عـادل عطيـة
adelattiaeg@yahoo.com
في مصرنا ، يتقدمنا نجم للتأريخ القبطي ؛ ليدلّ بقلمه إلى مجد أمة ، وتاريخ شعب يعيش الآن في مغارة من التعصب ، والارهاب ، والدم ، في وطنه !
هذا النجم الإنساني ، الذي مزقته القراءة ، وأوجعته الكتابة ، واضاعت من عينه الأرض والسماء على حد تعبير أنيس منصور ؛ ليطبع العناوين المؤثرة في مكتباتنا القبطية ، يقدم لنا اليوم ـ كمؤرخ ـ كتابه الثاني : " أقباط القرن العشرين " ، بعدما أثرانا بكتابه الأول : " الأقباط ـ النشأة والصراع " ؛ ليعطي لعائلته القبطية الذاكرة لكي تكون لهم وروداً في أشوك الضيق والألم ، ولتبقى أمته في ذاكرة الكون !
في كتابه : " أقباط القرن العشرين " ، يحلق مؤرخنا ملاك لوقا فوق إنزعاجه ؛ ليقول للخبثاء والمغرضين : ليس باستطاعتكم تبديد أمة أبجديتها المصرية متمسكة باصابعها ، وحنجرتها ، وثيابها ، وأن تزويراتكم لتاريخها وهباتها الكثيرة في أرضها ، ومجتمعها ، وعالمها ماهي سوى ضوضاء عارية من أي معنى !
وفي مهمته غير العادية ، ظل مثابراً ، وشهادة حق بالتعريف عنهم ، وشجاعاً ليعلن أن الأقباط رسموا اشارة ثابتة في التاريخ بقيمهم ، واعمالهم ، وابداعاتهم ولا يزالون ، وبإعتزاز يظهر للمسكونة كلها بأن في تاريخهم توجد قيامات لا يمكن مقاومتها ؛ لأنها تنبع من أعمق أعماق إيمانهم ، وانهم لقادرون دائماً على تحويل قيودهم إلى آلات عزف وطرب !
ولكن أتمنى في الطبعة القادمة لهذا الكتاب ، أن يضيف مؤرخنا ملاك لوقا ، الأسماء اللامعة من اخوتنا المسلمين الذين يشاركوننا بروح كريمة ، ومن أعماق القلب ، الاحساس بالالم ، وينزعون بذور العزلة الزائدة ، ويستنبتون في تأن وثقة زهرات المحبة والترابط ، ويضمون ايديهم لشركائهم في الوطن ؛ لتكملة دائرة استمرارية الوطن ، وبذلك يجمع مسيحيو مصر مع مسلميه في مزهرية الوطن الواحد في باقة باركها الله ، وقال : " مبـارك شـعبي مصـر " !...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق