السبت، ديسمبر 15، 2007

الجسد تحفة فنّيّة ليوسف رزوقة في ورشة فرنسيّة






حسّان الباهي



- الجزائر

عندما يلتقي الشعراء في "غرفة" بالتوس

حول قصيدة " الجسد تحفة فنّيّة" لصاحبها الشاعر التّونسيّ يوسف رزوقة، المنشورة بمجموعته الشّعريّة بالفرنسية "ابن العنكبوت"2005، التقت مؤخّرا مجموعة من الشّعراء الفرنسيّين الهواة ليكتبوا من وحيها، ضمن ورشة شعريّة، قصائد لهم تمحورت حول لوحة "الغرفة" للرّسّام الفرنسيّ بالتوس ( من مواليد باريس 1908) والتي تناولها رزوقة في قصيدته هذه، موضوع الاشتغال.
جاء في قصيدة رزوقة "الجسد تحفة فنّيّة" ( نترجمها هنا إلى العربية ):
على الكرسيّ تتمدّد حديقة تستغيث
مفتوحة على مصراعيها
هذه الحديقة، ما من أحد يجرؤ على إشباعها.
في "الغرفة"، ريشة وظلال باذخة
وحديقة خاصّة،عبقة، وهّاجة، شهوانيّة، واسعة، مقبّبة، غائبة، كريمة، بخيلة، مربكة، متراصّة، تعيسة، مبتهجة، فائضة، هاوية
تعتزل، تتقشّر وتتضوّع
لا أحد في "الغرفة".
ما من أحد يدقّ الباب.
فقط بالتوس يسدل السّتائر.
ضوء ما، بوقاحة يبهر الحديقة:
هذا الجسد الحرّ، المرتعش على كرسيّه المستغيث.
يلقي بالتوس ريشته
يرسم خطّا ويرتمي في أفق "التّجريد".
فرامبوازين، إحدى شاعرات الورشة، كتبت في قصيدة أولى:
عبر ألوان هذه اللّوحة، يتجلّى سحر قصيدتك في صرخة هي الهرمونيا المتناغمة.
ما ألذ هذا السّفر الدّاخليّ إلى عالم الرّسّام في بحثه الباهر.
تموّجات ريشتك تترك في العمق منّي إيحاءاتك المبهرة.
وكتبت قصيدة ثانية، جاء فيها:
كيف أصف لك مدى رحابة هذا الأفق في شتّى حلله؟
انسياب المياه الشجيّ يدفعني إلى قلب الرّغبة
أهبك كلّ هذه الألوان
أيّها البحر الهادر واللاّنهائيّ، إلى أين تحملني؟
عندما تنبجس الأسرار من بين أعماقك، في أضمومة ضوء،
أحسّ في العمق منّي شيئا كأنّه الفتنة.
في حين كتبت زميلتها ليان، حول نفس السياق، تقول:
فتحت النّافذة / وقطفت ندى الرّبيع وكنت أيّها البستانيّ تمرّ ويداك محمّلتان بأزهار تفتّحت للتّوّ وأنت بالتوس، يدك ارتفعت لتضيء اللّوحة وأنت تدعو الكلمات إلى الغناء / ألوان الحديقة التحمت بالقصيدة، جوار مدخل النّور.
ويذكر أنّ هذه الورشة تشرف عليها الشّاعرة الفرنسيّة جوزيان دي جوزي بارجاي شاعرة فرنسية، مولعة بالثقافة المتوسطية. صدرت لها عديد المجاميع الشعرية نذكر منها : لا ترافقني، أنا في عجلة من أمري2001 ، كاعترافات أحجار الجزائر2003 (ترجمه إلى العربية محمد الرفرافي)وغيرهما.

ليست هناك تعليقات: