د. عدنان الظاهر
حوار مع سلام إبراهيم [[ لمناسبة صدور روايته الجديدة : الحياة ... لحظة ]] * . تصورته فصورته كأنه هو بطل الوقائع والأحداث وليس إبراهيم السلامي ، الرجل الحقيقي الآخر .
بدأ إبنُ إبراهيم بالسؤال :
كيف يبُاع الإنسانُ بنقوده الخاصة ومَنْ يُصدّقُ ذلك ؟ ذلك ما حصل وليصدّقه مَنْ يصدقه ولينفيه من يشاءُ . نحن في زمن العجائب والغرائب والعولمة وممارسة الإرهاب الدموي والقتل والإحتلال وقمع الشعوب والأديان بإسم محاربة الإرهاب . إذا ما حصل ذلك كله فما الذي يمنع بيع الإنسان بماله الخاص ؟ علّقَ سلام الذي لا يُطيقُ صبراً : نقول في العراق
[ بصوفهِ كتّفوهُ ] أي صنعوا حبلاً من صوف الخروف ليقيدوه به إعدادا له للذبح . بالضبط، أحسنتَ يا صديق الشدائد والملمات ، وأنا كذلك ، حدث لي شيءٌ من هذا القبيل . بمالي الغالي تم بيعي رخيصاً فتداولتني أيدٍ مشبوهة تآمرت ضدي بنذالة وخسّة ووضاعة لا يمكنُ تصور فضاعتها . تصوّر يا سلام ، وجدتُ فجأةً نفسي كبضاعةً سقطت من حافلةٍ مارّة في طريق عام دون أنْ يشعرَ بما سقطَ قائدُ الحافلة . كيف تمت حياكة وتنفيذ مخطط المؤامرة الدنيئة هذه في ظرف أسبوع لا أكثر بحيث إنقلبت الأمور والمشاريع كافة ودارت في الظلام بحيث وجدتُ نفسي في اللحظة الأكثر حراجةً مخدوعاً مغلوباً على أمري في بلد غريب أراه ـ وليتني ما رأيته ـ لأول مرة . كيف إنقلبت حمائم الود والصفاء ومعسول الكلام إلى ضدها تماماً لتغدو مجرّدَ غربانَ شؤم وخبيرات عاليات التدريب والتأهيل في حياكة المؤامرات ولي أعناق الحقائق ؟ كيف تكذبُ وتشعوّذُ وتنصبُ وتسرقُ إمرأةٌ كنتُ حتى قبلَ وقتٍ قصيرٍ أحسبها نظيفةً شريفةً عفيفة اليد واللسان على درجة ما من التهذيب والتربية الشخصية والبيتية ؟ ماذا جرى للبشر في هذه الأيام ؟ هل أنشر المراسلات والتصاوير ووصولات الحوالات المصرفية أم أكتم غيضي وأصون عهودي وألتزم بما الزمتُ به
نفسي من أخلاق وحفظ أسرار الناس والسِتر حتى على من لا تستحق الستر بل ولا تقدّرُ أبعاده ومغازيه ؟ كالعادة ، سينتصرُ الإنسانُ المثاليُّ فيَّ ولأتحمل النتائج وعواقب براءة الأطفال والتمسّك بالمثاليات والثوابت الأخلاقية والثقة المطلقة بسوايَ من البشر . أكثر سلام بلهجة عميقة مَهيبة : أتقِ شرَّ مَنْ أحسنتَ إليهِ إتقِ شرَّ مَنْ أحسنتَ إليه ... كُنْ يا رجلُ حذراً مع الناس سيّما أؤلئك الذين لم تَرَهم في حياتك ولم تقابلهمْ في أيّما مناسبةٍ . كيف تثقُ بمن لا تراه وكيف تطمئنُ لما يقول والغائبُ ليس كالحاضر ؟ هززتُ رأسي موافقاً لما كان يقولُ سلامُ لكني في عين الوقت كنت غارقاً في شعور غريبٍ بالهوان بل وبالضِعة أمام نفسي وبشيء من الخجل أمام هذا الصديق المُجرِّب أكثرَ مني والأصغر سناً . وهكذا نرى أنفسنا أحياناً بجلاء أكبر ومصداقية حقيقية في حضور الأصدقاء كأنهم مرايانا ، مرايا نفوسنا تعكس وتفضح ما في دواخلنا من أمور نخشى في العادة من وضعها أمام عيوننا ونتحاشى مسّها قدر المستطاع عجزاً وتقاعساً عن ضرورات كشف النفس كما هي وممارسة نقد ذواتنا لأننا ، على ما يبدو ، نميلُ بقوة إلى رؤية أنفسنا مثاليين أتقياء أنقياء لا شائبة فينا أو علينا ... ملائكة أو كالملائكة تمشي على قدمين على سطح نسميه الأرض ... نتمنى ... نحلمُ ... نحاول ... نُريدُ ما لا نستطيع وهذه مأساة الإنسان العصري الذي يسعى لكمالٍ لا وجودَ له إلاّ في مُخيّلاتنا وإلا في التمنيات الصعبة . إنتبهتُ كأني في سياحاتي الطويلة هذه كنتُ نائماً أحلمُ وأفسّرُ وأبررُ مفتوحَ المآقي لكنني ما كنتُ أرى شيئاً . إنتبهتُ لأرى جليسي طوال الوقت مُنصتاً جامداً أمامي مُطرِقَ الرأسِ . سألته ما بك يا سلام ؟ قال جعلتني قصتك هذه أعود بذاكرتي القهقرى إلى أعوام النضال العلني والسرّي في مدينة الديوانية وإلى سنوات الحرب وما لاقيت في جبهات القتال من أهوال وإحتمالات الموت ثم حقبة إلتحاقي بحرب الأنصار الشيوعيين في جبال كردستان ... كنت معك في محنتك الصغيرة مع فتاة قد تكون فاقدة العقل فعلاً لكني وجدت هذه المحنة الشخصية الصغيرة أمراً لا أهمية له على وجه الإطلاق مقارنةً مع ما رأيتُ وما كابدتُ وما لاقيتُ من عَنَتٍ ومشقّاتٍ في المدن وفي الجبال ... ما قيمة خدعة تعرّضتَ لها في فسحة زمنية قصيرة لم تتعرض بسببها إلى أي خطر على حياتك أو سلامتك ؟ معك حقٌّ يا سلامُ . علمتك تجاربك المريرة مع الناس والزمان أشياء كثيرة لم أعرفها ولم أمرَّ بمثيلاتها . غدوتَ يا سلامُ حكيماً أكثر مني خبرة ودراية وحَنَكة . لم أقاتل فاشية البعث ونظام صدام حسين نصيراً في جبال كردستان ولم أتعرض مثلك للقصف بالأسلحة الكيميائية المحرّمة دولياً لذا تبدو مشاكل غيرك تافهة لا قيمةَ لها وإلا فضياع بعض المال ليس كضياع الحياة نفسها والمقامرة في الظلام ليست كمغامرة خوض حرب تجري نهاراً تحت الشمس وليلاً في عتمات الظلام . علّقَ سلام قائلاً : لو شاركتَ في حروب الأنصار في ذرى شواهق الجبال ومسالكها الشديدة الوعورة لهانت عليك قصتك مع فتاة كذبت عليك ونصبتك واحتالت وتواطأت مع صاحبةٍ لها واختلقت قصصاً لا صحة لها ولا مصداقية . إنسَ هذا الموضوع وانسَ صاحبته فإنها في نظري مجرد عاهرة تدّعي الشرف ومحتالة من العيار الثقيل تتوهمُ النزاهة في نفسها والعفة في جسدها (( بابة هاي وحدة شرموطة ما تسوة تفكّر بيها )) . أُصغي لمحاضرة سلام وحكمته فيها فأتذكر إدّعاءَها أنها تركت صديقاً لها لأنه راودها عن نفسها فاعتذرتْ واستعّصمتْ وتحصّنتْ وأصرّت أنْ تحتفظَ بكامل عذريتها . كان صاحبي يراقبني بعينين خبيثتي النظرات فترجم حواري الخفي ونجواي مع نفسي على الفور . تبسّم بخبثِ خبيرٍ في شؤون النساء وقال : إي نعم ، عذراء بتول ولكنَّ عذريتها في مؤخّرتها لا في مقدمتها . اللعنة عليك يا سلام ! ما تجوز من سوالفك ! شرف المرأة ليس في عذريتها فقط ، إنما في شرف اللسان وفي شرف السلوك وكيفية التعامل مع الناس . الشرف كل الشرف في أخلاق المرء ذكراً أو أنثى .
هل أسالُ صديقي عما حلَّ به في فترة إقامته شبه الجبرية في موسكو لأكثر من عام وهو يحاول الوصولَ إلى الدنمارك ؟ أم أسألهُ عن مجمل أوضاعه بعد ما حلَّ لاجئاً في هذا البلد الأسكندنافي ؟ عرضتُ عليه كلا السؤالين فقال تريّثْ ، إسألْ بعد أنْ تُنهي قراءةَ روايتي الجديدة التي أعطيتها عنوان [[ الحياة ... لحظة ]] *. إنه كتابٌ ضخم يا سلام بأكثر من 500 صفحة فمتى يتسنى لي إتمام قراءته وأوضاعي كما ترى لا أقرأ إلا القليل ولا أقرأ إلا في النهار ونهارُ الشتاءِ كما تعلمُ قصيرٌ . قالَ سأنتظرُ ، سأنتظرُ حتى حلول زمان نهارات الصيف الطويلة فصبري أطول منها . طيّب يا سلامُ ، ننتظرُ أشهرَ الصيفِ القادم ولسوف نرى ما سأكتبُ عن كتابك وما سأقولُ ولكنْ ، بيننا وبين أوائل فصل الصيف شهوراً وشهوراً وشتاءً ثم ربيعاً فماذا عسانا بها فاعلين ؟ قال فلنتحاور حول ما قرأتَ من قصص كتابي حتى يومنا هذا . فكرة جيدة يا سلام . قرأتُ القصصَ التالية : المتشردة الروسية / اليهودية الجميلة / مريم الأوكراينية / أخي الزنجي / شاعر الإيديولوجيا / الحالمون الثلاثة / جندي أمريكي وعدس عراقي . ضحك صاحبي مجلجلاً في الفضاء ضحكة هي خليط من البهجة والدهشة وبعض السخرية فسألته ما الذي أضحكه ؟ قال قد قرأتَ نصفَ قصص الكتاب وتدّعي أنك لا تقرأ إلا القليل ولا تقرأ إلا في النهارفقل لي بربك الأعلى ، كم كنتَ ستقرأ لو واظبتَ على القراءة ليلاً ونهاراً وبوتائر طبيعية ؟ أفحمني سلامُ بسؤاله لكني إستدركتُ فقلتُ يا سلامُ ، قصصك مغرية جداً وأسلوبك في السرد سلسٌ ممتع ومشوّقٌ ومادة ما تكتب مستلّة من صميم الواقع ومن تجاربك الشخصية في أعوام النشاط الشيوعي بنوعيه السري والعلني ثم ما تراكم لديك من خبرات مؤطّرة بالدم ورائحة البارود والحروب وجبهات القتال خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية حرب السنوات الثمان . السجون والمعتقلات والتعذيب والإغتصاب طفلاً ثم في دوائر الأمن والأمن العام في بغداد وغيرها ( الصفحات 99 و 405 ) . ثم هروبُك من جبهات القتال والتحاقك برفاقك الأنصار الشيوعيين في جبال كردستان وما لاقيتَ وما واجهت هناك حتى تعرّضك لضربة الأسلحة الكيميائية التي أخذتك قريباً من حالة العمى . كلها حقائق أبدعتَ في وصفها بدقّة مُقاتلٍ شريفٍ وأمانة كاتب عفيف وشجاعة رجل جريءٍ خارجيٍّ الطبع أدمن الخروج على المألوف وأدمن قولَ ما يراه حقاً وصحيحاً حتى لو خالف الكونَ بأسره . كيف لا تغريني مثل هذه الكتابات ، كيف ؟ تابعتُ كلامي فقلتُ : لكنَّ القراءة ـ مهما صعبت وتعذّرتْ ـ شيءٌ والكتابة شيءٌ آخرُ مختلفٌ . القراءةُ شيء خاص لكنَّ الكتابة أمرٌعام ، يكتبُ مّنْ يكتب إنما يكتب لسواه ، للناس جميعاً لا يكتب لنفسه . الكتابة مسؤولية كبيرة متعددة الوجوه والأهداف ، إنها مسؤولية الكاتب تجاه نفسه ومسؤوليته تجاه صاحب النص ثم مسؤوليته أمام القرّاء وأخيراً مسؤوليته العظمى أمام التأريخ . كان صاحبي يوالي هزَّ رأسه هزاتٍ خفيفة مؤيداً أقوالي وأنه يعرف حجم ومقدار مسؤوليته حين يجلس منصرفاً لكتابة قصة أو مجموعة قصصية أو رواية . إنه يُدرك حقيقة وعمق ما كنتُ أقولُ . لقد كتب سلام في مجموعته الكبيرة الأخيرة أموراً شخصية جداً تتعلق بنوع علاقته بزوجه أمِّ طفليه وكيف توتّرت هذه العلاقات وكيف وجد نفسه مشرّداً بلا مأوى هناك في الدنمارك ، بلد لجوئه وكيف غدا مدمناً على تناول الكحول ولا سيّما الفودكا ( قصة الحالمون الثلاثة ) . كان في كل ما قصَّ وما عرض من تفصيلات غاية في الخصوصية ... كان جريئاً وكان أميناً لكأنه تعلّم هذا النهجَ من جان جاك روسّو وما كشف في إعترافاته من خبايا وأسرار شخصية . كيف لا أتأثرُ ولا أتجاوبُ مع كاتب يكشف لي ما في صدره وسريرته من أسرار؟ كيف لا أجعلُ من نفسي صديقاً صدوقاً له رغمَ أني لم أرهُ ولم يَرَني ؟ وكيف لا أحرصُ على مداومة قراءة ما كتب وأنا واقعٌ تحت تأثير أصالة وصدق وجمال تعبيره عمّا فيه وعمّا عانى وما قد لاقى من عَنَت الدنيا والظروف ومن أقرب الناس إليه : قرينته وأم طفليه ؟ كيف يؤولُ إلى مثل هذا المصير مناضلٌ شيوعيٌّ كرّسَ عمرَهُ وحياته يسعى لإقامة العدل في الدنيا والمساواة بين البشر وضمان حريات التعبير والنشر والمعتقدات وتوفير السعادة لكل الناس ؟ كيف تكون نهاية هذا البطل المناضل نهاية مأساوية حزينة حيثُ يجدُ نفسَهُ عاطلاً مطروداً من جنة عدنِ بيته وعائلته لا يفارقُهُ السُكرُ حتى يخضع لجلسات علاج نفسانية بل وحتى المكوث في مشفىً خاص بمعالجة الإدمان والمدمنين على تناول الكحوليات ؟ ما كان سلامٌ الوحيد في هذا المصير ، فقد عرض علينا نموذجين لإثنين من رفاقه السابقين في تجربة الكفاح المسلّح في الجبال هما علي وأحمد ( قصة الحالمون الثلاثة ) . علي ، مُقيمٌ بالسويد ، بساق واحدة هو الآخر سكير لا يفارقه سكره . وأحمد ، مُقيمٌ في المانيا ، المهندس اللامع السابق مطرودٌ من وظيفته نصف مشلول لا يستطيعُ النطق إلا بصعوبة . ثم عرض في قصة ( الشاعر ) نموذجاً آخرَ لا يختلف كثيراً عنه هو شيركو ، الشاب الكردي من كركوك ثم عزيز في قصة ( مجد الغرفة ) . مَنْ الذي لا يتضامن مع سلام في تساؤلاته الوجودية العمق والدلالات من قبيل : " مَنْ غطّسني في يمِّ المنفى / ص 446 " و " من جعلني أعيشُ حياتي مثل وهم / نفس الصفحة " ثم إنه هو نفسه يعود كأنه قد صحا لتوه من عتمات سكرته فيجيبُ قائلاً " كنتُ لم أزلْ أعتقدُ بالإنسان في معادلة غير قابلةٍ للنقض ، هي التي أفضت بي إلى هذا المآل ، حيثُ صرتُ مُتشرِّداً في بلدٍ لا مكانَ فيه لأحلام الثورة ، فكل مشكلةٍ لها حلٌّ في نظامٍ متماسكٍ قليل الثغرات / ص 447 " . حين يكون سلام غارقاً في حوارات عميقة مع نفسه يسألُ ويُجيب يفرزُ دماغُه أو قلبُه أو عقلُهُ الباطن أفكاراً لا تختلفُ عن أفكار كبار الفلاسفة وأعجبُ كيف يصوغها ويعبّرُ عنها بدقة متناهية تثيرُ الدهشة فيا له من أديبٍ مفكّرٍعرك الدنيا وعاشها لحظةً فلحظةً وقطعها شبراً شبراً بين السهل والجبل والبر والبحر . أحد الأمثله على طفحات سلام البالغة العمق والجرأة ما قال في الصفحة 456 في معرض تفسيره لأسباب كرهه لأمريكا [ ... يُضافُ إليها شدّة إلتصاقي بالإنسان كقيمة مطلقة تهملها الإيديولوجيات رغم أنَّ أُسَّ قيامها وتكوينها عليه ... وبتعبير أدق أنها تجعلُ منه معبراً لسيادة أفكارها وما يقفُ خلفَ تلك الأفكار من مقاصد ومصالح ومنافع ] . مثل هذه القفزات الطافحة أو الطفحات القافزة ليس بالقليل في هذه الرواية الزاخرة بالأحداث والوقائع التي يقربُ بعضها من حدود الخيال العليا حتى ليصعب تصديقها . نعود لمناقشة ما وجدتُ فيما قرأتُ حتى اليوم من قصص سلام في سِفْرهِ الأخير . طلب مني أنْ أكاشفه فيما وجدتُ في قصصه من مؤاخذات ونقاط ضعف وما شابهَ ذلك . أعرفه شجاعاً ورجلاً لا يخشى النقد النزيه أو المُنزّه من الأغراض اللئيمة والأهداف المشبوهة وقد شجّعني على مكاشفته الصريحة كونه لم يكن مخموراً حدَّ السكر فمضيتُ غير هيّابٍ لما سأقول . يا سلامُ ، إنصرفَ لي بكليّته فاتحاً حدقتي عينيه جامدتين من غير رمشٍ وحركة . يا سلامُ ، كررتُ ، رأيتُ أنَّ الفصلَ الأخير في مجموعتك القصصية بعنوان ( بُمْ ) فصلٌ مُفتعلٌ غريبٌ عن جسد وموضوعات باقي القصص التي سردتها وكانت في أغلبها قد وقعت في موسكو ومدينة كييف عاصمة جمهوية أوكرايينا. بل ووقعت أحداث بعضها المتطرفة في رومانسيتها في كابينة قطار صغيرة متَّجهِ من موسكو إلى المدينة الثانية . فما الذي دعاك إلى هذا الإفتعال وإختلاق قصة إختطافك وصديقك أحمد من قبل بعض المجاهدين وأنتما في الطريق البرّي إلى بغداد ؟ بل وكانت خاتمة هذه القصة شديدة البرودة ناقصة خالية من أية قيمة أو مغزى . لم تحسن ختامها يا سلام لذا ، أرى أو أتمنى لو أنك أهملتها ولم تجعلها جزءاً ختامياً في كتابك . كان صاحبي مُصغياً بهدوءٍ وأدبٍ جمِ لما كنتُ أقولُ . قال هل أوضّح ؟ تفضّل يا سلام . بُمْ تعني صوت إنفجار ، الحياة فقاعة ، صوّرها قبل أنْ تنفجر ... كما درَجَ المصور الزنجي شاكر ميم على القول . لكنَّ هذا القول ليس لصاحبك شاكر ميم إنما هو قول معروف باللغة الإنكليزية خطّه أحدُ مصوري بغداد أواسطَ خمسينيات القرن الماضي على واجهة محله وكما يلي :
Life is a bubble, snap it before it burns
(( همس مع نفسه بصوتٍ خفيض : كيف أعرف ذلك وما وُلِدتُ إلاّ عامَ 1954 ؟ )) .
بعد فترة صمت قصيرة قال وهل عندك مؤآخذات أخرى ؟ أجلْ يا سلامُ ، لديَّ الكثير . مثلاً؟ قال سلام . لم يعجبني إسرافك في سرد تفاصيل علاقاتك ببعض الفتيات وتصوير نفسك للقارئ كأنك كازانوفا ساحر خبير في فنون الإيقاع ببنات حواء وبسرعات تفوق سرعة الصوت . ثم سرعة تجاوب الفتيات معك حتى أنك نجحتَ في مضاجعة الفتاة اليهودية وأنتما في كابينة قطار متجه نحو مدينة كييف في ظرف ليلة واحدة لا أكثر ( قصة اليهودية الجميلة ) . ثم قصة أخرى مشابهة جرت أحداثها في غرفة من حجرات أحد بيوت الطلبة في كييف إذْ تورطتَ في إغراء حبيبة طالب لبناني أعدَّ لك في حجرته مائدة طعام وشرابٍ تكريماً لك دعا لها نخبة من الطلبة العرب الدارسين في جامعة كييف ومعاهدها. سحرتها بلحاظ عينيك فتجاوبت معك ثم مارست بعد ذلك الجنس معها في تلكم الليلة عينها
( قصة مريم الأوكراينية ) . لقد خنتَ الأمانات يا سلام وجميلٌ منك أنك إعترفتَ أنك بصنيعك ذاك كنتَ نذلاً ( ... تذكّرَ كيف همس لمريم بعنوان مسكنه ، تعجّبَ لا من جرأته فحسب ، بل من نذالته وهو يحاول الإيقاع بعشيقة صاحب الدعوة / الصفحة 394 ) . ماذا تسمّي هذه الخيانة يا سلام ؟ أليست هي أسوأ وأكبر وأقبح من خيانة تلك الفتاة النصّابة الكذّابة التي باعتني ببعض نقودي لصديقتها ثم وبعد أنْ أنجزتْ صفقة بيعي شرعت بترتيب وتأليف شتى قصص الشعوذة والدجل وقلب الحقائق . كان وجهها وجه دب شديد السمرة خالٍ من أية إنفعالات تماماً كأنه قطعة خشب جففتها حرارة شموس صيف تلك البلاد الحارة . حين أضع أمامها كذبها وتورطها بالصفقة المخجلة وأكشف لها حقائق الأمور ... ما كانت تنفعلُ وما كان يبدو على ملامح وجهها أي أثرٍ لشيء إسمه الحَرَج أو الإحساس بالخجل أو الندم أو الإستعداد للإعتراف بالذنب ثم الإعتذار عمّا فعلت . بالعكس ، ظلت تكذب وتكذب وتفتعل أعذاراً مهلهلةً لا تصمد أمام أصغر حجة أو بيّنة . بإختصار شديد : أساءت هذه الخنفسانة القميئة لا لنفسها الأمّارة أصلاً بالسوء والسرقة والإحتيال حسبُ ، إنما أساءت لمجموع نساء بلدها وقدّمت لي النموذج الأكثر سوءاً والأقذر فعالاً والأحط قيمةً . عدّل سلامٌ ظهره ثم نهض مادّاً يده لمصافحتي قائلاً ببرود شديد : لا تشغلْ نفسك بها . إنها مجرد صرصور مراحيض ومجاري تصريف مياه المدن القذرة . أدار نحوي رأسه نصف إستدارة وقال : بابة هاي وحدة شرموطة ... شوف وحدة غيرها ... لا تورطْ نفسك ولا تشغلها بالصراصير . إغتنمْ أجمل الفُرص وعش للحظتك مع الجمال والجميلات فإنَّ
[[ الحياةَ... لحظة ]] .... / هذا هو عنوان رواية سلام القصصية الأخيرة الذي يذكّرني بعنوان رواية الطبيبة المغربية الرائعة " لحظات ... لا غير " .
خُلاصات
كيف يمكن تقويم سلام إبراهيم ومجمل كتاباته وخاصة مجموعته القصصية الأخيرة ؟
للمثقف والأديب وباقي الناس بعدان أساسيان هما البعد الإنساني ـ الأخلاقي ثم البعد الفكري ـ الثقافي . البعدان بالطبع متداخلان لكني أحاول أنْ أجدَ بعض الفوارق بينهما لكيما يكون القارئ الكريم على بيّتة من حقيقة وطبيعة الكاتب الأديب والقاص السيد سلام إبراهيم مناضلاً شيوعيا أوقات السلم يتعرض للإعتقال والسجن والتعذيب والإغتصاب الجنسي ثم جندياً مقاتلاَ في جبهات القتال ضد عدو خارجي حسب مفهوم ونظريات حكام العراق وعلى رأسهم صدام حسين ... وأخيراً نصيراً يحملُ السلاح في وعر الجبال وزوجه معه في وجه نظام دموي فاشي ديكتاتوري أهانه وأهان أغلب شعب العراق وأذلّهم وقتلهم بالسموم أو التعذيب وغيبهم في سجونه وأقبية مخابراته وإستخباراته السرية وفي المقابر السرية الجماعية واستباح الأعراض والحريات والممتلكات .
مَنْ هو سلام إبراهيم ؟
سأحاولُ ـ قدْرَ ما أستطيعُ ـ سبرَ أغوار سلام إبراهيم وتسليط الضوء المُنصِف عليه في شتى تجلياته وأبعاده الإنسانية والمرحلية وأطوار حياته المتنوعة الشديدة التلّون والإختلاف. أرى أنَّ البعدَ الإنساني فينا بعدٌ جوهريٌّ أصيلٌ يولدُ معنا والناس متفاوتون في عمق هذا البعد . معه أو نتيجة له ينمو ويتطور في هذا الإنسان الجانب المتمم الآخر ، الجانب أو الوجه الأخلاقي ، إذ لا من بُعدٍ أخلاقي بدون أُساسهِ وجذره وقاعدته : الكينونة والطبيعة الإنسانية في الإنسان. طبيعة سلام إبراهيم والظروف العائلية والمدرسية والإجتماعية التي أحاطت به بعد مولده ... هذه العوامل مجتمعة ساعدت على ظهور ونمو وصقل وتطور الوجهين معاً الإنساني ثم الأخلاقي . لهذه الأسباب مجتمعة مال سلام أو أماله طبعه السليقي للتنظيمات السرية الثورية للحزب الشيوعي العراقي حيث وجد فيه وفي عقيدته السياسية ـ الإقتصادية ـ الإجتماعية الأنموذج والمثال اللذين يتطابقان مع تصورات الفتى الناشئ في العدالة والحرية والإكتفاء ورَغَد العيش ويحققان طموحاته في حياة مثالية نظيفة خالية من الظلم والفقر والإستبداد . أطلق سلامُ لاحقاً على موسكو المدينة الفاضلة ، مدينة ماركس الفاضلة ، مثالاً للمدينة والنظام الذي كان يحلم بهما حتى عاصرَ وعايشَ ورأى رأيَ العين ما حلَّ بموسكو وما صار إليه مواطنو الإتحاد السوفياتي السابق زمن كورباتشوف ويلتسن . رأى نفسه في العاصمة موسكو الرأسمالية الجديدة منتكساً على رأسه معلقاً من قدمية تدور به مروحة سقفية كتلك التي كانت عناصرُ أمنِ ومخابراتِ حزبِ البعث في العراق تشدّه بإحكام فيها شكلاً واحداً من أساليب التعذيب التي كانت تمارسها تلك السلطات المغرقة في السادية والوحشية مع السجناء السياسيين المخالفين في الرأي والعقيدة لمنهج وعقيدة الحزب الحاكم .
هل إنحرف سلام عن جوهر طبيعته ، متى وكيف ولماذا ؟
إنتكس سلام في عاصمة الحلم والأمال والإشتراكية موسكو بعد إنهيار المنظومة الإشتراكية وتفكك الإتحاد السوفياتي حصن السلام والإشتراكية وأمل الفقراء والعمال والفلاحين ومحبي الحياة من بسطاء الناس وخيارهم . شاء حظ سلام العاثر أنْ يكون في موسكو عام 1990 وقد أتاها مع زوجه وطفليه تهريباً من شتى بقاع العالم [ كردستان العراق فتركيا وإيران ودمشق ] بجواز سفر سعودي مزوّر بعد أنْ خاضا تجربة أو تجارب الموت المتعددة الوجوه مقاتلين أنصاراً في جبال كردستان العراق . طارت الزوجة مع الطفلين ، في مغامرة غير معروفة النتائج ، إلى العاصمة الدنماركية كوبنهاكن وبقي سلام وحيداً في موسكو ينتظر إحتمال قبوله لاجئاً ليلتحقَ هناك بعائلته الصغيرة . هنا في موسكو أمضى قرابة عامٍ ونصف منتظراً حلول المعجزة وضمان حق اللجوء للإلتحاق بعائلته . وهنا بالضبط جرت التحولات الغريبة والعجيبة في أفكار سلام وسلوكه ومجمل وجهات نظره لا سيّما تلك المتعلقة منها بالشيوعية والحزب الشيوعي وقياداته والرفاق المقاتلين الأنصار والنصيرات وتجربة الكفاح المسلّح نفسها ثم عموم مواقفه من النساء: قصة فليرمها بحجر وقصة لا تتركني وحدي ثم قصة مجد الغُرف ... على سبيل المثال . ركّزَ سلام فيها طولاً وعرضاً ، للأسف ، على الجوانب السلبية فقط في تجربته مع الحزب وفي إلتحاقه بالأنصار ولم يذكر أمراً واحداً نظيفاً إيجابياً بطولياً يرفع الهامات من تلك التي يذكرها ويؤكدها أنصارٌ مثله آخرون وهي لا شكَّ أكثر من كثيرة . ركّز سلام كثيراً وأعتمد على حكايات وروايات شاب كردي صغير من كركوك إسمه شيركو وعلى ما كانت تقصُّه عليه رفيقته جميلة إبنة قطّاع أربعين في مدينة الثورة من بغداد . ما كان سلام مشرّداً في شوارع موسكو بلا مأوى إذ وضعته لجان أو مفوضية اللاجئين في شقة مع مخصصات غير قليلة ، لكنه وجد فجأةً نفسه ضائعاً شبه يائس لا يعرف مصيره ومصير عائلته التي طارت وظلَّ بعدها وحيداً يواجه إحتمالات مجهولة ونتائج غير أكيدة . لعبت عوامل محددة بالتكافل والتضامن أخطر الأدوار في هذا الطور من حياة سلام غدا بها وجرّاءَها سكّيراً مُدمناً على تناول الفودكا الروسية والبيرة فضلاً عن أدمانِ آخرَ هو الجنس والنساء . على رأس قائمة هذه العوامل هو الشعور بالضياع ! وجد نفسه حرّاً وحيداً بعيداً عن زوجه وطفليه في مدينة كبيرة تمرُّ في أخطر أدوار تحولاتها من عهود الإشتراكية إلى عهد الرأسمالية الضاربة الأطناب والحافلة بالقفزات والمغامرات . كان ضائعاً مستعداً للتشرّد تأتيه مخصصات تكفي حتى للإسراف في تعاطي المشروبات الكحولية والإنفاق على أصدقائه العراقيين ، ولا سيما رفاق الكفاح المسلّح ، وعلى صديقاته الروسيات المتساهلات جداً في أمر الجنس . ثم كانت تحت تصرفه شقة صغيرة مجهزة بحمام ومطبخ وأثاث متواضع . هل كانت هذه هي بالضبط طبيعته الجوهرية التي وُلد بها ووُلِدتْ معه ؟ تأريخ حياته الذي عرضه بشتى الأساليب منذ طفولته وصباه وشبابه يجعلنا نميل للقول نعم . الأرضية موجودة والطبيعة فيه مستعدة . صبيٌّ وفتى متمرد مشاكس عنيد يعيش في بيت من حجرة واحدة وأكثر من عشرة أشخاص مارس التدخين والسكر والجنس ( قصة مجد الغرف ) منذ بدايات سنيِّ مراهقته الأولى ميالاً بقوة للجنس الآخر من بنات الجيران وباقي بيوت المحلة . زدْ على ذلك عاملاً آخرَ شديد الخطورة على واقع ومستقبل طفل بهذه الطبيعة ... أعني كان والده سكّيراً وعاطلاً عن العمل وكان قاسياً مع الطفل سلام. ساعدت هذه العوامل على تنشيط وبروز الكامن من طبعه الذي ظهر على السطح وساد ما أنْ تهيأت الفُرص والأجواء الملائمة فانكشفت طبيعة وسليقة سلام المتأصلة أساساً في جيناته الوراثية.
وماذا عن البعد الثاني ، الفكري ـ الثقافي لسلام ؟
قرأتُ وكتبتُ عن ثلاث روايات لسلام إبراهيم هي : رؤيا اليقين / سرير الرمل / الأرسي / وهذه الرواية الأخيرة موضوعة كتابتي اليوم . وجدت سلاماً فيها كاتباً متمكناً من صنعة القص الروائي سليم اللغة واسع الثقافة جسوراً جريئاً لا يُخفي خبراً يخصّه مهما كان كبير الحساسية . وفيما يتعلق بمجموعة اليوم الروائية ، وجدته أكثر جرأةً وأطولَ نَفَساً وباعاً وأكثر إقداماً على المزيد من كشف أمور لصيقة به وبتأريخه الشخصي البعيد منه والقريب ثم الأقرب . جرت أحداثُ أغلب قصصه هذه في موسكو لذا وجدها فُرصةً مناسبة لإستعراض ما يعرف وما قرأ من قصص وروايات وأشعار كبار الكتاب والشعراء الروس وخاصةً ديستيفسكي وتشيخوف وتولستوي وماياكوفسكي وكان جلياً تأثره الكبير بروايات الأول على مستوى الفكر ثم التصرفات والمسلك هناك في موسكو مدينة هؤلاء الكتّاب العظام . قرأ وفهم عميقاً ما كتب ديستيفسكي عن المشردين ومدمني الخمور والضائعين في خضمّ الحياة الروسية الدنيا في العهد القيصري ، بشر القيعان والعالم تحت السفلي . قرأ ذلك في السابق لكنه وجد نفسه في موسكو عام 1990 واحداً منهم لا يختلف عنهم إلا ببعض التفصيلات . أحب هؤلاء البائسين والأرواح الهائمة وأحبَّ الروائيَّ الروسي ديستيفسكي أكثر . وجد نفسه واحداً من أبطال رواياته . عاشر لفترة قصيرة إمراةً بائسة مشرّدة لا بيتَ لها ولا عائلة ، ثم عانى من أربعة من هؤلاء المشردين فاجأوه بغتةً في إحدى الليالي جاؤوه بصحبة المشرّدة تلك التي آواها واغتصبها في ذات الليلة . فكرُهُ وثقافتُهُ هنا إندمجتا مع حسّه الإنساني الأصيل فيه والعميق فكان تضامنه مع هذه الشرائح من الروس البائسين المدمنين على تناول الخمور تضامناً أخلاقياً مزدوجاً : يعطف عليهم من جهة ويرى نفسه وحاله فيهم من الجهة الثانية . وجد فيهم السلوى والعزاء والمثال . توحّدَ فكرُهُ مع طبيعته السوية الأصلية التي وُلِد فيها قبل أنْ ينحرفَ وتنحرفَ الحياةُ فيه .
ماذا بعدُ ؟ نقطة ليست في صالح سلام إبراهيم أسجّلها عليه بعد أنْ إقتنعتُ أنه يقع أحياناً ضحيةَ سطحيةِ ما يرى من ظواهر . فقد خدعه سلوك الفلسطيني القادم من إسرائيل المدعو صالح ولم يستطعْ فرز الأمور وإستخلاص النتائج . فات سلام أنَّ هذا الشخص الذي يصرف بسخاء على لياليه في البارات والمطاعم الراقية يقدّم دعاوة كبيرة لإسرائيل ، لا شكَّ مدفوعة الثمن ، بسخائه وبذخه ذاك وبما يقدّم من عروض مسلية أمام جمهور يتجاوب مع عروضه حدَّ التصفيق الحاد في كلِّ مرّةٍ يظهر مديرُ برامج العروض المسليّة والأغاني والموسيقى ويعلن أنَّ هذا { القرقوز } المُسلّي هو مواطن إسرائيلي فتضج ُّالقاعة بالتصفيق والإعجاب !! كان صالح هذا واضحاً في جفائه وسلبيته من باقي الطلبة الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية أو الجولان المحتل أو من بلدان الشتات [ القصة المسماة صالح
والأرملة ] .
إبتعدَ إبراهيم قليلاً عني بعد أنْ ودّعني فرفعتُ صوتي صارخاً : سلام ! أكملتُ قراءة كتابك جيّداً . سلام ! جدْ لي فتاة من صديقاتك الروسيات الكثيرات لكي أترك وأنسى تلك الكذّابة النصّابة التي أسميتها أنتَ بحق شرموطة ! لم يسمعني سلامُ فأضفتُ : بل شرموطة بنت شرموطة !
غاب عن ناظريَّ سلامُ فدخلتُ في دوّامة من التفكير العميق المشوّش متسائلاً : ماذا سيقول رفاق سلام السابقون ولا سيّما مقاتلو الجبل من الأنصار الشيوعيين لو قرأوا كتابه هذا وما فيه من نقد صريح جارح لبعضهم وتعريض ببعض القيادات ( قصة مجد الغرف الصفحة 205 ) ؟ قد يقول بعضهم عن هذا الكتاب : هّذَرٌ في هذر ! ليس فيه إلا أحاديث مخمور شاذٍ ضائع مصدوم عن الجنس والإفراط في تعاطي الفودكا !
* الحياة ... لحظة / رواية لسلام إبراهيم . الناشر : الدار المصرية اللبنانية ، القاهرة، الطبعة الأولى يناير ، كانون ثان 2010.
الاثنين، يناير 11، 2010
باعتني ـ بنقودي ـ لصديقتها: حول نصّابة كذّابة تدّعي نصف الجنون
Labels:
عدنان الظاهر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق