الجمعة، يونيو 13، 2008

الشاعر نصر علي سعيد ابن سلمية يرفع رايته البيضاء ويترجل عن فرسه

مفيد نبزو
*محردة*
لأن الريح من زمن تعاندني
وتحملني بكفيها
إلى أقصى مدى
وتغيب
أرفع رايتي البيضاء.
هكذا بعد خمس وخمسين سنة من العطاء المتواصل
يسلِّم الشاعر أبو نضال نصر علي سعيد آخر قصيدة
ويرحل، بعدما غرس اثنتا عشرة شجرة مثمرة،
وارفة الظلال لمن ينشدون فيء الطمأنينة من حر ِّ
الحياة،وراحة الروح من صحراء اليباس.
فقد الشاعر نور البصر ،وعاش ضريراً،ولكنه لم يفقد
نور البصيرة الذي توهج عن إبداع حقيقي عبَّر عنه
بنَفَسٍ موشَّحٍ بالأمل للأرض والخير والحب والإنسان.
أصدر الشاعرديوانه: بوح القوافي عام 1982 ثم :
نحن جمر الاحتراق وآخر بعنوان: عندما
تفقد ظلك عام 1983،وفي عام 1994 أصدر :بوح وجمر
وظل، وفي عام 1995 قطرات من الندى، وكذلك قطرات
للأرض والحب والإنسان 1997 وأنات قلب في عام 1998
ثم وجدانيات نصر علي سعيد عام 1999 وعن اتحاد الكتاب العرب وجع المدى الصادر عام 2001 ، وأغنيات دافئة 2003 ثم جلنار الحب 2005 و همسات أنثى
دامعة 2006 ، ومن ثم انطفاء الألق الأخير من مسيرة
شاعر عفوي جميل ، كان له من اسمه نصر نصيب،
أذكره يوم قال لي في بيته: هذا ديواني جلنار الحب
للذكرى ، اكتب ما أمليه إليك، وكتبت ما أملى
في الإهداء: الشعر ترجمة للأحاسيس والمشاعر، فلنحترق
في أتون هذا الفن الجميل.
آخ أخي كم كنت
تحلم بالمزيد من الحنين
برغم أوجاع الليالي
أنت الذي
علمتنا أن نحتسي خمر المحبة
دافقاً ينساب
كالماء الزلالِ.
علمتنا أن الحياة
قصيدة كتبت على وعي الخيالِ.
ماذا أحدث ياأخي

ماذا أقول
عن الذين تركتهم
يتساقطون أمام موتك هاربين
من الظلالِ إلى الظلالِ.
ستظل روحك بيننا
ويظل ذكرك
في القلوب مخلَّداً
وموزَّعاً ما بين دفء الأمنيات
وبين زهر البرتقالِ.
هذا ما ناجيت فيه أخاك ، وقلته له تسأله:
أرثيك أم أرثي لحالي؟
واليوم وقد أزف الرحيل ، قبل أن تبوح بكل ما
يهبط منك إلينا ، لا نجد كلمة يا أخي إلا :ما أبدع
موت الشعراء!، وماأطيب رائحة العطر التي تركوها لنا!،
فهنيئاً سلمية بمن ولدت ، وهنيئاً لك ما احتضنت،
من هؤلاء الذين صدقوا العهد ، وأدوا الرسالة بمحبة
ووفاء.
نصر علي سعيد وداعاً ، وبما قلت أنت أودعك: آه ما أقسى الليالي
آه من غدر الأماني
آه ما أقسى الغياب
هكذا الأيام شاءت
هاهم الأحباب تابوا
تركوا الدار وذابوا
غابت الشمس وغابوا.
فافرحي أيتها الأرض ،
يا رحم الخصوبة والتجدد والانبعاث.
المطبخ الثقافي.

ليست هناك تعليقات: