يحج الى البراري هو وأغنامه يوميا .
وحيثما يعثر على الكلأ يحط استه على الارض ويجلس القرفصاء ويعطي وقته للصمت والغناء والتثاؤب. لا مراة في خيمته ..
يعني انه لا يعرف شيئا اسمه الزمن .. ولا امراة تحاصصه الفراش ولا ولد.
ذاكرته براري تلبسها المواسم وجوها متناقضة الذها على نفسه لون العشب .. وعدا ذلك لا يوجد أي شيء.
منذ الفجر يجلس على الارض بمستوى كائناته .. يراقب انشغالها بالاكل ويطرب لذلك …….
وهل يطرب الراعي لصوت اخر سوى قضم الحشيش؟
هو واغنامه جسد واحد يعيش على ارض واحدة ولا فرق بين الطرفين عدا ان عصا القرار كانت بيده وقرار الانصياع كان بسيقانها.
الخرفان كانت ممتازة الانصياع .. تستجيب فورا لظل العصا ان رفعت مرة .. اذ ما من خروف يعق راع منحه العلف والبراري الرحيبة..
لذلك تصادم ثغاؤها المستفهم مع بعضه وتناطحت رؤوسها نتيجة التقارب .. حين راته في صباح يوم جديد يوليها استه ويصعد تلة عالية ويحط هناك وينفصل عن ارضها الى الابد.
- لماذا ؟.. لماذا ؟
كان الثغاء يسال فاصحابه يخشون ارتفاع الرعاة لان قمم التلال تحتاج الى صعود متعب ونزول متعب .. والتعب ينجب غضبا والغضب عصا منفعلة لا تميز بين الية واخرى عندما يفور تنورها .
- لماذا ؟.. لماذا ؟
تسال كائنات الراعي وتصمت .. ثم تسال وتصمت .. ولو ان في سيقانها قرار غير قرار الانصياع .. ولولا خشيتها من العصا الطويلة الجديدة .. لصعدت الى قمة التل وترى .. ترى الجرح العميق في جبهة الراعي .. الذي زرعه في غروب الامس احد اسمن الاكباش في لحظة هيجان غبية حينما كان سيده يداعبه بزهو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق