د. نوري الوائلي
مؤسسة الوائلي للعلوم
يا من عشقت الناس اني مولع ** بالعشق حتى كاد قلبي يُبضعُ
العشقُ قالوا في النساء ِ مذاقه ** مرُّ الحديث وليله لا يُنزعُ
وإذا تفلـّق َصبحه عن عاشق ٍ ** أضحت أماني ليله تتسكعُ
عشقٌ يذلُ الناس حتى تكتوي ** نفسُ العشيق بناره وتولـّعُ
أن كان محظوظا ًوفاز بشهوة ** فالعشقُ يُبلى والمحبُّة تقشعُ
وتؤولُ نارُ العشق ِ بعد تأجج ٍ ** لرماد ِ جفو ٍ حين حب يُشبعُ
أن كنت لم تقنعْ بهذا فاستعنْ ** فيمن بخبرته يُضاءُ و يُقنع ُ
بل أنّ بعضً العشق يصبحُ علة ً ** وفراق أحباب وذكرى تـُوجعُ
العشقُ قد يفني الكثيرَ لنزوة ** ويُعيب خيرَ عوائل ٍ ويُروّعُ
العشقُ للجنسين اضحى موردا ً ** منه كتاباتُ الرذيلة تكرعُ
كـُتبتْ لعشق الجنس أقلامٌ لها ** شرُ الشياطين تصوغ ُ وتقرع ُ
ولها نفوسُ السوء تروي عثـَّها ** وتبارُك الفحشى بها وتوزّعُ
العشقُ في خُطب الرواة وشعرهم ** يعني ولوجَ غرائز ٍ لا تـُمنعُ
يعني التغزلَ بالنساء كسلعة ٍ** فيها المفاتنُ للتبضع مشفعُ
جسدٌ يُغازل ُوالمفاتنُ قبلة ** واللهفُ خلف لذائذ ٍ لا يهجعُ
عشقُ النساء غير عشق حوائج ٍ ** أو عشق أشياء ٍبذهنك تقبعُ
بل عشق ُجنس ٍ والملذة غاية ** تحقيقُ شهوات ٍ لجسم ٍ يجزعُ
أن قالوا غير مقاصد في عشقهم ** لم يصدقوا قولا ولم يتورّعوا
عشقٌ لأجسام ٍ وحسنُ مفاتن ** قطعا ًيزولُ اذا المعايبُ تطلعُ
ما دام حسن لا مفاتنَ خـُلدت ** فالكلُّ طوع العجز سوف يُضعضعُ
ويعيشُ ذهنُ العاشقين متاهة ً ** كخيال ِ شعر ٍ في سراب ٍ يخدعُ
لكنّ عشقَ الجنس ليس مُحرما ً ** أن كان غايته ُ الوفاق ويجمعُ
لا أنكر العشقَ الذي في عفة ٍ** يعلو بقلب العاشقين ويرفعُ
عشقُ الجمال غريزة ٌ من مبدع ٍ ** فاحفظ ْ لذائذها بتقوى تـُرجعُ
هل تعشقُ الأجساد َ غير عيوننا ** والقلبُ يتبعها وذهن ٌ يخنعُ
دعني أحدّث بالكلام ومحبري ** عن عشق ما يسمو بنا ويوّرعُ
عشقي بناه العقلُ بعد تمحص ٍ** فكأنـّه بذرٌ بنفسي يُزرعُ
يزدادُ أشراقا ًوفكري ساقيا ً ** عذبا ًيورده عيونا ً تنبعُ
والكونُ مصدرُ شمسه وغذائهِ** شمِلَ الجمال بكل خلق يُوضعُ
الكونُ يعطي نبْت َعشقي صالحا ً ** من خير ما يحوي وما يتمتعُ
لم يُبنَ عشقي من غرائزَ أودعت ** في النفس حتى جسمَ آدم يُصنعُ
عشقي لموجود ٍ عيوني لا ترى ** جسدا ً له أو كان أذني يُسمعُ
أو أن ذهني قد أحاط بذاته ** أو يُدركُ العقلُ الحبيب ويُطلعُ
لكنـّه دخل الفؤاد مناديا ً ** عبدي أحبّك من يدي ّ تصنعُ
دخل الجوارحَ مالكا ًمتحكما ً ** فهو الحبيبُ فلا لغير أضرعُ
فعشقت مَنْ خلق الجمال معنو ِنا ً ** كل ّ الخلائق بالجمال ويبدعُ
من حولنا الدنيا مسرّة من رأى ** في كل ركن آية ً تتوقعُ
من حولنا الآيات ألوان بها ** روح الجمال عذوبة لا تخدعُ
أنظرْ لآصناف ِ الخلائق ما ترى ** خلقا ً يُعيبُ الذوق أو لا يُمتعُ
هذا الجمالُ و ذي الخلائقُ أنما ** بعضٌ يسيرٌ من حبيب ٍأتبعُ
أرني جمالا ً قد زها من غيره ** يعلو جمالا ً في الخليقة يودعُ
هل ياترى قلبي لغيرك عاشقا ً ** تبا ً إذا للغير قلبي يركعُ
يا من عشقت الجنس هذا عشقكم ** جسدا ً يمجد ُ بالغرائز َ يبرع ُ
لكن عشقي للإله معزة ً ** وسمو نفس ٍفي المغانم تربعُ
عشقي خلودٌ بل يهيج لقدمه ** والعشق للأجساد وهمٌ يقشعُ
العشق للأجساد مطلب شهوة ** والعشق للرحمن فكرٌ يشرع ُ
وإذا أملتُ أن تكون محبتي ** لله وسع الكون حينا ً أذرعُ
أو أن عشقي لا حدود لوسعه ** لكن ّعشقه للمؤمّل ِأوسعُ
حتى وأن ذنبي بعدلك مُدخِلي ** نارا ً سأبقى في حنانك أطمعُ
أن عشتُ في نار العدالة كاحيا ً ** سيضل ُّ عشقي للحبيب يُسرّعُ
أن كانت النيرانُ تسحقُ هامتي ** أو كانت الأعوانُ جلدي تنزعُ
لا تنجلي من عشق قلبي ذرة ** لله قطعا ً أو لجفو ٍ أ ُدفعُ
حتى إذا الآلامُ تعلو مُوجعا ً ** لكنها في فقد حبك أوجعُ
مؤسسة الوائلي للعلوم
يا من عشقت الناس اني مولع ** بالعشق حتى كاد قلبي يُبضعُ
العشقُ قالوا في النساء ِ مذاقه ** مرُّ الحديث وليله لا يُنزعُ
وإذا تفلـّق َصبحه عن عاشق ٍ ** أضحت أماني ليله تتسكعُ
عشقٌ يذلُ الناس حتى تكتوي ** نفسُ العشيق بناره وتولـّعُ
أن كان محظوظا ًوفاز بشهوة ** فالعشقُ يُبلى والمحبُّة تقشعُ
وتؤولُ نارُ العشق ِ بعد تأجج ٍ ** لرماد ِ جفو ٍ حين حب يُشبعُ
أن كنت لم تقنعْ بهذا فاستعنْ ** فيمن بخبرته يُضاءُ و يُقنع ُ
بل أنّ بعضً العشق يصبحُ علة ً ** وفراق أحباب وذكرى تـُوجعُ
العشقُ قد يفني الكثيرَ لنزوة ** ويُعيب خيرَ عوائل ٍ ويُروّعُ
العشقُ للجنسين اضحى موردا ً ** منه كتاباتُ الرذيلة تكرعُ
كـُتبتْ لعشق الجنس أقلامٌ لها ** شرُ الشياطين تصوغ ُ وتقرع ُ
ولها نفوسُ السوء تروي عثـَّها ** وتبارُك الفحشى بها وتوزّعُ
العشقُ في خُطب الرواة وشعرهم ** يعني ولوجَ غرائز ٍ لا تـُمنعُ
يعني التغزلَ بالنساء كسلعة ٍ** فيها المفاتنُ للتبضع مشفعُ
جسدٌ يُغازل ُوالمفاتنُ قبلة ** واللهفُ خلف لذائذ ٍ لا يهجعُ
عشقُ النساء غير عشق حوائج ٍ ** أو عشق أشياء ٍبذهنك تقبعُ
بل عشق ُجنس ٍ والملذة غاية ** تحقيقُ شهوات ٍ لجسم ٍ يجزعُ
أن قالوا غير مقاصد في عشقهم ** لم يصدقوا قولا ولم يتورّعوا
عشقٌ لأجسام ٍ وحسنُ مفاتن ** قطعا ًيزولُ اذا المعايبُ تطلعُ
ما دام حسن لا مفاتنَ خـُلدت ** فالكلُّ طوع العجز سوف يُضعضعُ
ويعيشُ ذهنُ العاشقين متاهة ً ** كخيال ِ شعر ٍ في سراب ٍ يخدعُ
لكنّ عشقَ الجنس ليس مُحرما ً ** أن كان غايته ُ الوفاق ويجمعُ
لا أنكر العشقَ الذي في عفة ٍ** يعلو بقلب العاشقين ويرفعُ
عشقُ الجمال غريزة ٌ من مبدع ٍ ** فاحفظ ْ لذائذها بتقوى تـُرجعُ
هل تعشقُ الأجساد َ غير عيوننا ** والقلبُ يتبعها وذهن ٌ يخنعُ
دعني أحدّث بالكلام ومحبري ** عن عشق ما يسمو بنا ويوّرعُ
عشقي بناه العقلُ بعد تمحص ٍ** فكأنـّه بذرٌ بنفسي يُزرعُ
يزدادُ أشراقا ًوفكري ساقيا ً ** عذبا ًيورده عيونا ً تنبعُ
والكونُ مصدرُ شمسه وغذائهِ** شمِلَ الجمال بكل خلق يُوضعُ
الكونُ يعطي نبْت َعشقي صالحا ً ** من خير ما يحوي وما يتمتعُ
لم يُبنَ عشقي من غرائزَ أودعت ** في النفس حتى جسمَ آدم يُصنعُ
عشقي لموجود ٍ عيوني لا ترى ** جسدا ً له أو كان أذني يُسمعُ
أو أن ذهني قد أحاط بذاته ** أو يُدركُ العقلُ الحبيب ويُطلعُ
لكنـّه دخل الفؤاد مناديا ً ** عبدي أحبّك من يدي ّ تصنعُ
دخل الجوارحَ مالكا ًمتحكما ً ** فهو الحبيبُ فلا لغير أضرعُ
فعشقت مَنْ خلق الجمال معنو ِنا ً ** كل ّ الخلائق بالجمال ويبدعُ
من حولنا الدنيا مسرّة من رأى ** في كل ركن آية ً تتوقعُ
من حولنا الآيات ألوان بها ** روح الجمال عذوبة لا تخدعُ
أنظرْ لآصناف ِ الخلائق ما ترى ** خلقا ً يُعيبُ الذوق أو لا يُمتعُ
هذا الجمالُ و ذي الخلائقُ أنما ** بعضٌ يسيرٌ من حبيب ٍأتبعُ
أرني جمالا ً قد زها من غيره ** يعلو جمالا ً في الخليقة يودعُ
هل ياترى قلبي لغيرك عاشقا ً ** تبا ً إذا للغير قلبي يركعُ
يا من عشقت الجنس هذا عشقكم ** جسدا ً يمجد ُ بالغرائز َ يبرع ُ
لكن عشقي للإله معزة ً ** وسمو نفس ٍفي المغانم تربعُ
عشقي خلودٌ بل يهيج لقدمه ** والعشق للأجساد وهمٌ يقشعُ
العشق للأجساد مطلب شهوة ** والعشق للرحمن فكرٌ يشرع ُ
وإذا أملتُ أن تكون محبتي ** لله وسع الكون حينا ً أذرعُ
أو أن عشقي لا حدود لوسعه ** لكن ّعشقه للمؤمّل ِأوسعُ
حتى وأن ذنبي بعدلك مُدخِلي ** نارا ً سأبقى في حنانك أطمعُ
أن عشتُ في نار العدالة كاحيا ً ** سيضل ُّ عشقي للحبيب يُسرّعُ
أن كانت النيرانُ تسحقُ هامتي ** أو كانت الأعوانُ جلدي تنزعُ
لا تنجلي من عشق قلبي ذرة ** لله قطعا ً أو لجفو ٍ أ ُدفعُ
حتى إذا الآلامُ تعلو مُوجعا ً ** لكنها في فقد حبك أوجعُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق