الأحد، ديسمبر 06، 2009

ألا يحق لي أن أختار

د. فتحي البطوطي

ألا يحق لي أن أختار...
أهكذا خلقت...
لم أختر لوني
ولا أرضي..وإنتمائي..
فأحببت..وطني
وجيراني
أي حرية إذن هذه
تشدو بها ألحاني....
أهكذا خلقت...
لم أختر لون عيني
فكانت ثلاثة ألوان
أعجب الكثيرون بها
ولم يعجبني تشتتها
بين افنان...
أزرق...فزرقة البحر أعمق
والغائص فيه....غرقان
رمادي.. فالسحب أكثر عطاءا
والغيث منها..يبدع جنان
والعسلي..فالشهد أشهي
وأعم فائدة من طبي الفاني
هل تري إذن ..انني خدعت ...
في كثير من معان
أهكذا خلقت..
لم أختر نوعي..
هل سعادتي
فيما لو خلقت نسرا...
أحلق ..في العلا..
وأهزم بجناحي.. كبرياء ريح
و بحدة بصري..أجوب وديان..
ومخلوقات أرض..ترنو لسطوتي من أسفل..
تملقا ..ورهبة من جراح
تصيبها من حربتي ..السنان..
أكنت سارضي غروري إذن
وأطير زهوا ...ثم أسقط من حالق..
بطلقة أو طلقتين
أطلقهما يافع غرير..
تفاخرا وإفتتان
بعذراء تطرق أول خطوات....
رحلتها..في دنيا الحسان
ألا يحق لي أن أختار..
أكنت سأتيه فرحا وفخرا..

***********

فرحا وفخرا..
لو خلقت سبعا..
هو ملك متوج علي غابته
وكل شجرة فيها..وأغصان..
ويعلو زئيري كل صوت..
آمرا..ناهيا...
كل وحوشها...وطيورها..
والغزلان
وتمر أيامي وسنين عمري
بسهولة ..ويسر..وسرعة..
يعرفها كل زمان...
وتسقط الأنياب...
وتاريخ تأبين مئات المردة
علي بقايا أسناني..
ويضعف الخطو بعد أن كان وثبا
وتتقافز القردة من حولي..شماتة..
والسعدان..
فأصبح ملكا هوي من عرشه
وحراس أمنه من ضباع
تنهش لحمه ..في صياح..
وهو قابع يتألم ..
في وداعة الخرفان..
...
لا والله ..أحمده ..وأشكره..
فهو من خلقني..
فقيرا..غنيا..
أسمرا..أبيضا..لا يهم
فالعبرة بتقواه
وعبادته..وشكره....
فيكفي أنه كرمني
وجعلني إنسان.....

ليست هناك تعليقات: