلة جدا لانها تقدم لى نفسى كاملا كل يوم فارى عاهتى ارى قدمى ارى المى ..
منذ سنوات عديدة وانا احمل هذا الالم الانسانى فى اعماقى واتكابر عليه ..منذ ولادتى وانا احمل عاهتى وتحملنى اقدام الحزن معها من زاوية واخرى وانا اتكابر ..وحين حاولت ان اتقدم فى ساحات الحياة الانسانيه كانت قدمى حاجزا امامى فى كل شىء فى الحب فى الوظيفة فى الزواج .. فكرهت العالم والفقر وضعف اهلى فى فقرهم لمعالجتى صغيرا ..وحين مرت اعواما وسنوات وتناسيت هذه العاهة قال لى طبيب ما هنا اننى بعد سنوات سوف اصبح عاجزا عن الحركة ..واوصانى ان اتوكى على عصى وان لا اقف لساعات فى عملى وان لا اعمل فوق طاقتى ..ولكننى لشىء ما اقوى من حكمة الاطباء رفضت كل هذا فعملت فوق طاقتى ورفضت ان اصبح ضعفيا امام قوة عملى او واجبى فى الحياة ..رفضت ان اكون ضعيفا ..
لكننى اليوم بدات ارى سحابة الغد والم الصراع وحقيقة ما سيحصل لى بعد قليل من الزمن ..فاقدامى ليس لها القدرة على مواصلة الصراع ولعلنى سوف اصبح كتلة من اللحم الذى لا قدرة له على الحركة الا بمساعدة الاخرين ..
لكننى ارفض ان اكون ضعيفا ..وان احصل على حب الناس شفقة وان تكون هذه الكبرياء الانسانية التى احملها طوال عمرى هى طلب الشفقة من عيون الناس ..
لاننى اشعر فى كثافة هذه الغيمة الحزينة القادمه على واقعى بدات افكر فى التراجع عن ساحات التواجدى الانسانى قليلا قليلا وان ابتر الف علاقة وعلاقة لكى تصبح الساحة امامى فارغة الا من الذكرى .. وحين ينتهى هذا المشوار الانسانى لى على هذه الحياة بطريقة واخرى ..اشعر فى ارتياح ما بدل الحزن .
كان يومى مرهقا وطويلا لم اكتب شعرا ولا ربحت مالا ولا مارست الحب ..فقط شعرت فى فراغ عميق وبكيت كثيرا لوحدى ...بكيت لوحدى
والوحده التى اعيش بها هى شباك لمصيدة النهاية التى سوف اسقط فى بحرها واغرق وحيدا تحت اوحال الحياة

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الشاعر الحزين والأخ عيسى قنصل

الحياة ياصديقي ليل ونهار , ذهاب واياب , فرح وعويل وبداية ونهاية .

لانستطيع تغييرها لكن نقدر على التأقلم مع تغييرات مناخها وطقسنا .

ربما تضحك علي اذا قلت لك افرح لأن لك قدامان , فهناك من ولدوا وعاشوا بدونهما . وربما تهزأ مني اذا قلت لك اضحك لأنك تستطيع الشكوى ولكن بعض الناس قضوا ظلما في زنزانات صامتة وعمياء ولم يسمع نحيبهم سوى ظلام لم ينته .
احرم نفسك من الخبز ليوم واحد وسينسيك ألم الجوع باقي الآلام .

وتذكر بأنك تعيش نعمة دفع غيرك ثمنها وماعليك سوى الثقة بالحياة وبمن خلق الحياة .

محبتي أيها الانسان المرهف والطيب حتى الصليب

ايادق