زياد جيوسي
طولكرم درة شمال الضفة
بعدستي
ليالي الشمال 1
رام الله.. التقيك بعد غيابي عنك أياما في ربوع شمال ضفتنا الغالية، التقيك بكل الشوق والحب، كنت معي لم تفارقيني، أجلسك في القلب وأنا أتجه لطولكرم بعد غياب قسري استمر أعواما طويلة، أهمس في أذنك: هل تري هذا الجمال الساحر؟ الورود وأشجار الزيتون وتراكيب الصخور الجميلة عبر الطريق، أضمك كحبيبة كأجمل ما تكون أنثى، فقد كنت دوما الحلم في الغياب، وأصبحت الحلم في الواقع، أخشى عليك أكثر مما أخشى على نفسي، فأحملك في القلب في الحل والترحال.
الخميس الماضي كان موعدي مع ليالي الشمال، ولعل المصادفة أن تكون ذكرى هزيمة حزيران، جلت شوارع رام الله مبكرا عن العادة، زرت ياسمينتي الجميلة، تنشقت عبقها والجمال، قلت لها: صباحك خير وجمال.. صباحك حروفي الخمسة، نظرت إلى خلف السور فابتسمت وهمست لنفسي: صباح الخير يا صديقي إميل عشرواي الذي زرعت هذه الياسمينة ونثرت الجمال في حديقتك، فنشأت بيني وبين الياسمينة قصة عشق خاصة منذ التقيتها، بعد عودتي ولقائي رام الله بعد الغياب القسري الطويل.
أنهيت أعمالي وحملت حقيبة صغيرة بها ملابسي، وحقيبة أضع فيها دفترا للملاحظات وعدسة التصوير وكتابين، ركبت سيارة باتجاه طولكرم، شعرت بقلبي يخفق حين بدأت الرحلة، وما أن وصلنا سردا بجوار رام الله حتى قررت راكبة غربية أن تنـزل ولا تكمل الرحلة بعد تلقيها هاتف ما، رافضة أن تدفع أجرة الرحلة، مما أثار أعصاب السائق فلا مجال للعودة إلى المحطة وأخذ راكب آخر، ورفض السائق عرضنا أن ندفع الفرق له، وانطلق يقود السيارة بسرعة جنونية، غير مبال باحتجاجنا، فقلت لنفسي: الغرب اضطهد اليهود واليهود اضطهدونا، ها هي غربية أخرى تضطهد سائقا فيعكس اضطهاده علينا.
كان السائق يسابق الريح غير مبال لا بمنعطف ولا بسوء أجزاء من الطريق، مما حرمني أن التقط أي صورة عبر الرحلة، ومنعني من تسجيل أي ملاحظة على دفتري، أو الاستفسار عن المناطق التي نمر عنها، فبالكاد كنت استقر على مقعدي رغم حزام الأمان، وشعرت بأمعائي تكاد تجن من السرعة والحركة، فركزت نظري على المناظر الجميلة التي نمر عنها بسرعة كبيرة، فتترك في روحي لمحات سريعة من جمال وحب.
كانت البداية مرورنا عن جسر عطارة والحاجز الاحتلالي السيء الصيت والسمعة عليه، فمررنا بسهولة إلى منطقة "عيون الحرامية" لتواجهنا بلدة سلواد شامخة على رأس قمة الجبل، لنواصل رحلة ما بين مناطق فلسطينية متناثرة تطوقها المستعمرات والمستوطنات، فالمستوطنات ما زالت تتمدد وتقضم الأراضي وأعلام العدو ترف على أعمدة الكهرباء في كل منعطف، وفي القرب من كل مستعمرة، فشعرت بالألم يجتاح مني الروح ، فأغمضت عيناي متخيلا حلما بأن يكون علم وطني هو من سيرف ذات يوم على القمم والروابي، وبكل أسف حين مررنا من بعض البلدات كنت أرى فقط أعلام الفصائل وراياتها، بينما لا يظهر العلم الفلسطيني إلا على بعض الدوائر الحكومية، وعادة يكون الزمن والمناخ قد لعب دوره بإتلافه، وبالقرب من كل مستعمرة كان المستوطنون يقفون كالغربان خلف مكعبات إسمنتية بانتظار الحافلات التي تقلهم، فهم لا يجرؤون على الوقوف بحرية بجوار محطات الانتظار، يحملون السلاح ويختفون خلف السواتر، فهم يدركون تماما أنهم رغم القوة والسلاح، غرباء عن هذه الأرض التي ترفضهم وستلفظهم طال الزمان أو قصر، واصلت النظر لبلدات رأيتها يوما وعرفت اسمها، وبلدات أخرى لم أعرف اسمائها، حتى وصلنا حاجز زعترة ومررنا بسهولة، حتى وصلنا إلى بلدة حوارة ومنها انعطفنا يسارا باتجاه عنبتا، مارين بطرق لم أعرفها سابقا وجمال يجتاح الروح لولا سرعة السائق الجنونية، حتى كان وصولنا إلى حاجز قبل بلدة "عنبتا"، مررنا به لتواجهنا عنبتا الجميلة والتي تربض غالبية بيوتها بين البساتين والأشجار.
طولكرم أخيرا.. ايه يا درة مدن شمال الضفة كم اشتقت إليك، نزلت من السيارة حامدا الله وصولنا بالسلامة، وكان أول ما واجهني محل لابن عم لي لم أراه منذ تسع سنوات، فولجت إليه لنلتقي بلقاء حار كادت تسيل فيه الدموع، حسام هذا الرجل الجميل الروح والمحيا، والذي يرفع شعار أنه لا يجوز لامرأة فلسطينية أن تتوقف عن الإنجاب، ويقول لي حين سألته كم أصبح لديه من الأبناء: العدو يستورد من الخارج وأنا أصر على الإنتاج المحلي، أصبح لدي أحد عشر ابنا وابنة، وإن شاء الله سأكمل "الدزينة"، والتقيت عنده زياد ابن شقيقه غسان، والذي أصبح رجلا في غيابي متزوج وله أبناء، وبعد فنجان قهوة وأحاديث الشوق ووعد أن لا أتأخر عنهم في جيوس، غادرتهم لأذهب لبيت شقيقي الأكبر وسيم وأتغدى عندهم وأغط في نوم عميق.
مساء كان لقائي مع طولكرم، رفضت أن أخرج بالسيارة التي كان أخي قد تركها لتكون تحت استخدامي، كنت أحن للسير على الأقدام في المدينة، تاركا السيارة مع رامي ابن شقيقي الذي له مكانة خاصة في القلب، تجولت في هذه المدينة الهادئة مسافة لا بأس بها، مدينة هادئة جدا تنام مع غياب الشمس، آلمني أن معظم الشوارع قد أتى عليها الزمن وانتشرت الحفر في وجهها كندوب سوداء، المقاهي تنتشر بطريقة غير طبيعية، مما يدل على فراغ هائل يعانيه الشباب، فلا مراكز ثقافية ولا مؤسسات ولا مسرح ولا سينما ولا أمسيات ثقافية إلا فيما ندر، فيلجأ الشباب والكبار للمقاهي يقتلون الوقت بلعب الورق وأدخنة النراجيل، شوارع ستكون أجمل لو وجدت الاهتمام أكثر، أشجار تنتشر على أرصفة الشوارع مقصوصة بشكل يحتاج إلى جمالية أكثر، شوارع كثيرة تفتقد الشجر والأرصفة المبلطة، شوارع ضيقة بحاجة إلى إعادة تنظيم السير حتى تتسع للبشر والمركبات، مدينة تحتاج إلى جهود هائلة لرسم وجهها الجميل من جديد، فطولكرم مدينة عريقة تعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وعرفت بسهولها وتلالها وثروتها الزراعية، فجوها الحار صيفا لقربها من الساحل أعطاها مزايا مناخية خاصة، وأهم ما يميزها طيبة أهلها وكرمهم وحسن وفادتهم وضيافتهم، ونحن من ننتمي إلى جيوس تربطنا علاقة خاصة بطولكرم، فعبر الزمن كانت بلدتنا تتبعها إداريا حتى ما قبل سنوات حين ألحقت بمدينة قلقيلية، فكان أهل جيوس يأتون لطولكرم ومنهم من استقر بها وأصبح له فيها مصالح وأعمال.
أكملت جولتي وزرت بيت الصديق الغالي د. رياض، وسهرنا في شرفة بيته متأملين الغرب والساحل القريب وممتعين الروح بنسمات آتية من البحر رغم أنين الألم فيها وهي تمر من فوق الجدار الأفعى، وفي العاشرة مساء أتاني ابن شقيقي لنتجول في المدينة وأطرافها بالسيارة، ونذهب إلى كرم العلالي على تلة في ذنابة لزيارة أقرباء هناك، وأعود بعد منتصف الليل لبيت شقيقي استعدادا لصباح كرمي آخر، هامسا بأذن رامي: كنت أجول بك وأنت صغير، وها أنت تجول بي بعد أن كبرت، فضحك بفرح وضحكت معه.
صباحك أجمل يا رام الله بنسماتك الباردة الجميلة، صباحك أجمل رغم أني لم أتمكن من التجوال في دروبك في الصباح بعد تعب رحلة ليالي الشمال، فاكتفيت بشرب القهوة وحيدا إلا من روح حروفي الخمسة، أقف للنافذة متأملا صباح رام الله، أنظر للحمامة التي وجدت بالنافذة وأحواض نباتاتي، ملاذا تضع فيها عشها وبيضها أثناء غيابي، استمع لشدو فيروز: "يا كرم العلالي عنقودك منا، يا حلو يا غالي شو بحبك أنا، عالنهر التقينا وما قلنا لحدا، تركنا عنينا تحكي عالهدا، سمعني حكي وقلي شو بكي، وطلعلي البكي يا دلي من كتر الهنا، عالدرب الطويل مشاني الهوى".
صباحكم أجمل.
بعدستي
ليالي الشمال 1
رام الله.. التقيك بعد غيابي عنك أياما في ربوع شمال ضفتنا الغالية، التقيك بكل الشوق والحب، كنت معي لم تفارقيني، أجلسك في القلب وأنا أتجه لطولكرم بعد غياب قسري استمر أعواما طويلة، أهمس في أذنك: هل تري هذا الجمال الساحر؟ الورود وأشجار الزيتون وتراكيب الصخور الجميلة عبر الطريق، أضمك كحبيبة كأجمل ما تكون أنثى، فقد كنت دوما الحلم في الغياب، وأصبحت الحلم في الواقع، أخشى عليك أكثر مما أخشى على نفسي، فأحملك في القلب في الحل والترحال.
الخميس الماضي كان موعدي مع ليالي الشمال، ولعل المصادفة أن تكون ذكرى هزيمة حزيران، جلت شوارع رام الله مبكرا عن العادة، زرت ياسمينتي الجميلة، تنشقت عبقها والجمال، قلت لها: صباحك خير وجمال.. صباحك حروفي الخمسة، نظرت إلى خلف السور فابتسمت وهمست لنفسي: صباح الخير يا صديقي إميل عشرواي الذي زرعت هذه الياسمينة ونثرت الجمال في حديقتك، فنشأت بيني وبين الياسمينة قصة عشق خاصة منذ التقيتها، بعد عودتي ولقائي رام الله بعد الغياب القسري الطويل.
أنهيت أعمالي وحملت حقيبة صغيرة بها ملابسي، وحقيبة أضع فيها دفترا للملاحظات وعدسة التصوير وكتابين، ركبت سيارة باتجاه طولكرم، شعرت بقلبي يخفق حين بدأت الرحلة، وما أن وصلنا سردا بجوار رام الله حتى قررت راكبة غربية أن تنـزل ولا تكمل الرحلة بعد تلقيها هاتف ما، رافضة أن تدفع أجرة الرحلة، مما أثار أعصاب السائق فلا مجال للعودة إلى المحطة وأخذ راكب آخر، ورفض السائق عرضنا أن ندفع الفرق له، وانطلق يقود السيارة بسرعة جنونية، غير مبال باحتجاجنا، فقلت لنفسي: الغرب اضطهد اليهود واليهود اضطهدونا، ها هي غربية أخرى تضطهد سائقا فيعكس اضطهاده علينا.
كان السائق يسابق الريح غير مبال لا بمنعطف ولا بسوء أجزاء من الطريق، مما حرمني أن التقط أي صورة عبر الرحلة، ومنعني من تسجيل أي ملاحظة على دفتري، أو الاستفسار عن المناطق التي نمر عنها، فبالكاد كنت استقر على مقعدي رغم حزام الأمان، وشعرت بأمعائي تكاد تجن من السرعة والحركة، فركزت نظري على المناظر الجميلة التي نمر عنها بسرعة كبيرة، فتترك في روحي لمحات سريعة من جمال وحب.
كانت البداية مرورنا عن جسر عطارة والحاجز الاحتلالي السيء الصيت والسمعة عليه، فمررنا بسهولة إلى منطقة "عيون الحرامية" لتواجهنا بلدة سلواد شامخة على رأس قمة الجبل، لنواصل رحلة ما بين مناطق فلسطينية متناثرة تطوقها المستعمرات والمستوطنات، فالمستوطنات ما زالت تتمدد وتقضم الأراضي وأعلام العدو ترف على أعمدة الكهرباء في كل منعطف، وفي القرب من كل مستعمرة، فشعرت بالألم يجتاح مني الروح ، فأغمضت عيناي متخيلا حلما بأن يكون علم وطني هو من سيرف ذات يوم على القمم والروابي، وبكل أسف حين مررنا من بعض البلدات كنت أرى فقط أعلام الفصائل وراياتها، بينما لا يظهر العلم الفلسطيني إلا على بعض الدوائر الحكومية، وعادة يكون الزمن والمناخ قد لعب دوره بإتلافه، وبالقرب من كل مستعمرة كان المستوطنون يقفون كالغربان خلف مكعبات إسمنتية بانتظار الحافلات التي تقلهم، فهم لا يجرؤون على الوقوف بحرية بجوار محطات الانتظار، يحملون السلاح ويختفون خلف السواتر، فهم يدركون تماما أنهم رغم القوة والسلاح، غرباء عن هذه الأرض التي ترفضهم وستلفظهم طال الزمان أو قصر، واصلت النظر لبلدات رأيتها يوما وعرفت اسمها، وبلدات أخرى لم أعرف اسمائها، حتى وصلنا حاجز زعترة ومررنا بسهولة، حتى وصلنا إلى بلدة حوارة ومنها انعطفنا يسارا باتجاه عنبتا، مارين بطرق لم أعرفها سابقا وجمال يجتاح الروح لولا سرعة السائق الجنونية، حتى كان وصولنا إلى حاجز قبل بلدة "عنبتا"، مررنا به لتواجهنا عنبتا الجميلة والتي تربض غالبية بيوتها بين البساتين والأشجار.
طولكرم أخيرا.. ايه يا درة مدن شمال الضفة كم اشتقت إليك، نزلت من السيارة حامدا الله وصولنا بالسلامة، وكان أول ما واجهني محل لابن عم لي لم أراه منذ تسع سنوات، فولجت إليه لنلتقي بلقاء حار كادت تسيل فيه الدموع، حسام هذا الرجل الجميل الروح والمحيا، والذي يرفع شعار أنه لا يجوز لامرأة فلسطينية أن تتوقف عن الإنجاب، ويقول لي حين سألته كم أصبح لديه من الأبناء: العدو يستورد من الخارج وأنا أصر على الإنتاج المحلي، أصبح لدي أحد عشر ابنا وابنة، وإن شاء الله سأكمل "الدزينة"، والتقيت عنده زياد ابن شقيقه غسان، والذي أصبح رجلا في غيابي متزوج وله أبناء، وبعد فنجان قهوة وأحاديث الشوق ووعد أن لا أتأخر عنهم في جيوس، غادرتهم لأذهب لبيت شقيقي الأكبر وسيم وأتغدى عندهم وأغط في نوم عميق.
مساء كان لقائي مع طولكرم، رفضت أن أخرج بالسيارة التي كان أخي قد تركها لتكون تحت استخدامي، كنت أحن للسير على الأقدام في المدينة، تاركا السيارة مع رامي ابن شقيقي الذي له مكانة خاصة في القلب، تجولت في هذه المدينة الهادئة مسافة لا بأس بها، مدينة هادئة جدا تنام مع غياب الشمس، آلمني أن معظم الشوارع قد أتى عليها الزمن وانتشرت الحفر في وجهها كندوب سوداء، المقاهي تنتشر بطريقة غير طبيعية، مما يدل على فراغ هائل يعانيه الشباب، فلا مراكز ثقافية ولا مؤسسات ولا مسرح ولا سينما ولا أمسيات ثقافية إلا فيما ندر، فيلجأ الشباب والكبار للمقاهي يقتلون الوقت بلعب الورق وأدخنة النراجيل، شوارع ستكون أجمل لو وجدت الاهتمام أكثر، أشجار تنتشر على أرصفة الشوارع مقصوصة بشكل يحتاج إلى جمالية أكثر، شوارع كثيرة تفتقد الشجر والأرصفة المبلطة، شوارع ضيقة بحاجة إلى إعادة تنظيم السير حتى تتسع للبشر والمركبات، مدينة تحتاج إلى جهود هائلة لرسم وجهها الجميل من جديد، فطولكرم مدينة عريقة تعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وعرفت بسهولها وتلالها وثروتها الزراعية، فجوها الحار صيفا لقربها من الساحل أعطاها مزايا مناخية خاصة، وأهم ما يميزها طيبة أهلها وكرمهم وحسن وفادتهم وضيافتهم، ونحن من ننتمي إلى جيوس تربطنا علاقة خاصة بطولكرم، فعبر الزمن كانت بلدتنا تتبعها إداريا حتى ما قبل سنوات حين ألحقت بمدينة قلقيلية، فكان أهل جيوس يأتون لطولكرم ومنهم من استقر بها وأصبح له فيها مصالح وأعمال.
أكملت جولتي وزرت بيت الصديق الغالي د. رياض، وسهرنا في شرفة بيته متأملين الغرب والساحل القريب وممتعين الروح بنسمات آتية من البحر رغم أنين الألم فيها وهي تمر من فوق الجدار الأفعى، وفي العاشرة مساء أتاني ابن شقيقي لنتجول في المدينة وأطرافها بالسيارة، ونذهب إلى كرم العلالي على تلة في ذنابة لزيارة أقرباء هناك، وأعود بعد منتصف الليل لبيت شقيقي استعدادا لصباح كرمي آخر، هامسا بأذن رامي: كنت أجول بك وأنت صغير، وها أنت تجول بي بعد أن كبرت، فضحك بفرح وضحكت معه.
صباحك أجمل يا رام الله بنسماتك الباردة الجميلة، صباحك أجمل رغم أني لم أتمكن من التجوال في دروبك في الصباح بعد تعب رحلة ليالي الشمال، فاكتفيت بشرب القهوة وحيدا إلا من روح حروفي الخمسة، أقف للنافذة متأملا صباح رام الله، أنظر للحمامة التي وجدت بالنافذة وأحواض نباتاتي، ملاذا تضع فيها عشها وبيضها أثناء غيابي، استمع لشدو فيروز: "يا كرم العلالي عنقودك منا، يا حلو يا غالي شو بحبك أنا، عالنهر التقينا وما قلنا لحدا، تركنا عنينا تحكي عالهدا، سمعني حكي وقلي شو بكي، وطلعلي البكي يا دلي من كتر الهنا، عالدرب الطويل مشاني الهوى".
صباحكم أجمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق