الثلاثاء، ديسمبر 25، 2007

شعراء شمال إفريقيا في أنطولوجيا روسيّة

حسّان الباهي / الجزائر

48 شاعرا في ضيافة بوشكين

* استهلّها نشيد الجزائر لمفدي زكريا أكبر الشعراء سنّا وانتهت بغرنيكا بيروتية للتّونسيّ يوسف رزوقة أصغرهم سنّا.

عن منشورات "مولودايا غفارديا" بموسكو، صدرت بالرّوسيّة أنطولوجيا "شعراء شمال إفريقيا"، في مقدّمة للمستشرق الرّوسيّ إيغور يرماكوف الّذي أطّر هذا العمل باعتباره نواة أنطولوجيّة تهدف إلى مدّ الجسور بين روسيا والعالم العربيّ بمختلف أجنحته وشمال إفريقيا، محور هذه الترجمات، أحدها.48 شاعرا من سبع بلدان عدّت شمال إفريقيّة وهي كما وردت في ترتيبها الأبجديّ : الجزائر، مصر، ليبيا، موريتانيا، المغرب، السّودان وتونس.

استهلّت الأنطولوجيا بنشيد الثورة الجزائريّة "قسما" لمؤلّفه مفدي زكريا، أكبر الشّعراء سنّا( من مواليد 1913) لتنتهي بقصيدة "غرنيكا بيروتيّة" لصاحبها التونسيّ يوسف رزوقة، أصغرهم سنّا( من مواليد 1957) وبينهما توزّعت مادّة الكتاب على امتداد 192 صفحة، بمعدّل ثلاث قصائد لكلّ شاعر، مع نبذة تعريفيّة في آخر الكتاب عن كلّ واحد منهم.الشّعراء الّذين ترجموا إلى الرّوسيّة، انطلاقا من اللّغة الّتي بها يكتبون ( سواء أكانت العربيّة أو الفرنسيّة) هم كالتّالي:

من الجزائر، مفدي زكريا، محمّد ديب، البشير الحاج علي، مالك حدّاد، كاتب ياسين، أبو القاسم سعد اللّه، محمّد الأخضر السّائحي، آسيا جبّار، رشيد بوجدرة، حمري بحري، أحمد حمدي، أزراج عمر ومحمّد الزتيلي.من مصر، عبد الرّحمان الخميسي، محمّد عفيفي مطر، صلاح عبد الصّبور، أحمد عبد المعطي حجازي، محمّد إبراهيم أبو سنّة وأمل دنقل.

من ليبيا، علي صدقي عبد القادر، علي محمّد الرّقيعي، علي الفزّاني وفرج العربي.

من موريتانيا، يوسف غيو، محمّد الحافظ بن أحمد وأحمد بن عبد القادر.

من المغرب، محمّد عزيز الحبّابي، عبد الكريم الطّبّال، محمّد خير الدّين، الطّاهر بن جلّون، إدريس الملياني، أحمد حنفي ، محمّد بنّيس، عبد اللّه راجع ومحمّد الأشعري.

من السّودان، حسن عبّاس صبحي، محمّد الفيتوري، تاج السّرّ الحسن، جيلي عبد الرّحمان، محمّد مكّي الإبراهيمي وعبد الرّحيم أبو ذكرى.

من تونس، محمّد العروسي المطوي، الميداني بن صالح، مصطفى الفارسي، نور الدّين صمّود، زبيدة بشير، جعفر ماجد ويوسف رزوقة.

من مناخات هذه الأنطولوجيا، نورد مقاطع من قصيدة الاستهلال أي نشيد الثورة الجزائرية لمفدي زكريا، وفيه يقول: قسما بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيــــــــات الدافقات / والبنود اللامعات الخافقات في الجبال الشامخات الشاهقات / نحن ثرنا فحياة أو ممــــــــات / وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر / فاشهدوا / نحن جند في سبيل الحق ثرنا وإلى استقلالنا بالحرب قمنا / لم يكن يصغي لنا لما نطقنا فاتخذنا رنة البارود وزنا / وعزفنا نغمة الرشــــاش لحنا / وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر / فاشهدوا.

كما نورد مقاطع من شعر أمل دنقل من قصيدته "فقرات من كتاب الموت"، يقول فيها: كلَّ صَباح../ أفتحُ الصنبورَ في إرهاقْ / مُغتسِلاً في مائِه الرقْراقْ / فيسقُطُ الماءُ على يدي.. دَمَا!/ وعِندما../ أجلسُ للطّعام.. مُرغما:/ أبصرُ في دوائِر الأطباقْ / جماجِماً../ جماجِماً../ مفغورةَ الأفواهِ والأَحداقْ!!

أمّا يوسف رزوقة الّذي أريد له أن يختتم هذه الأنطولوجيا فيقول في "غرنيكا بيروتية" التي كتبت منذ ربع قرن أي بتاريخ 15 أكتوبر 1983: تنمو ما بين الريشة والحلم المقهور عساليج الدفلى / يخترع العصفور ربيعا وهميا ويطير / تطالعه جثث الأشجار هنا وهناك / تحاصره أسلاك شائكة وهلاك / يحطّ على قمم تتفجّر أسفلها حمم / الدنيا عدم / ودم الأزهار يسيح سواقي يغمر إبداع الله / تنمو ما بين الريشة والحلم المقهور عساليج الدفلى / ما عاد اللون يميّز بين يد عليا ويد سفلى / كل الأعضاء رماد مندثر / كل التاريخ ظلام / غمّس ريشتك المجنونة في الدم / وارسم خارطة مثلى / يستوطنها رجل فنان وامرأة حبلى وحمام.

ويذكر أنّ هذه الأنطولوجيا ساهم في إنجازها، بتنسيق من المستشرقين أولغا فلاسوفا وإيغور يرماكوف، فريق من المترجمين هم فاليري خاتيوتشي، موثا بالوفا، أولغ ألكسي، سفتلانا كوسنتسوفا، يوري ستيفانوف، موريس باكسماخر، تاتيانا غلوتشكوفا، غالينا بوغتشيفا، ألكسندر زورين، لاريسا روماتشوك، مارات لأكتشوري، سرغاي غولوباف، ناجدا مالتسفا، فيكتور بولتشوك، مارينا تاراكوفا، يفريني بينوغوروف، أولغا تشوغاي وليوبوف بورونايفا.

مع الإشارة إلى استئناسنا هنا ، لغاية إعداد هذا المقال، بترجمة الأستاذ فتحي كشتبان في حين استقينا الشّواهد الشّعريّة من دواوين أصحابها المترجم لهم. ( يورز برس )

ليست هناك تعليقات: