الخميس، نوفمبر 12، 2009

قهوة عينيك


غادة م. صليبا

أبحرَ شراعا في حلمك السرمدي
تسيّرني رياحكَ
أثور بكبرياء أعمق
أكبر من عالمي المقيد بحدود لا تعرف نقطة النهاية
أراكَ صباحا مشرقا يداعب حلماً زهّر في ثنايا العمر
منذ بدء التكوين
يجعلني أسكن في عينيكَ مشردة بحجم الكوّن
أصبحتُ أجيد الصمت
والتحديق في قدرة المستحيل القاسية
أشتهي أن أتكىء على ذاتكَ وأشعاركَ
أسقي أوراق زهرتي الجافة ببعض من ماء قلبك
شغفي بكَ
يحولني إلى امرأة لا أملكُ من أمري شيئاً
مجهدة الشوق حّد الشتات
يفصلني عنكَ خيالي ببعض المسافات الوهمية
لا أؤمن بها
وترهقني إذ قطعتها أميالا لأجلكَ
ليست ببعيدة
وإنما شاقة يفترشها جمر لاهب
أشعر بغصة كلما تنفست أنفاسكَ
وحين تغمرني الخيبة أتجوّل خفيّة بين حناياكَ
تحملني تقاسيم وجهكَ موجة هادئة
تبحث عن شاطيء قد زاره الأمان

لا أحب هشاشة روحي
كلما حاولت تفريقها عن ما يسكنها
ذلك الحنين إليكَ الذي مكانه في العلياء مقدساً
يروقني عشقي لتفاصيل إبتسامتي المعلقة على ثغري
ليست الا نفسي المكنونة منكَ وهدية لكَ
أرسم فؤادكَ في لوحة تحيط بي بكل ألوان الوجود واللا وجود
لن تذهب وتترك هذا الوجد
أنتَ هنا باقٍ بيني وبينك طاولة وأوراق ووردة الدّم الحمراء وفنجان
سيدي، سأنثرك سكرا في قهوة عينيكَ
أذوّب سرمدية عشقي
ولتغفرَ لي عيناكَ معصية المطر في دمعي

ليست هناك تعليقات: