زياد جيوسي
أثناء زيارة للأردن الجميل في شهر تموز الماضي، وفي رابطة الكتّاب الأردنيين، التقيت صديقي هاشم غرايبّة، بعد غياب طويل تجاوز ربع قرن من الزمان، وبعد حرارة اللقاء نظر إلي وقال: كيف تسلل الشيب إلى رأسك؟ فنحن في سنوات الشدّة والصعوبة التي عشناها معاً كنا نقول: زياد المبتسم والمتفائل دوماً لا يمكن أن يشيب أبداً، فابتسمت وقلت: هو من تأثير الغياب وعدم اللقاء بك طوال تلك السنوات، ومع هذا فأنا يا صديقي ما زلت أبحث عن الفرح.
للفرح مكانة خاصة في روحي، وفي كل الظروف كنت أمتلك رغبة عارمة للفرح، فأبحث عنه في كل مكان يضمني، حتى كانت دعوتي لقاعة مركز (رؤى) للفنون في عمّان الهوى، فذهبت لأبحث عن الفرح في إبداع فرح.
فرح حوراني شابة صغيرة لم تتجاوز السابعة عشر ربيعاً من العمر، تحمل في عينيها دوماً الفرح والربيع، فهي تمثل جيلاً شاباً مختلفاً في أفكاره، واندفاعه، وتعبيراته، وفرحه، وقد ظهر هذا جلياً في معرضها للصور الفوتوغرافية (جاذبيّة غير مصقولة)، من خلال كمّ من الصور المتميزة والجميلة التي التقطتها عيناها أثناء تجوالها في أنحاء مختلفة من العالم، وفي الأردن بشكل خاص.
اعتمدت فرح على أسلوب جديد في التعامل مع الصورة الفوتوغرافية، وهو إحالة الصورة إلى لوحة فنية، فعملت على كسر القواعد في التعامل مع الصورة التي تحمل روح الفنان وإبداعه من خلال نقل المشهد كما هو، أو التدخل في عملية مقدار اللون والظلال ضمن حدود، فنجدها تأتي بأسلوب الفرح والبهجة، عاكسة روح الشباب المتمرد، وعاملة على بث روح أخرى للصورة الفوتوغرافية تخرجها عن المألوف والمعتاد بوساطة الحاسوب وبرامجه للتعديل والتغيير، فتمنح الصورة ألواناً متميزة يسودها الفرح والحلم والإشراق، فلا نمتلك إلا رؤية إبداع وجمال لروح شابة.
امتازت لوحات فرح الفوتوغرافية بعدة مزايا يمكن أن نلخصها بالآتي:
1- التغيير بالألوان بأسلوب خاص يحمل روح التمرد على المألوف والمعتاد في اللوحات الفوتوغرافية.
2- أسلوب التعاكس الثنائي للوحة فنجد في غالبية اللوحات الصورة منعكسة كأنها أمام مرآة عاكسة.
3- أسلوب التعاكس الرباعي في بعض اللوحات وكأنها تستخدم مرآة جانبية وأخرى من الأسفل.
4- تعكس اللوحات مسألة التّقارب في بعض اللوحات والتّباعد في لوحات أخرى.
5- اعتمدت على نقطة مركزية في كافة لوحاتها بحيث تنطلق اللوحة حول النقطة بأسلوب لولبي.
وحين نناقش هذه المزايا في لوحات فرح حوراني، نجد العديد من الأفكار التي تبثها عبر فضاءات لوحاتها، وبشكل خاص من خلال أسلوب التّعاكس والتّقارب والأبعاد التي تلجأ إليها، ففي لوحة العجوز الطّاعنة في السن، نجد عملية التّعاكس بشكل قريب جداً، وكأن العجوز تكلّم نفسها عن رحلة العمر وواقع اللحظة، وفي لوحة أخرى كانت هناك صورة لامرأة ترتدي الزي التقليدي، تقف على حافة سلسلة حجرية وتتقابل مع صورتها، فظهرت الطريق وكأنها قناة مياه جافة، تتأملها المرأة من الجهتين وكأنما تشكو الجفاف وتحلم بالمياه.
في لوحة أخرى متميّزة في منطقة البتراء، جسدت الفنانة روحها من خلال صورة متعاكسة يظهر فيها طفل يجلس على الصخور، ولكن الفنانة عملت على تعديل الواقع بألوان وكأنها فضاءات قوس قزح، وفي أسفل اللوحة عدسة فوتوغرافية وبعض الأشخاص، عملت عملية التعاكس واللون على منح العدسة والأشخاص ملامح لوحة تجريدية جميلة.
تتكرر في كل لوحة من لوحة فرح حكاية جميلة، بحيث لا يمتلك المشاهد إلا أن يحلق بأفاق لوحاتها، التي مازجت الفن بالصورة من خلال روح شابة، وحلم بفرح دائم، وبهجة الألوان، والأفكار المتمردة، فخرجت عن التقليدي من خلال اللون والأسلوب والفكرة إلى جماليات خاصة بروحها، فمنحتنا لوحات أعادت صياغتها من صور مجردة إلى لوحات حافلة بالحكايا والأفكار.
أثناء زيارة للأردن الجميل في شهر تموز الماضي، وفي رابطة الكتّاب الأردنيين، التقيت صديقي هاشم غرايبّة، بعد غياب طويل تجاوز ربع قرن من الزمان، وبعد حرارة اللقاء نظر إلي وقال: كيف تسلل الشيب إلى رأسك؟ فنحن في سنوات الشدّة والصعوبة التي عشناها معاً كنا نقول: زياد المبتسم والمتفائل دوماً لا يمكن أن يشيب أبداً، فابتسمت وقلت: هو من تأثير الغياب وعدم اللقاء بك طوال تلك السنوات، ومع هذا فأنا يا صديقي ما زلت أبحث عن الفرح.
للفرح مكانة خاصة في روحي، وفي كل الظروف كنت أمتلك رغبة عارمة للفرح، فأبحث عنه في كل مكان يضمني، حتى كانت دعوتي لقاعة مركز (رؤى) للفنون في عمّان الهوى، فذهبت لأبحث عن الفرح في إبداع فرح.
فرح حوراني شابة صغيرة لم تتجاوز السابعة عشر ربيعاً من العمر، تحمل في عينيها دوماً الفرح والربيع، فهي تمثل جيلاً شاباً مختلفاً في أفكاره، واندفاعه، وتعبيراته، وفرحه، وقد ظهر هذا جلياً في معرضها للصور الفوتوغرافية (جاذبيّة غير مصقولة)، من خلال كمّ من الصور المتميزة والجميلة التي التقطتها عيناها أثناء تجوالها في أنحاء مختلفة من العالم، وفي الأردن بشكل خاص.
اعتمدت فرح على أسلوب جديد في التعامل مع الصورة الفوتوغرافية، وهو إحالة الصورة إلى لوحة فنية، فعملت على كسر القواعد في التعامل مع الصورة التي تحمل روح الفنان وإبداعه من خلال نقل المشهد كما هو، أو التدخل في عملية مقدار اللون والظلال ضمن حدود، فنجدها تأتي بأسلوب الفرح والبهجة، عاكسة روح الشباب المتمرد، وعاملة على بث روح أخرى للصورة الفوتوغرافية تخرجها عن المألوف والمعتاد بوساطة الحاسوب وبرامجه للتعديل والتغيير، فتمنح الصورة ألواناً متميزة يسودها الفرح والحلم والإشراق، فلا نمتلك إلا رؤية إبداع وجمال لروح شابة.
امتازت لوحات فرح الفوتوغرافية بعدة مزايا يمكن أن نلخصها بالآتي:
1- التغيير بالألوان بأسلوب خاص يحمل روح التمرد على المألوف والمعتاد في اللوحات الفوتوغرافية.
2- أسلوب التعاكس الثنائي للوحة فنجد في غالبية اللوحات الصورة منعكسة كأنها أمام مرآة عاكسة.
3- أسلوب التعاكس الرباعي في بعض اللوحات وكأنها تستخدم مرآة جانبية وأخرى من الأسفل.
4- تعكس اللوحات مسألة التّقارب في بعض اللوحات والتّباعد في لوحات أخرى.
5- اعتمدت على نقطة مركزية في كافة لوحاتها بحيث تنطلق اللوحة حول النقطة بأسلوب لولبي.
وحين نناقش هذه المزايا في لوحات فرح حوراني، نجد العديد من الأفكار التي تبثها عبر فضاءات لوحاتها، وبشكل خاص من خلال أسلوب التّعاكس والتّقارب والأبعاد التي تلجأ إليها، ففي لوحة العجوز الطّاعنة في السن، نجد عملية التّعاكس بشكل قريب جداً، وكأن العجوز تكلّم نفسها عن رحلة العمر وواقع اللحظة، وفي لوحة أخرى كانت هناك صورة لامرأة ترتدي الزي التقليدي، تقف على حافة سلسلة حجرية وتتقابل مع صورتها، فظهرت الطريق وكأنها قناة مياه جافة، تتأملها المرأة من الجهتين وكأنما تشكو الجفاف وتحلم بالمياه.
في لوحة أخرى متميّزة في منطقة البتراء، جسدت الفنانة روحها من خلال صورة متعاكسة يظهر فيها طفل يجلس على الصخور، ولكن الفنانة عملت على تعديل الواقع بألوان وكأنها فضاءات قوس قزح، وفي أسفل اللوحة عدسة فوتوغرافية وبعض الأشخاص، عملت عملية التعاكس واللون على منح العدسة والأشخاص ملامح لوحة تجريدية جميلة.
تتكرر في كل لوحة من لوحة فرح حكاية جميلة، بحيث لا يمتلك المشاهد إلا أن يحلق بأفاق لوحاتها، التي مازجت الفن بالصورة من خلال روح شابة، وحلم بفرح دائم، وبهجة الألوان، والأفكار المتمردة، فخرجت عن التقليدي من خلال اللون والأسلوب والفكرة إلى جماليات خاصة بروحها، فمنحتنا لوحات أعادت صياغتها من صور مجردة إلى لوحات حافلة بالحكايا والأفكار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق