الاثنين، نوفمبر 09، 2009

السيدة في الرداء الأسود: إستئناف الود بعد قطيعة وفراق

د. عدنان الظاهر
هل أنتِ حزينة ؟ لم ترد . كررت بأدبٍ سؤالي فلم أحظَ بجواب . قلتُ طيّب ، فلتظلَّ على صمتها فلقد طالما عوّدتُ نفسي على تقبّل وتحمّل أشباهه . سأكتب لها بعد منتصف الليل رسالةً متأنيةً ستذكِّرها حتماً بعالم الرومانس والأحلام الوردية واللازوردية وستجعلها تُعيدُ النظر في مسألة اللون الأسود والملابس السود التي لا تحمل لي إلاّ الحزن ومشتقاته وأخواته . عجيبٌ أمرُ هذه السيدة التي أراها [ أعني صورتها ... لم أرها ولم نلتقِ بعدُ ] تملأ حياتي وبصري وبصيرتي ... أراها واقفةً شاخصةً أمامي مثل تمثال آلهة الرومان والإغريق . فعلامَ صدّها وصمتها وإفتعال الغيبات الصوفية ؟ لِمَ لا تردُّ على أسئلتي كأنها لا تسمعني بل ولا تراني . يا للعجب ! سأكتبُ لها فكتابة الحروف أيسر وأخف وأهون من نطق هذه الحروف . ذلَّ مّن يغبطُ الذليلَ بعيشٍ / للمتنبي ، فهل ذليلٌ ذاك الذي يسأل ولا يحظى بجواب ؟ أفلم يقلْ الجواهري في إحدى فتيات الجيك في مدينة براغ : ذُلُّ السؤالِ جرعتهُ / فبخلتِ حتى بالجوابِ ؟ أجل ، تجرعتُ ذلَّ أسئلتي لكنَّ صبري لا حدود له ، إنه أقوى من صبرِ أيوبَ صاحبِ بدر السياّب الذي قتله بعض العراقيين على جسر المسيب وألقوا بجثته في ماء نهر الفرات. لاقى قبله ذات المصير كلٌّ من الحسين بن منصور الحلاج ثم عبد الكريم قاسم مع فارقِ أنَّ الماءَ غير الماءِ . جلست لأكتب لها رسالةَ أسئلةٍ ثقيلةِ الوزنِ مع عتبٍ شفاف خفيف فإنها أديبة مبدعة وخيالها خلاّق بجدارة . فلأكتب لها رسالة تليق بمستواها عندي ولدى قرّائها . فتحت جهاز الكومبيوتر فكدتُ أفقد صوابي بل وتماسكتُ حتى لا أسقط على الأرض فتتكسر أصابع كفيَّ كما حصل معي قبل أقل من عامين . ماذا وجدتُ على شاشة الكومبيوتر ؟ رسالة قصيرة منها ، السيدة الإغريقية صاحبة الرداء الأسود ، لم تفارقها عيني حتى حفظتها في صدري كما يحفظُ الأعمى أغانيه أو آيات الذكر الحكيم .
[[حبيبي الغالي أنا أبداً لم أنساك أنت دائماً في قلبي..
وأبداً ماعددت علاقتنا انتهت،ولكنني كنت أنتظر حتى تهدأ ويزول غضبك وتشتاق لحبيبتك ( سين ) كما هي مشتاقة لك دائماً
بحبك كتير
سين ميم ]] .
فارقني ذهولي فعدتُ لسؤالي إياه : هل أنتِ حزينة ؟ علام السوادُ فيما ترتدين؟ ظللتُ أسال وتردد الجدرانُ صدى سؤالي : هل أنتِ حزينة هل أنتِ حزينة هل أنتِ حزينة ؟ سقط رأسي على منضدة الكومبيوتر وبقيتُ كذلك لفترة قصيرة ، وحين رفعتُ رأسي وجدتني أكتب لها ( سين ميم ) رسالة جوابية لم أضمنّها السؤال الأسود :
[[ رسالتك يا حبي جعلتني أشعر أني بقيتُ ذاك الرجل الذي كان يقدسك جسداً وروحاً ويطيفُ بك وبكافة أركانك الحبيبة ركناً ركناً وزاويةً فزاوية .
أنت الكريمة وأم الكرم خلقاً ووفاءً وإبداعاً فكيف إرتضيتُ فراقك لسبب غير وجيه وقد ظلمتك يا حبيبة الروح والعقل ووجهتُ إليكِ ضغوطاً لم تكوني لتحتملينها وكنتُ أجهل ظروفك يا حياتي فها أنا أعتذر لك وأحسُّ بخجل أكثر من مُضاعف وأقف أمامك كالمذنب الذليل يا من أحببتُ حبّاً جمّاً وكرست لها الكثير من وقتي وجهدي وأخيلتي وما يفوق التصور من صباباتي وحبي ووجدي وهيامي بها وجهاً وقلماً وروحاً ثم صبراً لم أرَ له شبيهاً في كافة نساء العالمين .
فمن أية طينة جبلك ربك حتى يقاطعك عاشق مثلي يتمناك حلماً فإذا أنتِ أنتِ نعم أنتِ معه تكلمينه وتجاملينه وتبادلينه أشواقه وبعض عرام غرامه وتولهه بك حقاً لا مجازاً.
كيف ظلمكِ مَن أحبّكِ وسعى إليك وللتواصل معكِ بشتى السبل والوسائل في دنياه وفي أحلامه وكنتِ الطفلة لي والحبيبة والسيدة التي كنتُ ولم أزل فخوراً وأفتخرُ بها وكنتِ الطفرة الكبرى في الحياة البايولوجية والإنسانية .
صورك معي وبعض رسائلك فكيف أظلمك يا نبيّة النبيات وكيف أنساكِ يا من قدّستُ إلى أبعد حدود الحب وأحببتُ إلى أقصى درجات التعبد والتقديس يا نور عيوني ؟
ما أعظمك وأنت تعودين للرجل الذي يهواك عودة النبية لأحضان خالقها وقد حسبتك ناسية وسالية بما أنتِ فيها من ظروف متقلبة سريعة التبدل والتحول فإذا بك تلك السيدة المتألقة القوية الجميلة الوفية الكثيرة التواضع تواضع القادرات المقتدرات مليكات الرحمة وسيدات العفو .
أحبكِ ... هل يكفي أن أقولَ لكِ أحبكِ ؟
أكتفي بهذا القدر اليوم لأنَّ البحر الذي طغى وماج حولي وفي صدري يكاد يخنقني بكل ما فيه من ماء وملح تراكم في فترة الغياب
أحبك يا حبيبة . [[
ما أنْ أتممتُ كتابة رسالتي الطويلة هذه حتى أطلّت سين ميم على شاشة الكومبيوتر بطلعتها البهيّة ووجهها المشرق الباسم الجليل التعابير ... كانت بحجاب رقيق أسود اللون شديد الشفافية يغطي رأسها . لم أرها قبلاً بالسواد . أصابني الذهول ثانيةً فأنا بطبيعتي لا أحتملُ ذهولين في ساعة واحدة . سقط رأسي مرةً أخرى أمام صورتها في الجهاز فسمعتها تقول بنبرة ملائكية لا مثيل لها في عالم النغم : إنهض حبيبي ، إرفعْ رأسك عالياً كما عرفتك دوماً وكما عهدتك . إرفع رأسك ولا تحزن فالحزن والذهول لغيرك ليس لك . سأرد غداً على رسالتك الطويلة ... سأكتب لك رسالةً قصيرة فالنساء يتكلمن كثيراً لكنهنَّ يكتبن قليلاً ... على الضد من حالة الرجال فهم يتكلمون قليلاً لكنهم يكتبون كثيراً . تمتمتُ مع نفسي قائلاً : أحسنتِ ... أحسنتِ ... هذا أحد الفروق بين الأنثى والذكر .
حين أفقتُ من حالة ذهولي ـ حسب طلبها ـ صرتُ أتساءلُ : ومتى يأتي هذا الغدُ الموعود ، متى ؟
يا ليلُ الصبُّ متى غدهُ
أقيامُ الساعةِ موعدهُ ؟
وبالفعل ، وفت حبيبتي بالذي وعدت ولم تخلفْ هذه المرة ولم تمطلْ . لقد تغيّرت ... غيرها الفراق والغضب وتعلمت منهما درساً سوف لن تحيد عنه . وجدتُ رسالتها في أجهزتي بعد يومين كما قالت . كتبتها بعد منتصف الليل فمتى تنام حمامتي ذات الرداء الأسود ، متى ؟ كتبت كعادتها بإختصار :
[[

مساء المحبة وجمالك أيها الغالي...
اعترف أنّ غيابك الطويل وغضبك الشديد أحزنني بحق،ولكنني كنت أحترم مشاعرك وغضبك،وبقيت أنتظر أن تصفو لي من جديد،فأنت غال عزيزي على قلبي،ولاشك عندي في أنّ علاقتنا سوف تعود في أقرب فرصة؛لانها قائمة على المودة والمحبة،وليس بيننا إلا كل محبة
وقضية اللقاء التي أفسدت علاقتنا أحزنتني بحق
ولكنني لا ازال أحلم بأن أقابلك في القريب...
يبدو أن عيناً من العيون اللئيمة التي تحسدنا على مودتنا هي من أصابتنا بالحسد،ولكن لا مشكلة محبتنا انتصرت حتى على العين..
بحق منذ زمن لم اعرف أخبارك.
أرجو أن تخبرني عن جديدك وظروفك وصحتك بالتفصيل..
لقد اشتقت بحق أن تكتب شيئاً جديداً عني تغيظ به الكارهين والذين يتمنون انقطاع علاقتنا
بحبك كتير
سين ميم ]]
صرختُ من أعماق أعماقي : الله ! الله ! ما أروع هذه الفتاة التي يفتت كلامها الصخرَ وما في الصخر وما تحته . من أي معدن جبلها ربّها هذه المليكة نبلاً وطهراً وجمالاً وفتنةً في تواضع وسحراً دون دلال وغنج ؟ تحفظكِ الأقدارُ والسماواتُ والأنوارُ يا ( سين ميم ) . تحفظك من عين كل حسود وحسودة ومن شرِّ النفّاثات في العقد والنفّاثين وترعاك آلهةُ الإغريق أجدادك والرومان . هل أشكرها على هذا الكرم الخلقي والتصرف السامي ؟ أجلْ ، تركتُ لها رسالة قصيرة مع سؤال : هل تسمح لي بإجراء مقابلة معها وتوجيه سؤال محدد واحد لها ؟ كتبت على الفور : لا مانعَ لديَّ.
يا ملاكاً يفيض فيه وحوله فضاءٌ بلونٍ أسودَ حزين إسمه رداء : ماذا عن الحب في حياتكِ الشخصية؟
[[ أنّا مخلوقة من الحبّ، وهو حلمي الملحّ. فكرت في العشق ألف مرّة، وحضّرت له الهدايا وأطواق الياسمين، وبحثتُ عنه طويلاً، وصرّحت للأهل والأصدقاء بأنّني أبحث عنه، وانتظرته، وتخيّلته يأتي من الجهات كافة، وتساءلت طويلاً كيف سيكون من سأحبّ؟! لكنّه ما جاء بعد، على رغم أنّني ادخرتُ له أشواق العمر وحكايات العشق ولحظات التمنّي ]]. هكذا أجابت سين ميم ... أجابت بكل صراحة ونقاء دون مداراة أو إلتواءات فما أعظمها من سيدة مبدعة في عالم القص والأدب وما أروعها إنسانةً تواجه الناس والكائنات بتلقائية طفلة وبراءة نبية . هل من سبيل إذاً إلى التنازل عن سواد ما ترتدين يا صبيّة النبيات ومليكة المليكات ؟ أرجوكِ حاولي . السوادُ حزنٌ وإنْ سبى العبادَ كما قيل قديماً فيه . لم تردَّ ولم تُعلّقْ سيدة البهاء المطلق .
ومرَّ أسبوع هو الدهرُ بعينه وعيانه جاءتني بعده رسالةٌ منها تطلبُ فيها مني أنْ أصف لها زيارتي الأخيرة لبريطانيا . ماذا أكتب لها عن هذه الزيارة وقد كانت طويلة متشعبة معقّدة التفاصيل والبرامج ؟ سألتها متى تود إستلام جوابي ؟ قالت سريعاً قدرَ المستطاع . فكّرت طويلاً وفكّرتُ عميقاً : ما هي حدود هذا المستطاع وماذا يعني بالنسبة لرجل مثلي وفي مثل أحوالي وأوضاعي ؟ ما هي حدود إستطاعتي ووزن إمكاناتي ونوعية قدراتي ؟ على كل حال ، سأحاول ، سأبدأ
[[ طاب نهارك عزيزتي / كوني بخير وعافية وصحة ...
أسعدتني رسالتك الأخيرة التي قرأتها حين كنتُ في بريطانيا حيث قضيت أسبوعين متميزين وكم كنتُ أتمناك وأتمنى أنْ لو كنت هناك معي وخاصةً حين زرت المعرض المُقام في الصالة العليا لمبنى مكتبة مدينة شفيلد الحكومية حيث المنحوتات الرخامية المنوّعة المنحوتة حسب مختلف نظريات فن النحت ... فضلاً عن اللوحات الزيتية والمائية قديمة وحديثة . دخول المعرض مجاني وكنت أزور هذه المكتبة يومياً تقريباً لا لأقرأ الكتب والجرائد فيها ولكن لأتمتع مع أحد أجهزة الكومبيوتر التي توفرها المكتبة لزائريها مجاناً ... يُمنح الراغب بإستخدام الكومبيوتر فترة ساعة واحدة قابلة للتمديد ربع ساعة عند الضرورة وحسب إزدحام أوقلة الراغبين . لم أرَ في مكتبات أوربا مثل هذا الترتيب أبداً ولا أعرف وضع المكتبة المركزية في برلين .
ثم تمنيتك لو كنتِ معي في زيارة عائلة عراقية في مدينة مانجستر في وسط إنكلاند التي تبعد عن مدينة شفيلد بمسافة تقطعها الحافلة بساعة
وعشر دقائق فقط .
إتفقنا على يوم وساعة وصولي قادماً إليهم من
شفيلد ـ حيث مقر إقامتي ـ لكنَّ صديقي فتح موضوع ماذا أريد من طعام للغداء ؟ سؤال حرج يزعجني ولا أريد سماعه أصلاً .
رفضت الإجابة عن سؤاله لكنه ظلَّ يُلح فأُضطررت أنْ أقول له : أحب السمك المشوي !
قال تدلل ... كعادة العراقيين . قال سيكون هذا خيارك أما نحن فسنهئ أكل باجة عراقية ...
أي روؤس وكراعين والسنة الخراف . قلت له هذا كثير ... ستبور إحدى الأكلتين .
قال لا عليك . كلْ ما يعجبك واترك الباقي لنا . وبالفعل جاء الطعامُ وليتكِ كنتِ الحاضرة بيننا تُضيئين المكانَ بسحرِ نورِ عينيك وشخصيتك الجذابة وذهب سنابل شعر رأسك ولكنتِ مثلي أحببتِ طفلتهم عائشة بنت العامين. بعد الغداء جاءت الحلوى : بقلاوة تركية لم تعجبني ثم التمور والبودنك وأشياء أخرى كثيرة . طلبت الشاي العراقي الثقيل فجاء ثقيلاً فعلاً فعببت منه كوبين كبيرين . كان نهاراً رائعاً متميزاً طلبوا مني المبيت لديهم على أن يأخذوني بسيارتهم الخاصة إلى مدينتي شفيلد فاعتذرت وأصررتُ على الرجوع إلى شفيلد مساء .
قبل تلك السفرة قضيت أمسية جميلة في بيت الدكتور كولن وايت الأستاذ البريطاني الذي كنتُ قد أجريتُ معه ابحاثاً في حقل الكيمياء لمدة ثلاث سنوات في جامعة شفيلد . كانت زوجته ( جين ) نجمة الأمسية بشخصيتها الظريفة وما أعدت لنا من طعام وكنت قدمت لها زجاجة عطر فاخر من نوع
Estee Lauder
وهو عطري المُفضّل . في نهاية اللقاء أخذني وايت بسيارته إلى مكان إقامتي في الفندق .
ثم زرت جامعة شفيلد حيث لي ما زال فيها العديد من الزملاء والأصدقاء من أساتذة وفنيين وفنيات فضحكنا وتبادلنا النكات والذكريات وتناولنا الكثير من أقداح القهوة .
كما قمت بزيارة مدينة ليدز الجميلة وهي أقرب لشفيلد من مدينة مانجستر لكنَّ حرارة الجو يومذاك عكّرت عليَّ زيارتي فعدتُ إلى شفيلد قبل الموعد المقرر .
كما قضيت اوقاتاً طويلة في أحاديث تلفونية مع صديق قديم يعيش في شمال مقاطعة ويلز مع زوجته الإنكليزية سوزان [
عادا إلى هناك من أمريكا قبل بضعة شهور بعد أنْ أمضيا هناك 15 عاماً ] . لديهم بيت في شمال ويلز وحديقة واسعة وكراج يصلح أن يكون داراً للسكن لذلك ألحَّ عليَّ صديقي دكتور إبراهيم الخطّاط لأن أزورهم وأبقى معهم لأي فترة أشاء فاعتذرتُ . سأزورهم لا محالة في وقت آخر . أما المتعة الكبيرة الأخرى فكانت من حصة صديق وزميل قديم آخر من أيام التدريس في جامعة بغداد ... إلتقينا في مركز المدينة واتفقنا أنْ أزوره وزوجته الإنكليزية فاليري في يوم محدد فزرتهما وكان ولدهم الأكبر وعائلته هناك ليساهم في الترحيب بي . صديقي دكتور نوري هذا مريض للأسف الشديد لذا رفضت عرضه في أنْ أترك الفندق وأُقيم معهم في بيتهم الكبير خاصةً وإنهما وحدهما منذ زمن طويل فكل أولادهم تزوجوا وانفصلوا . لقد دأبتُ في السابق على أنْ أزورهما وأقضي معهما شهراً كاملاً كل عام ولفترة عشرة أعوام متصلة .
الجو هناك أكثر برودة من المانيا لذا لم أخلع عني سترتي أبداً . نعم ، أمطرت السماء مطراً خفيفاً مرتين ولم يدم المطرُ إلاّ لبضعة دقائق .
في أيامي الأخيرة هناك كنتُ كثير الشوق للعودة إلى ميونيخ لذا كنتُ كمن يعدُّ الدقائق والثواني .
السفرة بالحافلة من شفيلد إلى مطار هيثرو إستغرقت خمس ساعات ثم تلتها فترة إنتظار إقلاع الطائرة خمس ساعات أخرى لذا كدتُ أنفجر من الضجر وساعات الإنتظار .
فوجئتُ ونحن نستعد لدخول الطائرة أنَّ علينا خلع ما علينا من سترات وما في أقدامنا من أحذية بل وحتى أحزمة البناطيل !!! فتشوا الحقائب الصغيرة التي تُحملُ على الأكتاف وصادروا بعض الحاجيات الصغيرة قليلة الأهمية وخاصة الدهون والسبراي وكل سائل فيه غاز حتى مليّنات الوجه واليدين !!
هكذا هي الحياة عزيزتي سين : حلوة ومرّة . بيضاء وسوداء . مَسرّة وكآبة ...نضجرُ من السفر لكننا سَرعانَ ما نحنُّ إليه بعد حين ... ولسوف نرى متى وإلى إين ستكون سفرتي القادمة .
أشعر بالأسف أني لم أسمع صوتك

ليست هناك تعليقات: