الجمعة، ديسمبر 11، 2009

خاطرة جديدة لفاطمة الزهراء المجبير من الدار البيضاء


جائعة أيام الزهراء
ذابلة تتلوى بالعراء
تخيط أوهاماً من قش
تتطاير على شفاه حبيب
ولد ومات قبل خمسين عاما
هكذا أيام الزهراء جائعة
...........تمحوها
تكاد تحلق الواحدة تلوى الأخرى
خوفا من اللاشئ
خوفا من أحلام تكورت بداخلي صارت جنينا معتوها يحاول الكلام
الحراك......................لكنها أيام الزهراء
تطفو ............تدوس ..........تهرول إلى سماء طافقة بالمعاني التي رفضتها كما جسدي العاري إليها
وأنا هي ممتدة إلى قاع هده الأرض
الجرداء
جذورها قماطٌ عفنٌ من ديدان جدنا آدم إلى بعض الآثام التي تلتصق بي
...........................
وهذه الأم العاقة لوليدها الذي اختفى بين العطور والزيوت
زجاجات الحليب الافرنجي المنسكب فوق وجه الشقراء كاترين
ليكون أباً ... أخا ... شريانا يمتد على حافة الشقاء

ها نحن نحاول أن نرسم وجها ضاحكا لسواد البيضاء
نحاول أن نتنفس

نحاول أن نذهب خلف الضحكات ونجتر حكايات الطفولة حتى تبتلعها دموعنا
نحاول أن نرضى بما قسمه القدر المختفي خلف السراب والغربان وبعض الخيلاء
الذي حملنا كرها .... أجلْ ، حملنا أحلامنا كطفل يحاول أن ينقل البحر بأصابعه لدلوه الصغير
ويضحك بوجه الشمس


وهكذا ضحكنا ....لنبكي أرواحنا بداخلنا خلف العرف اللعين للبقاء
ماذا تنتظر من يوم له أجنحة الذباب
لا تكادُ تراها ....... اختارت الأزهار منفى والعراء وطنا
اختارت ان تكون واحدة من الام المدينة العفنة العتيقة باليتم
تصدر أزيزا ساخرا تقشِّرُ وجهَ الدهشةِ تخرق مسافات الوحدة ليكون هنا اللقاء
وتعبثُ بعقارب الساعة الشائخة المكسورة ....
تحدثني أن الزمن ولى وتهديني بعضا
من بقايا فطورنا على طاولة حديدية لأسحب أناملي أل 42 من فوق يده
ويقولُ لي :
بُنيتي ، حبيبتي ، أليست للمجوس نواميسُ توحّدُ الأوطان كما وحدت بين جسد الأب والصبية ؟
ليتني أستلّكِ زهرةً من فمِ زمانٍ يلوكك ..................... لكنني لا أستطيع إلا أن أهديك أيامك الباردة ...
عانقيها ، بُنيتي ، فهذهِ هي أيامُ الزهراء .

**

ليست هناك تعليقات: