زياد جيوسي
جامعة بير زيت
بعدستي
رام الله تشرق شمسها باكرا حين أكون قد صحوت قبلها، أنتظر معانقتها حينما تطل بخدر ناعم ونور يتسلل إلى سماء المدينة، أنظر من نافذتي متكاسلا وأنا أحتسي فنجان قهوتي، أتأكد من وجود بعض كسرات الخبز المبللة بالماء، طعاما للحمام الذي اعتاد أن يأتي إلى النافذة فيلقي عليّ تحية الصباح متناغمة مع هديله الجميل، ترافقني أشواق لحروف خمسة لا تفارقني أبدا، أحرص عليها وأضم ذكراها بين الضلوع، أرتدي ملابس خفيفة وأخرج لمعانقة المدينة، فليس أجمل من المعانقة مع الفجر الندي، قبل أن تنهض عيون المدينة من نومها فتمتلئ بالفوضى، فاشعر أني بتجوالي أراقصها، أضمها إلى صدري، أنظر في عينيها الجميلتين، أغوص بهما، فتأتي نسمة ناعمة تلقي بشعرها الناعم ليداعب وجهي، فابتسم لها وأنا الذي بحثت عنها زمنا حتى وجدتها، كانت فيه الحلم الذي أحلم، متمنيا يوم اللقاء، حتى كان بعد سنوات طويلة من الغياب، فتجددت قصة العشق الطفولي من جديد، وعهد على حب ووفاء ومواصلة بلا غياب.
فآه من عشقك يارام الله كم رافقني في سنوات الغياب، كيف كان كل يوم يتغلغل في روحي أكثر، فلم يفارقني أبدا، حتى التقيتك وسمعت همسك وشعرت بحنانك، ورأيت في عينيك أشواقك التي لم تفارقك، وشعرت كم بحثتي عني كما بحثت عنك، فعهدي لك الوفاء أبدا.
في الغد تداهمنا ذكرى هزيمة حزيران، تلك الحرب التي أضاعت البلاد وأوقعت ما تبقى منها تحت احتلال متميز في بشاعته، فتأتي ذكرى انتزاعي من أحضان رام الله، وهذه الذكرى ومأساة النـزوح كتبت عنها في العام الماضي صباحي المعنون "صباحكم أجمل/ ذاكرة حزيران"، وفيه رويت حكاية النـزوح والانتزاع من أحضان الحبيبة، حتى اللقاء مرة أخرى بالأهل والعشيرة في عمّان الهوى، ولا أجد من جديد يروى، فالاحتلال ما زال جاثم على الصدور، وحجم مأساتنا يكبر يوما اثر يوم، فتَمزقنا تحت الاحتلال إلى غزة والضفة، بعد أن سال شلال دم، والداخل لم يعد يذكر إلا في ذكرى النكبة، والقدس بتنا نتعامل معها على طريقة "للبيت رب يحميه"، وتغول الاحتلال علينا، وتغول اللصوص من كل حدب وصوب، فأصبحنا أضيع من الأيتام على مآدب اللئام.
أنظر لدوار الساعة فأذكر وعد طال انتظاره من رئيسة البلدية بإعادة الساعة المفقودة لمكانها، وأصل دوار المنارة فأرى اللوحات الإعلانية التي تغلق الفضاء، فأتذكر وعد محافظ المحافظة في العام الماضي، بأن عقد اللوحات ينتهي في بداية العام الحالي، وأنه جرى الاتفاق على إزالتها وعدم التجديد لها، كي يتحسن فضاء الرؤية في قلب المدينة، فأبتسم وأهز رأسي وأقول لها: يظهر أن عليّ أن أتعايش مع الواقع وأتوقف عن "الدق والنق"، فيمكنني أن أعتمد أن لدي ساعة على يدي، ويمكنني أن أنسى اسم دوار الساعة حتى لا أتذكر ساعتة المفقودة، وأقول: دوار المغتربين أو دوار نعوم كما أطلق اللقب عليه، وحين أمر من المنارة أنظر للجهة الأخرى التي بدون هذه اللوحات البشعة، أمر منها وأكتفي بالقول: وهل من الضروري أن نفتح الفضاء على مصراعيه من كل النواحي، تكفينا المنافذ الأخرى..
أضحك من نفسي وأنا أتذكر أن قائدا هماما من طراز رفيع، يبني بيتا ويعتدي على حرمة الشارع، ولا أحد من الجهات التنفيذية المخولة يقف في وجهه، وبدلا من منعه يتم التوجه لتقليص عرض الشارع، من أجل تمرير هذه المخالفة والسرقة البشعة، وأمثاله الكثير، بينما لو وقع مواطن غير "رفيع" بمخالفة أقل من ذلك، لرأينا الجميع يتحرك إكراما لتنفيذ القانون، فهل يضير الوطن مخالفة صغيرة لمسئول كبير؟، فلنعتبرها إكرامية صغيرة مكافئة له على عمره الذي قضاه في ساحات الوغى والنضال، حتى لم يبقى في جسده بقعة لم تصب بضربات الرفاهية وطعنات الدولار، فأين سيد البشر عليه السلام حين قال: "والله لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، وأين خالد سيف الله المسلول حين بكى وهو على فراش الموت وهو يقول: "لم يتبقى في جسدي بقعة لم تصب بضربة سيف أو طعنة رمح وأموت على فراشي كما يموت البعير"، وأتذكر ما اصطلح بتسميتها ملفات الفساد، والتي أعلن عنها أكثر من مرة، وأتذكر فضائح زكمت من نتانتها الأنوف، فلم نرى ولم نسمع عن محاسبة ولا محاكمات، وما زال أبطالها يرتعون بالمال المسروق من دمنا، ويوغلون أنيابهم في دمائنا، ويتنقلون من موقع متقدم إلى آخر، فلم نسمع عن تبرئة لهم من القضاء، كما لم نسمع عن محاسبتهم أيضا.. فأتذكر الموسيقار الدكتور وليم نصار العربي اللبناني الذي رفض جائزة ضخمة، حتى لا يصافح ممثلة الكيان الصهيوني ويقول: "لست بحاجة لتلك الجائزة، ولتقطع ذراعي ألف مرة قبل أن أصافح ممثلة دولة محتلة لبلادنا.. أنا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".
أهرب من أفكاري التي تتعبني وأعود لوجه آخر جميل لرام الله وأمسياتها، فأستذكر أمسية في دار الشروق وحفل توقيع كتاب "سفر على سفر" للكاتب الجميل سلمان الناطور القادم إلينا يحمل عبق الذاكرة وحيفا، واحتضانه المفعم بالحنان لي حين عَرفته باسمي، فحدثني عن صباحات الوطن ومتابعته لها باستمرار، وأمسية جميلة للطبيب الشاعر والصديق عامر بدران على أنغام عود باسل زايد، في المركز الثقافي الفرنسي الألماني، وذهابي إلى جامعة بير زيت لأول مرة منذ فك أسري، لأحضر مناقشة مشروع التخرج لابن أخي جهاد، هذا الشاب الجميل مصطفى الذي تربطني به كما أشقائه علاقة خاصة ومتميزة، تتجاوز علاقة العم بأبناء أخوته، فنظهر كأصدقاء يتقاربون في العمر، وليس بفوارق تزيد عن الثلاثين عاما، فاشعر بالفخر يجتاحني وأنا أتابع مناقشته، والتقط له بعض الصور، ثم أغادر الجامعة مستذكرا أيام دراستي وشبابي.
تعود الذكرى لعمان وسنوات الجنون التي استمرت عدة أعوام، ومأساة أيلول والتي تلاها فورا وفاة القائد جمال عبد الناصر، بكاء أبي ونحيبه لأول مرة و لعلها تكون آخر مرة في حياته، فهذا الرجل الصلب الذي كنت أخاله خالي من العواطف، بكى بنحيب مسموع ومرتفع على القائد، وخرجت الناس وقد نسيت مصابها بمصاب اعتبروه أكبر، وتأخرت الدراسة في تلك الفترة وضاع علينا ما يقارب الشهرين بسبب الأحداث، وانتقلت للمرحلة الثانوية في الدراسة، منتقلا من مدرسة صلاح الدين في الأشرفية التي أكملت الإعدادية فيها، مودعا أستاذا ترك أثرا كبيرا في توجهاتي الأدبية والفكرية، أستاذي محمد الحسنات الذي لا أعلم أين أصبح الآن، وآخر مرة زرته فيها كنت طالبا بالجامعة، إلى ثانوية حسن البرقاوي، الواقعة تحت مسجد أبو درويش الكبير في الأشرفية، فالتقيت بأساتذة رائعين هناك، منهم أستاذ الفلسفة محمد عيد وأستاذ العربية إسماعيل عقل، وكل منهم ترك بصمة على روحي.
صباحك أجمل يا رام الله يا حبيبتي، صباحك أجمل بعد تجوالي في المساء في شارع السهل ورام الله التحتا والصعود لتناول فنجان قهوة معك في حلويات أوربا، حتى العاشرة مساء، وتجوالي وإياك في هذا الصباح، صباحك أجمل مع فنجان قهوتي وحروفي الخمسة و شدو فيروز:
"أعطني الناي وغني فالغنى سر الوجود، وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود، هل اتخذت الغاب مثلي منـزلا دون القصور، فتتبعت السواقي وتسلقت الصخور، هل تحممت بعطري وتنشفت بنور، وشربت الفجر خمرا في كؤوس من أثير"
صباحكم أجمل.
بعدستي
رام الله تشرق شمسها باكرا حين أكون قد صحوت قبلها، أنتظر معانقتها حينما تطل بخدر ناعم ونور يتسلل إلى سماء المدينة، أنظر من نافذتي متكاسلا وأنا أحتسي فنجان قهوتي، أتأكد من وجود بعض كسرات الخبز المبللة بالماء، طعاما للحمام الذي اعتاد أن يأتي إلى النافذة فيلقي عليّ تحية الصباح متناغمة مع هديله الجميل، ترافقني أشواق لحروف خمسة لا تفارقني أبدا، أحرص عليها وأضم ذكراها بين الضلوع، أرتدي ملابس خفيفة وأخرج لمعانقة المدينة، فليس أجمل من المعانقة مع الفجر الندي، قبل أن تنهض عيون المدينة من نومها فتمتلئ بالفوضى، فاشعر أني بتجوالي أراقصها، أضمها إلى صدري، أنظر في عينيها الجميلتين، أغوص بهما، فتأتي نسمة ناعمة تلقي بشعرها الناعم ليداعب وجهي، فابتسم لها وأنا الذي بحثت عنها زمنا حتى وجدتها، كانت فيه الحلم الذي أحلم، متمنيا يوم اللقاء، حتى كان بعد سنوات طويلة من الغياب، فتجددت قصة العشق الطفولي من جديد، وعهد على حب ووفاء ومواصلة بلا غياب.
فآه من عشقك يارام الله كم رافقني في سنوات الغياب، كيف كان كل يوم يتغلغل في روحي أكثر، فلم يفارقني أبدا، حتى التقيتك وسمعت همسك وشعرت بحنانك، ورأيت في عينيك أشواقك التي لم تفارقك، وشعرت كم بحثتي عني كما بحثت عنك، فعهدي لك الوفاء أبدا.
في الغد تداهمنا ذكرى هزيمة حزيران، تلك الحرب التي أضاعت البلاد وأوقعت ما تبقى منها تحت احتلال متميز في بشاعته، فتأتي ذكرى انتزاعي من أحضان رام الله، وهذه الذكرى ومأساة النـزوح كتبت عنها في العام الماضي صباحي المعنون "صباحكم أجمل/ ذاكرة حزيران"، وفيه رويت حكاية النـزوح والانتزاع من أحضان الحبيبة، حتى اللقاء مرة أخرى بالأهل والعشيرة في عمّان الهوى، ولا أجد من جديد يروى، فالاحتلال ما زال جاثم على الصدور، وحجم مأساتنا يكبر يوما اثر يوم، فتَمزقنا تحت الاحتلال إلى غزة والضفة، بعد أن سال شلال دم، والداخل لم يعد يذكر إلا في ذكرى النكبة، والقدس بتنا نتعامل معها على طريقة "للبيت رب يحميه"، وتغول الاحتلال علينا، وتغول اللصوص من كل حدب وصوب، فأصبحنا أضيع من الأيتام على مآدب اللئام.
أنظر لدوار الساعة فأذكر وعد طال انتظاره من رئيسة البلدية بإعادة الساعة المفقودة لمكانها، وأصل دوار المنارة فأرى اللوحات الإعلانية التي تغلق الفضاء، فأتذكر وعد محافظ المحافظة في العام الماضي، بأن عقد اللوحات ينتهي في بداية العام الحالي، وأنه جرى الاتفاق على إزالتها وعدم التجديد لها، كي يتحسن فضاء الرؤية في قلب المدينة، فأبتسم وأهز رأسي وأقول لها: يظهر أن عليّ أن أتعايش مع الواقع وأتوقف عن "الدق والنق"، فيمكنني أن أعتمد أن لدي ساعة على يدي، ويمكنني أن أنسى اسم دوار الساعة حتى لا أتذكر ساعتة المفقودة، وأقول: دوار المغتربين أو دوار نعوم كما أطلق اللقب عليه، وحين أمر من المنارة أنظر للجهة الأخرى التي بدون هذه اللوحات البشعة، أمر منها وأكتفي بالقول: وهل من الضروري أن نفتح الفضاء على مصراعيه من كل النواحي، تكفينا المنافذ الأخرى..
أضحك من نفسي وأنا أتذكر أن قائدا هماما من طراز رفيع، يبني بيتا ويعتدي على حرمة الشارع، ولا أحد من الجهات التنفيذية المخولة يقف في وجهه، وبدلا من منعه يتم التوجه لتقليص عرض الشارع، من أجل تمرير هذه المخالفة والسرقة البشعة، وأمثاله الكثير، بينما لو وقع مواطن غير "رفيع" بمخالفة أقل من ذلك، لرأينا الجميع يتحرك إكراما لتنفيذ القانون، فهل يضير الوطن مخالفة صغيرة لمسئول كبير؟، فلنعتبرها إكرامية صغيرة مكافئة له على عمره الذي قضاه في ساحات الوغى والنضال، حتى لم يبقى في جسده بقعة لم تصب بضربات الرفاهية وطعنات الدولار، فأين سيد البشر عليه السلام حين قال: "والله لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، وأين خالد سيف الله المسلول حين بكى وهو على فراش الموت وهو يقول: "لم يتبقى في جسدي بقعة لم تصب بضربة سيف أو طعنة رمح وأموت على فراشي كما يموت البعير"، وأتذكر ما اصطلح بتسميتها ملفات الفساد، والتي أعلن عنها أكثر من مرة، وأتذكر فضائح زكمت من نتانتها الأنوف، فلم نرى ولم نسمع عن محاسبة ولا محاكمات، وما زال أبطالها يرتعون بالمال المسروق من دمنا، ويوغلون أنيابهم في دمائنا، ويتنقلون من موقع متقدم إلى آخر، فلم نسمع عن تبرئة لهم من القضاء، كما لم نسمع عن محاسبتهم أيضا.. فأتذكر الموسيقار الدكتور وليم نصار العربي اللبناني الذي رفض جائزة ضخمة، حتى لا يصافح ممثلة الكيان الصهيوني ويقول: "لست بحاجة لتلك الجائزة، ولتقطع ذراعي ألف مرة قبل أن أصافح ممثلة دولة محتلة لبلادنا.. أنا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".
أهرب من أفكاري التي تتعبني وأعود لوجه آخر جميل لرام الله وأمسياتها، فأستذكر أمسية في دار الشروق وحفل توقيع كتاب "سفر على سفر" للكاتب الجميل سلمان الناطور القادم إلينا يحمل عبق الذاكرة وحيفا، واحتضانه المفعم بالحنان لي حين عَرفته باسمي، فحدثني عن صباحات الوطن ومتابعته لها باستمرار، وأمسية جميلة للطبيب الشاعر والصديق عامر بدران على أنغام عود باسل زايد، في المركز الثقافي الفرنسي الألماني، وذهابي إلى جامعة بير زيت لأول مرة منذ فك أسري، لأحضر مناقشة مشروع التخرج لابن أخي جهاد، هذا الشاب الجميل مصطفى الذي تربطني به كما أشقائه علاقة خاصة ومتميزة، تتجاوز علاقة العم بأبناء أخوته، فنظهر كأصدقاء يتقاربون في العمر، وليس بفوارق تزيد عن الثلاثين عاما، فاشعر بالفخر يجتاحني وأنا أتابع مناقشته، والتقط له بعض الصور، ثم أغادر الجامعة مستذكرا أيام دراستي وشبابي.
تعود الذكرى لعمان وسنوات الجنون التي استمرت عدة أعوام، ومأساة أيلول والتي تلاها فورا وفاة القائد جمال عبد الناصر، بكاء أبي ونحيبه لأول مرة و لعلها تكون آخر مرة في حياته، فهذا الرجل الصلب الذي كنت أخاله خالي من العواطف، بكى بنحيب مسموع ومرتفع على القائد، وخرجت الناس وقد نسيت مصابها بمصاب اعتبروه أكبر، وتأخرت الدراسة في تلك الفترة وضاع علينا ما يقارب الشهرين بسبب الأحداث، وانتقلت للمرحلة الثانوية في الدراسة، منتقلا من مدرسة صلاح الدين في الأشرفية التي أكملت الإعدادية فيها، مودعا أستاذا ترك أثرا كبيرا في توجهاتي الأدبية والفكرية، أستاذي محمد الحسنات الذي لا أعلم أين أصبح الآن، وآخر مرة زرته فيها كنت طالبا بالجامعة، إلى ثانوية حسن البرقاوي، الواقعة تحت مسجد أبو درويش الكبير في الأشرفية، فالتقيت بأساتذة رائعين هناك، منهم أستاذ الفلسفة محمد عيد وأستاذ العربية إسماعيل عقل، وكل منهم ترك بصمة على روحي.
صباحك أجمل يا رام الله يا حبيبتي، صباحك أجمل بعد تجوالي في المساء في شارع السهل ورام الله التحتا والصعود لتناول فنجان قهوة معك في حلويات أوربا، حتى العاشرة مساء، وتجوالي وإياك في هذا الصباح، صباحك أجمل مع فنجان قهوتي وحروفي الخمسة و شدو فيروز:
"أعطني الناي وغني فالغنى سر الوجود، وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود، هل اتخذت الغاب مثلي منـزلا دون القصور، فتتبعت السواقي وتسلقت الصخور، هل تحممت بعطري وتنشفت بنور، وشربت الفجر خمرا في كؤوس من أثير"
صباحكم أجمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق