يوسف رزوقة
* يمكن مشاهدة صورة الشاعر ضمن الشريط المعروض في أعلى الصفحة
شهيّ فراغ الحديقة هذا المساء
شهيّ فراغ الحديقة هذا المساء
استراحة حارسها لن تطول
ولن يتكرّر هذا الفراغ الجميل غدا، في حدائق أخرى
لذا سنمارس هذا المساء هواياتنا
ونؤثث هذا الفراغ بأروع صمت يمارسه عاشقان
ما ألذ الهدوء الذي يسبق العائلات السعيدة، هذا المساء، إلى البحر
ما أعذب الماء يجري إلى مستقرّ له نحو جمجمة دون مخّ.
بلا زوجة أتخيّل هذا المساء
بلا عودة نحو بيت له جدران وسقف وأرضيّة ونوافذ شتّى وباب تشقّق بعد الزّواج بعشرين عاما لتدخل ريح وتعبث، من حيث شاء الهبوب، بمحتويات المكان. ...
ونحن مجانين هذا الفراغ المنظّم في غير ظلم
سنفرغ أنفسنا من نفائسها الذهبيّة كي نتفرّغ، هذا المساء، قليلا لأنفسنا وهي حبلى بأبهى فراغاتها.
في الفراغ المنظّم في غير ظلم
امتلاء بما هو منفى وبحر ولي أن أجازف هذا المساء
بإفراغ رأسي المنظّم في كأس فودكا
وفي امرأة لا أحبّذ أسلوبها في الحياة
ولي أن أجازف بالقفز نحو الحديقة في مثل هذا المساء
فليس مداها مدى داخليّا لأسرى المكان فلي فيه أيضا تماثيل ذكرى وموطئ حلم وأشياء أخرى ولي فيه أيضا خطى جدّتي
ما استظلّت بأرزتها تلك إلاّ لترحل بحرا إلى صفر مجهولها
حيث لا فيء إلاّ الفراغ
شهيّ فراغ الحديقة هذا المساء
شهيّ فراغ الحديقة هذا المساء
بإمكاننا أن نموت قليلا وننسى نقيق الضفادع، لغط الجماهير في الشارع، البحث عن موقع في الضباب المؤدّي إلى القبر، شكل الإقامة في نقطة ما، التّسوّل من أجل شيء زهيد...
بإمكاننا أن نموت قليلا
وننسى الحياة الجديدة، كابوس أيّامنا المتشابهة، الغشّ في عشّ عصفورة غادرتها البراءة وهي ترى اللغم يأكل من حيث لا تشتهي بيضها، كلّ ما صنعته الثقافة من سلع، كلّ شيء يعولمه أثرياء الخريطة من أجل فيلم جديد بعنوان "دراما الدمار".
بإمكاننا أن نموت قليلا
ونفرغ أنفسنا من نفائسها الذهبيّة كي نتفرّغ، هذا المساء، قليلا لأنفسنا وهي حبلى بأبهى فراغاتها.
لا حقيبة في الرّأس إلاّ الفراغ
شهيّ فراغ الحديقة في شكله
غير أنّ الحديقة يحرسها، وهي شاغرة، عاشقان أرسطو المكان
وسيّدة تطلق النحل في رحلة الألف ميل وحتّى يعود إليها بأشهى رحيق
تقلّم أظفارها وتشذب أزهارها
ثمّ تفتح باب حديقتها لأرسطو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق