عــادل عطيــة
قبل أن يتوقف قلب الإنسان عن النبض ، يلفظ كلمته الأخيرة ..
وكأنها تختصار لسيرته .
وهنا ..
أقوال تفوّه بها بعض من العظماء والمشاهير عند ساعة وفاتهم ؛
لنكتشف من خلالها ، ملامح عن :
حياتهم ، وطباعهم ، وميولهم ، وصدق نظرتهم ، قبل أن تنغلق عيونهم إلى الأبد !
... ... ...
أول كلمة تستحق أن نذكرها ،
هي آخر كلمة نطق بها السيد المسيح على صليبه قبل أن يسلم الروح ،
مشيراً إلى تتمة النبوات فيه : " قد أكمل " !
ونعود إلى النبي داود وهو يقول لابنه سليمان عند وفاته :
" أنا منصرف في سبيل أهل الأرض ؛
فتشدد وكن رجلاً ،
واسلك في طريق الرب إلهك واحفظ رسومه ووصاياه " !
وقيل أن آخر كلمة قالها سليمان الحكيم عند موته ،
ما جاء في آخر كتاب الجامعة :
" اتق الله واحفظ وصاياه فإن هذا هو الإنسان كله " !
أما ألعازر الكاهن ،
لما عرض اصحابه أن يتظاهر بأكل اللحوم المحرمة ؛
لينجو من الموت ،
قال :
" لا يليق بسننا الرياء ،
فأجلب على شيخوختي الرجس والفضيحة ،
فإني ولو نجوت الآن من نكال البشر ،
لا أفر من ايدي القدير ،
لا في الحياة ولا بعد الممات " !
أما سمعان الشيخ ، فلما رأى يسوع ،
كوعد الروح القدس ،
ودع الحياة ، بقوله :
" الآن تطلق يارب عبدك بسلام ؛ فإن عيني قد أبصرتا خلاصك " !
وعندما كان اليهود يرجمون اسطفانوس الشهيد ،
قال : " يارب لا تقم عليهم هذه الخطيئة " !
ولما حكم على القديس اندراوس الرسول بالصلب ،
قبّل صليبه ، قائلاً : " رعاك الله أيها الصليب ،
ما أشهاك منذ رقيك المسيح ربي ،
فيقبل عليك حياتي من عليك مات فداء عني " !
وبينما وباء الطاعون يقترب من قلب بيركلس ،
قال لأصحابه الذين أتوا ليعودوه :
" أتعرفون أكبر خير صنعته في حياتي ؟.. أنني لم أدع أحداً من شعبي يحزن على قريب " !
وعلى سرير الموت ، قال أوغسطس الكبير :
" هل أحسنت تشخيص روايتي ؟ .. فإن سركم لعبي لدوري ، صفقوا " !
ولما اضطر نيرون إلى قتل نفسه ،
وكان يعد ذاته ماهراً بالفنون الجميلة لا سيما الموسيقى ، قال :
" أي رجل حاذق بالفنون سوف يخسره العالم بموتي " !
أما كسيسيان ، فقال وهو يطلب أن يوقفوه على سريره في النزع الأخير :
" يجب على الإمبراطور أن يموت واقفاً " !
أما مرقس أوريليوس ، فقال : " هيا على الشغل " !
وقال المأمون وقد واتته المنية بالقرب من طرسوس ،
عندما كان سائراً إلى محاربة ملك الروم :
" يا من لا يزول ملكه ارحم من يزول ملكه ، يا من لا يموت أرحم من يموت " !
وكان آخر كلام قاله كلوتير، أحد ملوك فرنسا :
" ما عسى أن يكون ملك السماء الجبار الذي يميت هكذا أعظم ملوك الأرض " !
وملك فرنسي آخر ، هو : كيرلس الكبير ، قال :
" إلهي إني استودع نفسي بين يديك " !
وآخر ما أوصى به الملك هزيكوس الثاني ، ابنه ..
وهو يتأرجح بين الحياة والموت في نهاية لعب المصارعة :
" يا بني إني أوصيك بالكنيسة ، وبشعبي " !
ولما شعر هزيكوس الرابع بظلال الموت ،
أرسل سيفه إلى ابنه الذي كان قد أنزله من تخت الملك ، قائلاً : " هذا كل ما ابقيته لي " !
ولما أصيب لويس التاسع بالطاعون قريباً من تونس ،
جعل يردد " أورشليم ، سنذهب إلى أورشليم 00
يارب أدخل في مقدسك ،
واسجد لك في هيكلك ،
واعترف لاسمك القدوس " !
وقال لويس الرابع عشر : " ما كنت لأظن أن الموت عذب هكذا " ! ،
ثم قال للحضور الذين كانوا يبكون على فراقه :
" ما لكم تبكون أتظنون بأني خالد ليس خالد إلا الله تعالى " !
وآخر ما تلفظ به لويس السادس عشر قبل قتله :
" إني أموت بريئاً من كل الآثام التي نسبت إلى زوراً ،
وأغفر لكل من سعى بقتلي ،
ويا ليت دمي لا يعود أبداً على فرنسا " !
و قال نابليون الكبير قبل موته :
" إني أموت في حجر كنيستي كما أني في حجرها ولدت قبل خمسين سنة " ! ،
وتوجه للطبيب انطوماركي ، وقال :
" أنتم معشر الأطباء تعودتم معالجة اللحم ، فلا ترون ماوراء اللحم ..
أما أنا فأعترف بخلود النفس " ! ،
أما شيشرون الخطيب الروماني ، فقال قبل أن يقطع رأسه : " يا علة العلل أرحمني " !
أما ابن سينا ،
فلما قوى عليه المرض الأخير ،
أهمل مداوة نفسه ، وقال :
" إن المدبر الذي كان يدبرني قد عجز عن التدبير ، والآن لا تنفع المعالجة " !
أما الشاعرالألماني جوته ، فقال على سرير رحيله :
" النور ! النور ! دائماً بلا نور " !
ويروى عن الفيلسوف الإنجليزي : هوب ،
أنه قال للذين كانوا محدقين بسرير موته :
" آه أيها الأصحاب أي قفزة سأقفزها من الدنيا إلى الأبدية " !
أما انيبال ، كبير القرطجنيين ،
فقال وهو يشرب السم ؛
لينجو من الرومانيين :
" فلنخلصن الرومان من الخوف الذي استحوذ عليهم من شيخ مثلي " !
أما يوليوس قيصر ،
فقد قال وهو يسقط ميتاً ،
بعدما رأى صديقه بين الذين تألبوا عليه ؛ ليغتالوه : " وأنت أيضاً يابروتوس " !
أما جستاف أدولف ، فقال وهو يموت في لتزن ،
بعد انتصاره على النمسويين : " لغيري الدنيا " !
وقال الوزير كولبر عند وفاته :
" لو كنت صنعت في خدمة ربي نصف ما صنعته لملكي ما كنت مرتاباً في خلاص نفسي .
أما الآن فلا أعلم إلى أين مصيري " !
ولما سيقت المادام رولان إلى الموت ، قالت صارخة :
" أيتها الحرية كم من إثم يقترفه البشر باسمك " !
ولما ضرب أحد هم ، الرئيس جرسيا مورنيو ، بمدية ..
صرخ قبل موته : " إن الله لا يموت " !
وكانت الكلمة الأخيرة ، التي فاه بها توم باين :
" آه اني على استعداد أن أدفع كل العوالم ،
لو اعطيتها ،
في سبيل سحب كتابي : عصر العقل ..
آه يارب ساعدني ،
يايسوع المسيح اعني .. كن معي .
انه الجحيم بعينه ان تتركني وحيدا " !
وتاليرات ، يصرخ على فراش الموت : " انني اقاسي ويلات اللعنة " !
وهمس ميرابو : " هيا إليّ بالمخدر ، حتى لا افكر في الابدية " !
أما فولتير ، فيصرخ صرخاته المرة :
" لقد هجرني الله والبشر وليس امامي سوى الجحيم ..
0ياسيدي المسيح .. يا يسوع المسيح " !
أما شارل التاسع ، فصرخ :
" يا للدماء ، يا للمذابح ، يا للمشورات الرديئة التي اتبعتها ، لقد ضعت إلى الابد " !
أما ياجودا ، أحد ضحايا ستالين ، فقال : " لابد وأن يكون هناك إله ؛ لأن آثامي حاقت بي " !
اما ياروسلافسكي ، الملحد ، فقد هتف على فراش موته أمام ستالين :
" احرقوا كل كتبي 0انظروا . أنه هنا ينتظرني 0احرقوا كل مؤلفاتي " !
،...،...،...
إن هذه الكلمات النهائية ، التي تفوه بها هؤلاء ، وغيرهم ...
يمكنها أن تكون هي نفسها موعظة الوداع التي ينطق بها عامنا هذا ، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة !
الخميس، ديسمبر 17، 2009
الكلمة الأخيرة على لسان النهاية
Labels:
عادل عطية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق