الأحد، ديسمبر 06، 2009

القلم

الطبيب نوري الوائلي

هل زجّ في الأملِ القنوطُ سقاما = و انسابَ في وهج الدما آلاما
هل أشبعَ القلبَ الأنينُ مواجعاً = و استلّ منْ عزم الكرام زماما
و أحالَ رفضَ الطامحين تخاذلاً = و اغتالَ في صدر الغزاة هُماما
هل باتَ يفرعُ في الصخور وجذوها = شوكٌ يؤمّلُ في الصدى أنغاما
كلا, فعزمُ الشامخين إلى العلا = يبقى لدرب الصابرين إماما
لن تستكين إلى المواجع أنفسٌ = عزمت بأن تعلو القفارَ غماما
عزمت بأن تهبَ الحياة شواهداً = وتظلُ في أرض الوغى أعلاما
هذه المحابرُ قد أجاد نباحها = لغواً يجاهر في العقول فصاما
مَلأت فضاءات التواصل ألسنٌ = صَبغتْ معايبُها الحياةَ ظلاما
قد زاغت الأقلامُ حين نباتها = يمتصُ من بحر الذرى أوهاما
قد خابَ من باعَ الحروفَ لعَالَمٍ = يُضني التقاةَ و يرفعُ الأبراما
لا تتركن محابراً قد ألهبتْ = نهجَ الكرام حماسةً و هياما
لا تجعلوا لليأس من فرط الأذى = سوطاً يقصّرُ للردى الأعواما
الصابرون على المصائب إنّما = من صبرهم يأتي الرجا إكراما
عجباً لآهات الزمان فما لها = غير التقاةِ صحابةً وخصاما
لا تُغرق السفنً الرياحُ إذا غدت = فيها الصوارمُ للتقاةِ مقاما
سيظلُّ صوتُ الصادقين مدوّياً = و يزيحُ عن وجه النفاق لثاما
لا لن تجف عن العطاء نحورنا = أو أن تعيب عقولنا الأقلاما
منذ الطفولةنستقي فإذا بنا = نستدرك الأفعالَ و الأحكاما
إن قال فينا ناقص ما يشتهي = فكلامه يعلو بنا الأجراما
فلنا و ربّك للحروف قداسة = لا نبتغي من نظمها الأهراما
بل نبتغي لُطفَ الجليلِ بحرفنا = فرضاؤه عنّا هُدىً وسلاما
ما أقصر الدنيا وفي أعناقنا = هممٌ يطارحها الفلاحُ غراما
لم تهفُ عنا النائباتُ لأنّنا = لم نخش في فكّ الهُمامِ حِماما
بل أنّ نهج حياتنا صور الكتا = ب و نقتفي في فكرنا الإسلاما
ما مات حرفٌ للسماء معنون = بل مات سفرٌ ينشدُ الآثاما
سيظلُّ في كون الخلود لساننا = رطباً نديّاً يختمُ الأختاما
سنظلُّ فرساناً لكلّ مُلمةٍ = كوناً نفيضُ مودّةً و وئاما
فلنا الكلام و إن تسدُّ شفاهنا = و لأسْمِنا يغدو الأثيرُ كلاما
لا تحتوينا في المصائبِ جفلةٌ = فيقيننا قد صاغها أحلاما
لم تبخل الدنيا علينا كربها = فسقتنا في حلو الشراب سِماما
القلب يصمت و الأناملُ نبضها = يبقى صريراً يوقظُ النُيّاما
فرضٌ على أهل الهدى أن يكتبوا = للحق فأساً تكسرُ الأصناما
لا توقف الحبرَ المواجعُ إنّما = من عسرها صاغ الفؤادُ سِهاما
لا يسبق الصبرً البلاءُ و إنما = الصبرُ يسبقُ في الردى الإقداما

ليست هناك تعليقات: