الأربعاء، نوفمبر 04، 2009

سيدة أخرى


اشرف الخريبى

ربما يسقط اللحم وتعلو الآلهة، تغوص في البئر وتنداح الدمعات تسكن الليل والمطر \العربات، الضجيج، ربما تأتي اقل من كل ما مضي من عمري تصنع البسمة الغائبة حين حلمت بها ذات يوم تفتح شفتين مغمضتين وتستعيذ بجملة لاتينية
يسقط لحمها الفري في أصابعي القلقة الهائمة، يبقي الليل الطويل معجزة كونية \ أي مساحة من الوهم أسقط فيها وأعلو قمة الضجيج خارج الممرات والأرصفة والطريق الطويل أسكن في قمة شفتيها وامتطي البحر كغزال بري متوحش كانت تلتف في قميصي تأكل من عشب صدري المتفحم تخترق كل المساحات الممكنة في أفكاري كي تسقط أقنعة الصباح والنوم الجاكت والمواعيد حين أتأملها
تلتف يدي حول أصابعها واذكرها بأشعار نزار قباني بنهم وأزيح كل شيء من أمامي أغاني فيروز وموج البحر الهادر، وقهوة الصباح أصرخ في مساحات وجهها المليء بالهدوء والرضا تقول أن كل شيء مُعد الآن لاستقبال الضوء والمطر علي زجاج النوافذ لم يعد يترك بقعا من الماء...حتى الآن يقف اللحم شامخا تنكش بأصابعها شعري المنكوش وتمر ببسمتها فوق صدري الهائج من سعال لا يروح. تحدثني عن رقي الأمم وتطورها وعن النزيف الدامي في كل الأماكن. أحدثها عن الصحراء والتوحش وسكن الجبال أتعثر أخيرا في توصيل ما أريد !!كانت تنظر إلىّ باسمة، تهديني وردة حمراء صناعية ولكنها كالورد البلدي في حديقة الأندلس. تلف نصف لفة. تفك السويتان ولا يبقي غير القميص الناعم يزيد توهجها واحتراقي في المرة الأولي سقط الدب الكبير من السماء فوق الأرض حين قاومت البيوت زلزالا عنيفا. تمردت أسنانها البيضاء علي تناول أي طعام كانت غاضبة وعاصف مشت بخطوات سريعة مرتبكة ظللت امتطيها مدة طويلة حتى أني صنعت معجزات في تصوري لولا تلك المساحة القابعة خلف الجينز، عرفت متي ترغب المرآة في استهلاك المشاعر وتضييع الوقت لمعرفة مدي تألقها في عين الرجل في ذلك الوقت كان الصباح باردا وكانت لمبات الشوارع لا زالت مضاءة وبعض العربات تكتسح ببطيء المطر ومعطفها الشتوي الأنيق يحتضن وجهها الطفولي الذي كان يذيب توتري في انتظارها لما استدرجتها لحارة ضيقة وأخذتها في حضني لم أكن أتوقع سكونها هكذا ولجوءها المتواصل لجذبي إليها بشكل متواصل وتفاعل حميم يسقط اللحم وترتفع الآن في الممر الطويل تغمض عينيها وتأتي بالبحر إلى أصابعي كي أراها هنا كان البحر هائجا أمامي بلا موج ُيذكر غير زبد يفور\ نتفق أن تكون مواعيدنا في الصباح الباكر كل يوم يجب أن تقع عيوني عليك بعد كل ليل وإلا أصابني الجنون كنت كلما صحوت من النوم بحثت عنها في كل ركن كأنها كانت معي ثم ضاعت وكانت رؤيتي لها كل صباح هي العلاج الوحيد لحالة الأرق المستمر طوال النهار، كانت تمنحني روعة وهدوء داخليا لا حد له حدثتني مرة واحدة عن زوجها المثالي في كل شيء ماعدا معرفة الأنثى.ولا أنكر أن عينيها كانتا في لحظات كثيرة باردة بالدرجة الكافية لكي أهرب من بين أعضائها ولا أعرف إلي أي مدي لمست شعاعي والشتاء الجميل يتابع دورته العادية. كان كل شيء رتيبا ومنتظما ومنعطفات أحلامي سخيفة لدرجة كبيرة . وجيمس جويس يقرر في عوليس ما قررته أنا في لحظات كثيرة
- أريدك أن تفهمني
- لا أحب
- فالغموض مسالة نسبية كلون عينيك وكالجمال والحب واضح أن لك أبعاد أخري لا افهمها.لا أنكر أن شفتيها حين لمستني أو مستني برعب. أهُلت والشتاء الجميل يسقط بين أصابعها وخصلاتها المتفرقة ويؤرجحها كيفما يشاء يشد ملابسها للخلف بدرجة مثيرة نوعا ما. يسقط ضوء خافت من مصدر ما علي باقي أعضائها الملتهبة. تغوص في معرفة التفاصيل واستكشاف الوهم والدخان الأزرق يلف الغرفة وأنفاسها تقترب والحوار يبعدنا أحيانا ولكنها أخيرا تقع كفراشة جريحة يسقط اللحم وتعلو الآن ويبقي الحزن غجريا بما فيه الكفاية أستحلب الذاكرة والفناء ولوعتي، تتسرب لغتي من بين أصابعها وعيونها الفاحمة والوردة الصناعية كالورد البلدي في حديقة الأندلس أدهشني امتداد يدها إلي أحشائي وملامستها المستهترة لوقتي لم يعد للجاكيت أو الحلم امتدادا يغطي عمري المبسوط في انثناءات قدميها كان الشتاء جميلا وعاصفا ومراكب البحر ُتسقط الشراع وينام الملاحون في الخزائن. كان الوقت يتهدل ويزحف المساء علي عينيها ووجهها وتفاصيل الجينز المتعرج كان الفرزدق يهجو طه حسين وتلاميذ البقاع تضحك في أوج مجد القبيلة ربما تبقي تفاصيلنا الهزلية بعض مما جري حدثتني كثيرا عن الأمير والسيف دون داع وعن المكان الذي زارنا في مكاننا وعن المساحة الفارغة في لوحات الفن التشكيلي الجديد
-من المستحيل أن تكون بريئا دوما أو كل الأوقات هناك في كل ساعة مجرم أو في كل يوم حتى لو كان أثناء النوم
-المسالة انك فقدت السيطرة وشاخت ظنونك وأصبحت وجودا.
ليس ما تقوله إلا تفاهة حلم قديم بال
-صادرت أفكاري لأنها لا تشبهك ولا تتآخي مع ما تفكر فيه.
المانجو هو العصير المفضل لي، دخول السينما في عز الشتاء كي استمتع بلقطات الجنس وملامسات بعض المهرجين هذا كل ما في الأمر، حياتي رخيصة بما يكفي لا تزعجني تفاصيل الحياة اليومية اعرف أن الأيام تتداخل كالفصول والسنين والقرون والحزن هو نفسه الفرح.أمتطي جسدي كل يوم وأقبع خلف مساحة من اللون والتلون كي أعيش ولا يهمني شيء \الجينز هي الملابس المفضلة لأنها مشدودة وتلم فوضاي. تعاكسني كثيرا في خلعها لكنها مريحة في أشياء أخري وفى التصاقها بالتفاصيل الأخرى مرت سيارة مسرعة ووصل الماء إلي وجوهنا وأغرقنا لم تعلق ولا بكلمة واحدة غير أنها مرت بيدها علي بقع الماء المتناثرة علي وجهي. أزالت كل شيء بهدوء سألتني عن الوقت طلبت أن تدخن سيجارة وان نجلس في مكان ما أو نمشي في مكان خال من الضجيج. وضعت يدي علي كتفها وارتخي حزنها الأليم بين أصابعي مترنحا لكنه لم يستمر
حين طلبت أن تكون مواعيدنا في الصباح الباكر من كل يوم دون داع لاستمرار الحوار الليلي ولا داعي لسقوط اللحم وعلو الآن في الممر الطويل حين العربات والضجيج الشوارع الناس والبيوت ربما شاهدتها وهي تجري في الق رأيت أنى امتطيتها آلاف المرات حيث تلك المساحة القابعة خلف الجينز ولكني لم افهمها مطلقا.

Asherf1@gmail.com

ليست هناك تعليقات: